أنقرة تتوقع انسحاب «الوحدات» الكردية من منبج الشهر المقبل

أعلنت أن «درع الفرات» و«غصن الزيتون» سهلتا المفاوضات مع واشنطن

أنقرة تتوقع انسحاب  «الوحدات» الكردية من منبج الشهر المقبل
TT

أنقرة تتوقع انسحاب «الوحدات» الكردية من منبج الشهر المقبل

أنقرة تتوقع انسحاب  «الوحدات» الكردية من منبج الشهر المقبل

توقع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تبدأ الشهر المقبل عملية انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج بحسب الاتفاق مع واشنطن على خريطة طريق بشأن المدينة، في وقت قال فيه وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي إنه لولا عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» اللتين نفذتهما بلاده في شمال سوريا ما استطاعت تركيا أن تجد مكانا على طاولة المباحثات الخاصة بسوريا حتى المباحثات الخاصة بوضع مدينة منبج. وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية أمس: «لا نستطيع أن نقول إن مسلحي (وحدات حماية الشعب) بدأوا الانسحاب من منبج... الانسحاب قد يبدأ في شهر يوليو (تموز) المقبل».
ومن المقرر أن يبحث الجانبان التركي والأميركي الخطوات التنفيذية لخريطة الطريق في منبج، خلال لقاء يعقد في ألمانيا خلال الأسبوع الحالي، بحسب ما أعلن وزيرا الدفاع التركي نور الدين جانيكلي والأميركي جيمس ماتيس. وقال جانيكلي، في تصريحات أول من أمس إن بلاده والولايات المتحدة ستجريان محادثات تتناول خريطة طريق انسحاب عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج، خلال اجتماعات في ألمانيا هذا الأسبوع، وهو ما سبق أن أعلنه نظيره الأميركي جيمس ماتيس يوم الاثنين الماضي.
ولفت جانيكلي إلى أنه سيتم إخراج عناصر «الوحدات» الكردية بموجب خريطة الطريق التي تم التوصل إليها، والموافقة عليها خلال اجتماع وزيري الخارجية التركي والأميركي في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الحالي، وسيتم ذلك بإشراف عسكريين أتراك وأميركيين.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة خلال محادثات في واشنطن الأسبوع الماضي على خريطة طريق، بشأن انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج، وتسليم الأسلحة التي زودتهم بها واشنطن في إطار التعاون في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، والإشراف المشترك على المدينة، لحين تشكيل مجلس محلي لإدارتها.
وأضاف أن نظيره الأميركي جيم ماتيس أكد له أنه لن تكون هناك مماطلة في تطبيق بنود خريطة الطريق المتعلقة بالوضع في منبج، وأن رأي تركيا منذ البداية هو تشكيل إدارة محلية بشكل يتناسب ويعكس التركيبة السكانية لمدينة منبج ما قبل الحرب، وأن الجانبين سيحددان معا المشاركين في الإدارة المحلية للمدينة.
وأشار جانيكلي إلى أن التفاهم مع الولايات المتحدة حول منبج، يفتح المجال للتعاون بشأن تطهير بقية المناطق في أنحاء سوريا من المنظمات الإرهابية، قائلا إن الجانب الأميركي أصبح مقتنعا بأن «وحدات حماية الشعب» الكردية جزء من حزب العمال الكردستاني (المصنف تنظيما إرهابيا من الجانبين)، وتدار بواسطته «وإلا ما كان بالإمكان التوصل إلى هذا التفاهم».
ولمح رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم إلى أن خطوة انسحاب عناصر «الوحدات» الكردية إلى شرق الفرات ليست كافية بالنسبة لتركيا، قائلا في مقابلة تلفزيونية إن التهديد الأساسي لتركيا من جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية يأتي من شرق الفرات.
في السياق ذاته، قال وزير الدفاع التركي إن عمليتي «درع الفرات»، و«غصن الزيتون» اللتين نفذتهما بلاده بالتعاون مع فصائل من الجيش السوري الحر في شمال سوريا أسهمتا في وضع تركيا على طاولة المباحثات الخاصة بسوريا، بما في ذلك المباحثات حول «منبج». وأضاف جانيكلي أمس: «لو لم تُنفذ عمليتا (درع الفرات)، و(غصن الزيتون) في شمال سوريا، لما كان لتركيا مكان على أي طاولة مباحثات بما فيها المباحثات حول منبج»، لافتا إلى قدرة القوات المسلحة التركية على تنفيذ عمليات على غرار «درع الفرات» و«غصن الزيتون» بكل سهولة. وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية «درع الفرات» من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي بينها الباب وجرابلس، من عناصر تنظيم «داعش»، الإرهابي في الفترة من أغسطس (آب) 2016 وحتى مارس (آذار) 2017، مما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم، وفي 24 مارس الماضي، تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر من خلال عملية «غصن الزيتون»، من السيطرة على منطقة عفرين من أيدي «وحدات حماية الشعب» الكردية، بعد معارك استمرت 64 يوماً.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.