المالكي يحذر من انفصال كردستان.. وبارزاني يناشد السيستاني منع ولايته الثالثة

رئيس الوزراء العراقي عرض «عفوا» عن العشائر التي حاربت حكومته مستثنيا «القتلة»

مسلحون من أبناء العشائر ينتشرون في منطقة قرب جبال حمرين شمال العراق أمس (رويترز)
مسلحون من أبناء العشائر ينتشرون في منطقة قرب جبال حمرين شمال العراق أمس (رويترز)
TT

المالكي يحذر من انفصال كردستان.. وبارزاني يناشد السيستاني منع ولايته الثالثة

مسلحون من أبناء العشائر ينتشرون في منطقة قرب جبال حمرين شمال العراق أمس (رويترز)
مسلحون من أبناء العشائر ينتشرون في منطقة قرب جبال حمرين شمال العراق أمس (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفضه سياسة الأمر الواقع التي فرضتها أحداث العاشر من يونيو (حزيران) الماضي عندما دخلت قوات البيشمركة الكردية كركوك على إثر احتلال تنظيم «داعش» محافظتي نينوى وصلاح الدين. وبينما أعلن الزعيم الكردي مسعود بارزاني إن الكرد لن يدفعوا من الآن فصاعدا ثمن أخطاء الآخرين، فقد أكد المالكي في كلمته الأسبوعية أن المادة 140 من الدستور «لم تنجز بعد»، مشددا على عودة جميع القطاعات العسكرية إلى مواقعها.
وجاءت كلمة المالكي غداة عقد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الذي فشل في انتخاب رئيس له بسبب الخلافات بين الكتل الرئيسة (السنية والشيعية والكردية). ففي الوقت الذي ينتظر فيه العرب السنة والكرد مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء لتقديم مرشحيهم لرئاستي البرلمان والجمهورية فإن التحالف الوطني الشيعي فشل في اختيار بديل للمالكي. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية إن «العراق بلد دستوري وعلى الجميع أن يعترف شاء أم أبى، ولحد الآن نسيطر على الوضع لأننا دولة دستور دولة قانون، وليس من حق أحد أن يستغل الأحداث التي جرت من أجل فرض الأمر الواقع كما حصل ببعض تصرفات إقليم كردستان»، مشددا على أن «هذا مرفوض وغير مقبول أبدا، المادة 140 لم تنتهِ، وهي دستورية ونحن ملتزمون بسياقاتها الدستورية، وعليها أن تمضي وفق السياقات الدستورية، وما تنتهي إليه مرحب به». وأضاف المالكي أن «المناطق المتنازع عليها لا يمكن أن تقال حسمتها المادة 140، لم تحسم هذه المادة وكذلك مجموعة من التصرفات والتصريحات، والتي منها أننا نستفتي على إقامة دولة». وخاطب المالكي ما سماه «الشعب الكردي المظلوم المضطهد» قائلا إن «هذا سيضر بكم وسيلقي بهذا الإقليم في متاهات لا تخرجون منها»، مضيفا: «أنتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءا من العراق الذي أصبح نظامه ديمقراطيا اتحاديا فيدراليا ولا يوجد في دستورنا شيء اسمه تقرير المصير»، لافتا إلى أن «تقرير المصير تحقق ولا يجوز عمل استفتاء أو غيره إلا بعد تعديل دستوري، فليعدل الدستور، بعدها نقول لهم اذهبوا إلى تقرير المصير، لكنكم قررتم وصادقتم على المادة الأولى من الدستور وانتهت العملية». ودعا المالكي إلى «عدم استغلال الأحداث في أي تمدد في أي تحرك في أي توسع»، مؤكدا أن «السلاح يعود، المناطق التي دخلتها قوات تعود، كل شي يعود إلى وضعه الطبيعي، ثم نجلس على طاولة الحوار الدستوري ونمضي في سياستنا في مرحلة نتمنى أن تكون جديدة».
وتناول رئيس الوزراء العراقي في كلمته أيضا المساعي لتشكيل حكومة جديدة، وقال عن جلسة البرلمان أول من أمس: «لقد حصلت حالة من الضعف لكن بإذن الله سوف نتجاوزها في الجلسة القادمة بالتعاون والانفتاح والاتفاق باختيار الأفراد والآليات التي ستنتهي إلى عملية سياسية تستند على الوسائل الديمقراطية».
وفي الشأن الأمني عرض المالكي العفو «لكل العشائر ولكل الناس الذين تورطوا بعمل ضد الدولة»، داعيا إلى أن «يعودوا إلى رشدهم». وأضاف: «لا نستثني منهم أحدا حتى لو أساء إلي أولئك الذين قتلوا وارتكبوا دما لأن ولي الدم هو يعفو». وقال: «ادعوهم للاستفادة من هذه الفرصة، لا سيما وأن العملية الأمنية بدأت تأخذ مجراها، وأنا أرحب بهم وبعودتهم وأرحب بالتحامهم مع أبنائهم من أبناء العشائر التي تحمل السلاح من أجل مستقبل أولادهم».
من جهته، وردا على سؤال بشأن إعلان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، احتمال لجوء الكرد إلى استفتاء بشأن الاستقلال ورفض المالكي له، قال الناطق الرسمي السابق باسم كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي مؤيد طيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تأويلات في الدستور العراقي تؤكد ذلك، إذ إنه في ديباجته يشير إلى أن الضمان لوحدة العراق هو تطبيق الدستور، وبما أنه لم يجرِ الالتزام بالدستور ولم يطبق فإن وحدة العراق تتعرض للخطر». وأضاف طيب أن «سياسة الكرد وفي المقدمة منهم رئيس الإقليم السيد بارزاني تقوم على أن الكرد جزء من الشعب العراقي لكن أن نكون مشاركين في القرار وطبقا لما ينص عليه الدستور». وبشأن المادة 140 الخاصة بكركوك والمناطق المتنازع عليها، قال طيب إن «هذه المادة كان لها سقف زمني لا يتعدى ستة شهور يبدأ بالتطبيع والإحصاء والاستفتاء، وقد انتظرنا تسع سنوات من دون أن تنفذ أية خطوة مما ينص عليه الدستور، ومع ذلك يقولون إنها دستورية ونحن نقول إنها دستورية ولا بد أن تنفذ بإرادة الطرفين، لكن أين هي الإجراءات ومتى؟».
بدوره، قال خسرو كوران، رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني في مجلس النواب العراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «المالكي ليس ممثلا عن الشعب الكردي ولا يملك الحق لكي يتكلم باسم الكرد وليس ممثلا عن المناطق المتنازع عليها لكي يتحدث باسمها».
من جانبه، أعلن برلمان إقليم كردستان رفضه تصريحات رئيس الوزراء العراقي، وقال طارق جوهر، مستشاره الإعلامي، إن «الشعب الكردي لا ينتظر ليقرر المالكي متى وكيف يجب أن يجري الاستفتاء لتقرير مصيره». وأكد «أن حق تقرير المصير سيقرره برلمان وشعب كردستان، ونحن ماضون في إجراء الاستفتاء».
وفي السياق ذاته، ذكرت شبكة «روداو» الإعلامية المقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، أن رئيس الإقليم بعث برسالة إلى المرجع الشيعي علي السيستاني طالب فيها المرجعية بعدم السماح بولاية ثالثة للمالكي. وذكرت الشبكة أن رسالة بارزاني أكدت أن «المالكي تسبب فيما مضى بفشل العملية السياسية والعسكرية في العراق».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.