هيئة الترفيه السعودية تعلن عن فعالياتها المتنوعة في عيد الفطر

الخطيب: حريصون بأن ندخل البهجة والسرور على المواطنين والمقيمين

أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)
أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)
TT

هيئة الترفيه السعودية تعلن عن فعالياتها المتنوعة في عيد الفطر

أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)
أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)

أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية أحمد الخطيب حرص الهيئة في مختلف المواسم، ومنها عيد الفطر المبارك، بأن تدخل البهجة والسرور على المواطنين والمقيمين من خلال عدد كبير من الفعاليات التي تنظمها بالتعاون مع شركات القطاع الخاص العاملة في هذا القطاع الواعد.
وأضاف في تصريح بمناسبة الإعلان عن روزنامة عيد الفطر المبارك، أن الفعاليات متنوعة وشاملة، حيث تحتوي على عروض السيرك والمسرحيات والفنون الشعبية والكرنفالات والعروض الفنية والمهرجانات، والتي ستقام في 23 مدينة في مختلف أنحاء المملكة. وستنطلق الفعاليات صباح أول أيام العيد وتوزع فيها الهدايا على الأطفال، كما ستتزين سماء عدد من المدن بعروض الألعاب النارية احتفالاً بهذا اليوم السعيد.
وبيّن الخطيب أن موظفي الهيئة العامة للترفيه سيتواجدون في كل الفعاليات ويسرهم ويسعدهم خدمة الجمهور، لافتًا في ختام تصريحه إلى أن عدد أيام الفعاليات هذا العيد سيبلغ 400 يوم فعالية، الأمر الذي سيرفع أوقات السعادة والاحتفال بقضاء أوقات جميلة للعوائل سواءً كانوا مواطنين أو مقيمين.
وأوضحت هيئة الترفيه، أن فعاليات العيد في الرياض ستشهد إقامة أول سيرك روسي على الجليد في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على مدى خمسة أيام من 15 إلى 19 يونيو، وسيرك آخر في العاصمة أيضاً يحاكي نمط هوليوود بمجمع غرناطة التجاري في الفترة من 15 إلى 21 يونيو. كما تقام فعالية "يونيك" بدرّة الرياض في الفترة من 17 إلى 20 يونيو، والتي تحتوي على جلسات بديكورات مميزة، مع عروض جذابة بالليزر. وفي ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بالجنادرية ستقام فعالية "جزيرة السعادة" التي تتضمن عدداً كبيراً من الأنشطة الترفيهية الحصرية لمختلف الفئات، وذلك في الفترة من 16 إلى 25 يونيو. أما في تقاطع طريق الملك خالد مع طريق الملك سلمان فستقام فعالية "الأرينا" في الفترة من 25 يونيو إلى 4 يوليو وهي عبارة عن منصة خارجة عن المألوف بشاشات عرض عملاقة لمشاهدة مباريات كأس العالم، إضافة إلى عروض ترفيهية وتجربة صوتية مرئية تقام للمرة الأولى في الخليج العربي.
وفي الرياض أيضاً، سيكون عشاق ملك البوب مايكل جاكسون على موعد مع عرض يتناول أجمل أغانيه في فعالية "عرض مايكل جاكسون" الغنائي الذي سيقام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في 26 يونيو. فيما يقام العرض نفسه بمدينة جدة بطريق الملك عبدالعزيز في 30 يونيو. وفي الحي الدبلوماسي تقام، خلال الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو، فعالية رياضية عن كأس العالم، وأخرى فنية يؤدي فيها بعض المغنين وصلات من أعمالهم تحت عنوان "من الرياض إلى روسيا". وتقام أيضاً فعالية "توني تاون" المتضمنة مهرجاناً كرتونياً وعروضاً مسرحية حية وألعاباً ترفيهية للأطفال في بانوراما مول خلال الفترة من 17 إلى 21 يونيو.
وسيشهد مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض إحياء الفنانة الإماراتية شمة حمدان حفلها الغنائي الأول المخصص للنساء في 18 يونيو الجاري، كما تقام فعالية حديقة كأس العالم في "السفن مونز" حيث تعرض مباريات كأس العالم في أجواء مميزة طوال أيام البطولة. كما تقام في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات فعالية "ستاد موسكو" التي يتم فيها مشاهدة كأس العالم على شاشات عملاقة.
وللوافدين حصة من فعاليات الترفيه في عيد الفطر، إذ تنظم الهيئة فعالية ترفيهية للجالية الجنوب آسيوية في المملكة من دول الهند وباكستان وبنجلاديش تحتوي على عروض فنية ومأكولات شعبية، وذلك في الفترة من 21 إلى 23 يونيو في حديقة الملك فهد بالرياض، فيما تقام الفعالية نفسها في الفترة من 28 إلى 30 يونيو في جدة بمواقف الغرفة التجارية. وفي منتزه المشتل بالخرج تقام فعالية "دنانة الخرج" التراثية في الفترة من 28 إلى 30 يونيو.
أما في جدة فتقام فعالية "مهرجان الجماهير" خلال الفترة من 18 يونيو إلى 4 يوليو في ثلاثة مواقع هي كورت يارد سيتي، وصيرفي ميجا مول، إلى جانب تيين تاون بلازا لمشاهدة مباريات كأس العالم في أجواء حماسية. وتقام في فندق الهيلتون حفلة الفنانتين شمة حمدان ويارا التي تحضر للمرة الأولى إلى المملكة، وذلك في فعالية "ليلة خليجية" التي تقام في 16 يونيو. فيما تقام حفلة للموسيقار اللبناني مروان خوري في فندق الريتز كارلتون في 20 يونيو، في حين تقام بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ حفلة للسوبر ستار راغب علامة بتاريخ 18 يونيو، وحفل غنائي مخصص للنساء للفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب في تاريخ 19 يونيو، وحفل غنائي للفنانين غي مانوكيان وآبو في 17 يونيو وذلك في الفندق نفسه لجميع الفئات.
كما تقام في مكتبة الملك فهد بجدة "مسرحية اللاوعي" وهي عمل موسيقي تعبيري يعرض تطورات العقل البشري بطريقة استعراضية من دون استخدام الكلمات، وذلك يومي 27 و28 يونيو. أما فعالية "تألّق كالألماس" فستكون مجسمات الألماس الكبيرة حاضرة مع العديد من الأنشطة الترفيهية في أبحر الجنوبية بين 28 يونيو و7 يوليو. ولعشاق متابعة كأس العالم أيضاً، سيلبّي عدد من الفعاليات في عروس البحر الأحمر رغباتهم، وهي فعالية " كأس العالم فان فيستيفال" في الفترة من 30 يونيو إلى 15 يوليو بمنتزه عطاالله – الأرض السعيدة، و"كرنفال قرية العيد" في الواجهة البحرية من 21 إلى 23 يونيو و"مهرجان كأس العالم" في الواجهة البحرية في الفترة من 14 إلى 30 يونيو.
وفي جدة كذلك تقام فعالية "عود وطبلة" في كورال بيش بأبحر وهي عبارة عن مسرحية صامتة بفن الضوء والموسيقى يوم 21 يونيو. وتقام في جنغل لاند بقرية مرسال فعالية "ّذا كرنفال" في الفترة من 15 إلى 30 يونيو، فيما تقام فعالية "ليلة الشجرة" في الفترة من 26 إلى 30 يونيو بحي الخالدية. وفعالية "فوّرها" بمركز جدة للمنتديات والفعاليات في الفترة من 20 إلى 22 يونيو.
أما ينبع فستنال نصيبها بفعالية "ليالي ينبع الفنية" المخصصة للأفراد والتي يشارك فيها الفنان جابر الكاسر وآخرون في فندق الرديسون بلو في الفترة من 20 إلى 22 يونيو، كما تقام فعالية "ألوان السعودية" في المنطقة التاريخية في الفترة من 16 إلى 18 يونيو.
ويحظى سكان المدينة المنورة بإقامة "مهرجان الجبل الأبيض" في محافظة خيبر تحديداً في منطقة الرأس الأبيض التي تبعد 70 كيلو متراً شرق المحافظة. إضافة إلى مهرجان "عيد طيبة 39" الذي تمتدّ فعالياته من 15 إلى 23 يونيو في حديقة الملك فهد المركزية.
كما تقام في الطائف فعالية "الضوء يجمعنا" في الفترة من 16 إلى 18 يونيو بمنتزه الردّف حيث ستستخدم العروض الضوئية المشوقة بأحدث التقنيات. وفي مكة المكرمة، ستقام فعالية "كرنفال كأس العالم" التي تحتضنها حديقة الحسينية في الفترة من 20 يونيو إلى 16 يوليو.
وتزخر روزنامة المنطقة الشرقية بعدد من الفعاليات المتنوعة، حيث يقام في الظهران مول فعالية السيرك الصيني في الفترة من 16 إلى 20 يونيو، يشارك 50 شخصاً في أداء عروض أكروباتية شيقة. وفي الواجهة البحرية بالخبر تقام فعالية "أنوار العيد" من 15 إلى 17 يونيو. والتي يشاهد فيها الزائر كرنفالاً ضوئياً بألوان مختلفة بطابع ترفيهي.
وتقام في الدمام عروض بيت الكوميديا في الفترة من 16 إلى 18 يونيو بمقر جمعية الثقافة والفنون. و"كرنفال العيد" في الفترة من 15 إلى 19 يونيو في هابي لاند الدمام. وفي الأحساء تقام مسرحية "أخوان أم فهد" في أرض الراشد تاون سكوير، التي تتناول برّ الوالدين وخطر العقوق من 16 إلى 18 يونيو. كما تقام في المكان نفسه مسرحية الأطفال "ماشا والدببة" بأرض الراشد تاون سكوير في الفترة من 17 إلى 23 يونيو.
وفي مناطق شمال المملكة وتحديداً تبوك تقام فعالية "الكرنفال الضوئي" وذلك في منتزه الأمير فهد بن سلطان في الفترة من 15 إلى 18 يونيو. وفي الجوف تقام فعالية "لمّة العيد" في منتزه الجوف الوطني التي تقام فيه عروض حية تناسب جميع الأعمار في الفترة من 15 إلى 17 يونيو. وفي بريدة تقام فعالية مهرجان بريدة بارك في الفترة من 18 إلى 30 يونيو في منتزه الملك عبدالله، فيما تقام في حديقة الأمير فيصل بن بندر بالرس فعالية مهرجان صيف الرس 39 وهو مهرجان ترفيهي ثقافي مخصص للعائلات، يهتم بتعزيز القيم الأصيلة الراسخة في المجتمع المحلي. وفي عرعر سيكون سكانها هذا العيد على موعد مع فعالية "بقشة العيد" في الفترة من 15 إلى 17 يونيو وذلك في طريق الملك فهد بحي الرفاع.
أما في أبها فسيكون مهرجان أبها للتسوق بمركز أبها للمعارض في الفترة من 23 إلى 30 يونيو حيث تشارك فيه مئات الشركات بعروضها، وفي نادي الفرسان بطريق القرعاء يقام مهرجان "صهيل الأصايل" من 29 الى 30 يونيو. كما تقام فعالية "شارع الفن" في الفترة من 15 إلى 19 يونيو حيث سيكون فيها مسيرات ترفيهية وألعاب للأطفال وشاشات تعرض مباريات كأس العالم. وفي جازان تقام في الواجهة البحرية فعالية "شاطئ النور" في الفترة من 15 إلى 19 يونيو.



«كويبُوكا»… يذكّر بحروب الإبادة في رواندا

نال الفيلم إشادات عدة خلال عرضه في مهرجان البحر الأحمر (الشركة المنتجة)
نال الفيلم إشادات عدة خلال عرضه في مهرجان البحر الأحمر (الشركة المنتجة)
TT

«كويبُوكا»… يذكّر بحروب الإبادة في رواندا

نال الفيلم إشادات عدة خلال عرضه في مهرجان البحر الأحمر (الشركة المنتجة)
نال الفيلم إشادات عدة خلال عرضه في مهرجان البحر الأحمر (الشركة المنتجة)

في فيلمه «كويبُوكا، تذكَّر»، الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، يعود المخرج البلجيكي–الرواندي جوناس داديِسكي إلى موطنه رواندا لا بوصفها مسرحاً لمأساة تاريخية فحسب، بل إنه فضاء حيّ يعيد طرح أسئلة الذاكرة، والهوية، والانتماء من منظور جيلٍ عاش الإبادة الجماعية من بعيد، لكنه ظل يحمل آثارها في داخله.

تدور أحداث الفيلم حول «ليا»، لاعبة كرة سلّة بلجيكية–رواندية، تواجه نهاية مسيرتها الاحترافية في أوروبا، قبل أن تتلقى دعوة غير متوقعة للانضمام إلى منتخب رواندا الوطني، والمشاركة في بطولة تُقام في كيغالي. الرحلة التي تبدو في ظاهرها رياضية بحتة، تتحول تدريجياً إلى مواجهة داخلية مع الذاكرة، والمنفى، وصمت العائلة، وهوية ممزقة بين مكانين وزمنين.

يقول داديِسكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الدافع الأساسي لصناعة الفيلم كان رغبتي الشخصية في إعادة الاتصال برواندا، البلد الذي أنتمي إليه عبر والدي، رغم أنه وُلد ونشأ في بلجيكا»، مشيراً إلى أنه لم يُرِد العودة بصفة أنه سائح، بل من خلال مشروع يتيح له خوض تجربة إنسانية حقيقية مع الناس هناك، وهو ما تحقق عبر الفيلم، الذي أعاده مراراً إلى رواندا، وفتح أمامه علاقات، واكتشافات غيّرت نظرته إلى البلد، وإلى نفسه.

صور الفيلم بالعديد من المواقع الحقيقية داخل رواندا (الشركة المنتجة)

ويوضح أن شخصية «ليا»، بطلة الفيلم، جاءت انعكاساً جزئياً لتجربته الذاتية، فهي تنتمي إلى الجيل نفسه، وتحمل الهوية المختلطة ذاتها، وتعود إلى رواندا ليس بدافع الحنين، بل عبر مهمة محددة، وهي الانضمام إلى منتخب كرة السلة الوطني. ومع ذلك، فإن هذه العودة تفتح أسئلة مؤجلة حول العائلة، والماضي، والإبادة الجماعية.

وأكد أن الفيلم انطلق من الشخصية أولاً، لكن استحالة فصل العودة إلى رواندا عن تاريخها جعلت ذاكرة ما بعد الإبادة حاضرة بوصفها سياقاً لا يمكن تجاهله، مشيراً إلى أنه تعامل مع كرة السلة باعتبارها فقاعة تحتمي داخلها «ليا»، فالحياة الاحترافية القاسية سمحت لها بالتركيز على الحاضر، وتجنب مواجهة ماضيها. غير أن دعوة المنتخب الرواندي شكّلت أول شرخ في هذه الفقاعة، إذ سمحت لها بالعودة إلى البلد من دون أن تكون مطالبة فوراً بمواجهة أسئلتها العائلية.

ولفت إلى أن الفيلم يتعمد كسر صورة «الفيلم الرياضي الكلاسيكي»، إذ تبدأ «ليا» باعتبارها نجمة منتظرة، وقائدة للفريق، لكنها تنتهي بالتنازل عن موقعها، وإقناع المدرب بأن الفريق قادر على الفوز من دونها، في موازاة رمزية مع رواندا التي أعادت بناء نفسها بعد الإبادة.

عاد المخرج إلى رواندا عدة مرات للتحضير للفيلم (الشركة المنتجة)

وعن تجنب الميلودراما يقول داديِسكي إن «قوة الشخصية المهنية كانت عنصراً أساسياً في موازنة هشاشتها الداخلية. فالفيلم يقدّمها أولاً كلاعبة ناجحة، قبل أن يكشف تدريجياً تعقيدات ماضيها»، مؤكداً أن وعي البطلة بأنها لم تعش الإبادة بنفسها منح الشخصية تواضعاً أخلاقياً، منعها من إصدار الأحكام، وهو ما انعكس على نبرة الفيلم العامة، القائمة على الصمت، والكلمات القليلة، والانفعالات المكبوتة.

وفي تناوله للإبادة الجماعية، يوضح المخرج أنه اختار الابتعاد عن الصور المباشرة، أو الأرشيف، مفضّلاً تثبيت الفيلم في الحاضر، مشيراً إلى أن «الصمت والغياب كانا عنصرين أساسيين في السرد، قبل أن تأتي فكرة استخدام الرسوم المتحركة بوصفها وسيلة عضوية لاستعادة الذاكرة، فالبطلة لا تملك صوراً واضحة عن الماضي، بينما يحمل والدها ذكريات مؤلمة عبّر عنها عبر رسومات، وعندما تكتشف الابنة هذه الرسومات، تبدأ في إسقاط ذاكرتها المتخيلة عليها، في عملية إعادة بناء غير مكتملة، تعكس هشاشة الذاكرة، وتشوهها»، على حد تعبيره.

ويؤكد داديِسكي أن الرسوم المتحركة كانت خياراً أخلاقياً، وجمالياً، لأنها تبتعد عن إعادة تمثيل العنف، وتسمح بتجسيد الإحساس بدل الحدث، كما أنها شكّلت جسراً عاطفياً بين الأب، والابنة، وهي العلاقة التي يراها جوهر الفيلم.

وحول فكرة «العودة» إلى الوطن، يشدد على أن الفيلم لا يتعامل معها بوصفها حنيناً، لأن «ليا» لا تمتلك ذاكرة واضحة عن رواندا، فهي لا تتقن اللغة، والبلد تغيّر جذرياً، حتى ملاعب كرة السلة أصبحت أكثر تطوراً مما عرفته في أوروبا، لافتاً إلى أن وجودها في رواندا لاعبة، لا سائحة، منح السرد ديناميكية، وحوّل العودة إلى رحلة اكتشاف وبحث، لا استرجاع للماضي.

قدم الفيلم صورة عن واقع رواندا اليوم بنظرة جيل عاش خارجها (الشركة المنتجة)

ويرى المخرج أن البطلة تمثل جيلاً كاملاً من أبناء الشتات الرواندي، الذين غادروا البلاد خلال الإبادة، ونظروا إلى وطنهم لسنوات طويلة من خلال مأساة واحدة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن الشخصية تتجاوز خصوصيتها، لتعبّر عن تجربة إنسانية أوسع، تشمل كل من عاش انكسار الهوية بسبب الحرب، أو المنفى، أو التبني القسري.

وعن التناقض بين ماضي رواندا الجريح وحاضرها النابض، يقول داديِسكي إن هذه المفارقة كانت من أقوى الصدمات التي عاشها شخصياً عند زيارته الأولى للبلد، بعدما اكتشف عاصمة حديثة، وطبيعة خلابة، وحياة يومية مليئة بالطاقة، لافتاً إلى أنه أراد نقل هذه الصورة إلى الفيلم، من دون إنكار الماضي، عبر لغة بصرية ملوّنة، وحيوية، تقابلها معالجة متقشفة وصامتة لأماكن الذاكرة، وقال إن «الفيلم يعكس قناعتي بأن الجيل الذي كان طفلاً وقت الإبادة يمتلك اليوم مسافة كافية تسمح له بمساعدة جيل الآباء على تفكيك صدماتهم».

وفي ختام حديثه، يشير داديِسكي إلى أن اسم الفيلم لا يعني التذكّر بوصفه عودة جامدة إلى الماضي، بل باعتبار أنه تفاعل حيّ بين الماضي والحاضر، معرباً عن أمله في أن يخرج المشاهد من الفيلم برغبة في مواجهة عقده الخاصة قبل فوات الأوان، وبإيمان حقيقي بإمكانية إعادة البناء، سواء على المستوى الفردي، أو الجماعي، حتى بعد أكثر التجارب الإنسانية قسوة.


«متحف قرّاء القرآن الكريم» يوثق لتاريخ التلاوة في مصر

جانب من افتتاح المتحف في العاصمة الجديدة (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من افتتاح المتحف في العاصمة الجديدة (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«متحف قرّاء القرآن الكريم» يوثق لتاريخ التلاوة في مصر

جانب من افتتاح المتحف في العاصمة الجديدة (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من افتتاح المتحف في العاصمة الجديدة (وزارة الثقافة المصرية)

يُوثق «متحف قرّاء القرآن الكريم» لتاريخ التلاوة والمقرئين في مصر، بوصفه مشروعاً ثقافياً يسعى إلى توثيق تراث صوتي يشكّل جزءاً مهماً من الذاكرة المصرية.

فالمتحف، الذي افتتح أخيراً، يوثّق تسجيلات كبار المقرئين في مصر إلى جوار مقتنياتهم الشخصية، ضمن سياق متحفي يعزّز قيمة التراث غير المادي المرتبط بتاريخ الاستماع للتلاوة القرآنية، وبذاكرة متجذّرة في الوجدان الجمعي، وبذلك، يصبح المتحف أقرب إلى توثيق حي لتاريخ التلاوة، لا مجرد أرشيف.

المقتنيات الشخصية للشيخ أبو العينين شعيشع في المتحف (وزارة الثقافة المصرية)

ويضم المتحف، الذي افتتح رسمياً، الثلاثاء، مقتنيات خاصة لأحد عشر من رموز مدرسة التلاوة المصرية، هم: محمد رفعت، وعبد الفتاح الشعشاعي، وطه الفشني، ومصطفى إسماعيل، ومحمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وأبو العينين شعيشع، ومحمود علي البنا، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد محمود الطبلاوي، وأحمد الرزيقي.

ركن القارئ مصطفى إسماعيل (وزارة الثقافة المصرية)

وتتوزع معروضات المتحف، المُلحق بدار القرآن الكريم بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الجديدة (شرق القاهرة) على أربع قاعات رئيسية، ويضم مجموعة من المخطوطات والمقتنيات النادرة، من بينها إجازات الأزهر الشريف لعدد من المقرئين، إلى جانب نسخ من المصحف، من بينها نسخة من المصحف العثماني.

ويعتمد العرض المتحفي على الجمع بين المادة البصرية والتسجيلات الصوتية، بحيث لا تُعرض المقتنيات بوصفها أشياء منفصلة عن أصحابها، بل كجزء من مسار حياتهم ومسيرتهم في التلاوة.

ويعدّ الكاتب والناقد المصري الدكتور أحمد إبراهيم الشريف أن «المتحف يمثل إضافة مهمة في أكثر من اتجاه»، أبرزها أنه «لا يقدم مكاناً للعرض بقدر ما يقدّم معنى ثقافياً يعمل على تكريس هوية مصرية وذاكرة شعبية وروحانية إنسانية».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «المدرسة المصرية في قراءة القرآن الكريم ليست أداءً فقط، بل تقليد عريق تشكّل عبر أجيال، وترك بصمته على الذائقة الدينية والجمالية في العالم الإسلامي كله، ولأن القراءة هنا ارتبطت بمقامات الصوت وتقاليد الأداء والانضباط اللغوي، فقد تحولت إلى علامة ثقافية قائمة بذاتها، يلتقطها المستمع من طريقة النطق، ومن الإيقاع، ومن العلاقة المتوازنة بين الخشوع والجمال».

مقتنيات القارئ طه الفشني (وزارة الثقافة المصرية)

وتتنوع المقتنيات المعروضة داخل المتحف، من عمامات وملابس وعباءات وقفاطين وجلاليب وسبح، إلى أجهزة تسجيل صوتية قديمة، ودروع تكريم ونياشين وأوشحة ارتداها القراء في مناسبات مختلفة، كما تضم القاعات صوراً شخصية للمقرئين مع أسرهم، وصوراً لتكريماتهم، وشهادات تقدير، إلى جانب قصاصات صحافية وثّقت محطات مهمة في حياتهم، فضلاً عن وسائل حديثة تتيح للزائر الاستماع إلى تلاواتهم.

ركن الشيخ محمود خليل الحصري (وزارة الثقافة المصرية)

وكان المتحف قد افتتحه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في إطار تعاون يهدف إلى حفظ أحد أبرز أوجه التراث الديني والثقافي المصري.

ووفق الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، فإن افتتاح متحف قرّاء القرآن الكريم يمثل «إضافة نوعية وفريدة للمشهدين الديني والثقافي في مصر». وأوضح رسلان، خلال مداخلة تلفزيونية، أن «مدرسة التلاوة المصرية تعد علامة فارقة في تاريخ العالم الإسلامي، حيث وصلت أصوات قرائها إلى العالمية، مستشهداً بتلاوة القرآن الكريم لأول مرة داخل الكونغرس الأميركي بصوت الشيخ محمود خليل الحصري».

مقتنيات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد (وزارة الثقافة المصرية)

ويشير الشريف إلى أن «الطابع المتحفي النوعي لهذا المشروع، يتيح حالة من التواصل الوجداني مع تلاوة القرآن الكريم، كما أن هذا النوع من المتاحف يملك قدرة خاصة على جذب جمهور واسع، بداية من محبي التلاوة، وعشاق المدرسة المصرية في القراءة، والمهتمين بتاريخ الأداء الصوتي، وحتى الزائر العادي الذي يبحث عن مساحة عرض متحفي جديدة».


جدة تُغيّر قواعد الترفيه من زرقة البحر إلى بياض الثلج وتكتب موسماً جديداً

منطقة «ونتر وندرلاند» بموسم جدة تستقبل زوارها الجمعة بطاقة استيعابية تصل إلى 15 ألف زائر يومياً (موسم جدة)
منطقة «ونتر وندرلاند» بموسم جدة تستقبل زوارها الجمعة بطاقة استيعابية تصل إلى 15 ألف زائر يومياً (موسم جدة)
TT

جدة تُغيّر قواعد الترفيه من زرقة البحر إلى بياض الثلج وتكتب موسماً جديداً

منطقة «ونتر وندرلاند» بموسم جدة تستقبل زوارها الجمعة بطاقة استيعابية تصل إلى 15 ألف زائر يومياً (موسم جدة)
منطقة «ونتر وندرلاند» بموسم جدة تستقبل زوارها الجمعة بطاقة استيعابية تصل إلى 15 ألف زائر يومياً (موسم جدة)

لم يكن الثلج يوماً ضيفاً مألوفاً على جدة، هذه المدينة التي اعتادت أن تصحو على زرقة البحر، وحكايات التاريخ في كل زواياها، ولكنها تفاجئ زائريها هذا العام ببياض ناعم يهبط من الخيال لا من السماء، مكوناً ثلوجاً تتكون ببرودة مصنوعة بعناية، لتكون تجربة فريدة ومتكاملة لزوار موسم شتاء جدة.

وتفتح المدينة العتيقة أبوابها يوم الجمعة لأضخم تجربة شتوية تشهدها على الإطلاق، ضمن فعاليات «موسم جدة 2025» في فعاليتها الجديدة «ونتر وندرلاند جدة» لتفتح الفرصة لقاطني المدينة وزوّارها لمحاكاة الشتاء من خلال استحضار طقوسه بالكامل «الجليد، الضوء، الموسيقى» لتُسجل الدهشة الأولى حين يرى الزائر الثلج في مدينة اعتادت الشمس.

ولن يكون الثلج مجرد خلفية في «ونتر وندرلاند جدة» بل بطل المشهد، إذ ينساب على الممرات، ضمن 4 مناطق رئيسية ترسم خريطة هذا الشتاء غير المتوقع متمثلة في القطب الشمالي؛ حيث الجليد المتلألئ وحلبات التزلج، إلى «توي تاون» التي تُعيد الطفولة إلى ألوانها الأولى، مروراً بـ«وايلد ونتر» المليئة بالتحدي والحركة، وصولاً إلى «فروست فير»؛ حيث يهدأ الإيقاع، وتصبح الفوانيس والموسيقى جزءاً من ذاكرة المكان.

واجهة جدة البحرية (واس)

ويتوقع أن تشهد هذه الفعاليات تدفقاً كبيراً من الزوار؛ خصوصاً أن الطاقة الاستيعابية تصل إلى 15 ألف زائر يومياً لكل المواقع التي تشمل منظومة متكاملة تضم 32 لعبة ترفيهية، و9 تجارب تفاعلية، و10 ألعاب مهارة، إلى جانب أكثر من 60 مطعماً ومتجراً، في مشهد تتداخل فيه النكهات العالمية مع دفء الاحتفال.

توفر واجهة جدة البحرية التي يقصدها السكان والزوار أجواء مميزة خاصة خلال أوقات الغروب (واس)

وتعيش مدينة جدة طفرة نوعية وبإيقاع مختلف، إذ فتحت مساحاتها للضوء والموسيقى، من خلال «موسم جدة 2025» بوصفه إطاراً جامعاً، ضم تحت مظلته طيفاً واسعاً من الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية، وفتح المدينة على إيقاعات متعددة، من الحفلات الغنائية الكبرى، إلى العروض المسرحية، والفعاليات العائلية التي توزعت على مواقع مختلفة من جدة، في حين تحوّلت الواجهة البحرية إلى مسرح مفتوح، احتضن مهرجانات موسيقية، وفعاليات فنية في الهواء الطلق.

كما برزت المعارض والمناسبات الكبرى، ومنها معرض الكتب، والملتقيات الثقافية، وفعاليات ريادة الأعمال، التي جعلت من جدة منصة للحوار، والفكر، والتبادل المعرفي، إلى جانب كونها وجهة للترفيه، فيما حضرت الرياضة في مساراتها المختلفة بقوة من السباقات البحرية إلى سباقات السيارات والبطولات الكروية.

وفي قلب الذاكرة، عادت جدة التاريخية (البلد) لتكون من أبرز عناوين العام، عبر موسم جدة التاريخية، وما رافقه من فعاليات ثقافية وتراثية، شملت عروض الفنون الشعبية، والأسواق التراثية، والمعارض الفنية التي أعادت الحياة إلى الأزقة والبيوت القديمة، وقدّمت التراث بوصفه تجربة معيشة.

فعاليات ثقافية وتراثية أعادت الحياة إلى الأزقة والبيوت القديمة في المنطقة التاريخية بجدة (واس)

هذا الحراك السياحي والترفيهي لا ينفصل عن حركة الوصول إلى المدينة، فقد أعلن مطار الملك عبد العزيز الدولي أن إجمالي عدد المسافرين عبر المطار بلغ منذ بداية العام حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 48 مليون مسافر، بنسبة نمو 8.9 في المائة، فيما وصل عدد الرحلات إلى 273.7 ألف رحلة، بنمو 8.2 في المائة، في مؤشرات تعكس توسعاً متسارعاً في خدمات المطار، وترسيخ مكانته بوصفه من أبرز المراكز الجوية في المنطقة والجاذبة للمدينة، فيما سجّل شهر نوفمبر وحده عدد مسافرين بلغ 4.86 مليون، محققاً نمواً بنسبة 8.6 على ما كان مسجلاً للفترة نفسها في العام الماضي.

هذه الأرقام لا تُقرأ بمعزل عن المشهد العام، فهي تعكس جاذبية المدينة التي تتحرك بثقة، وتستعد لاستقبال العالم، وتُعيد بناء علاقتها بالزائر من لحظة الوصول حتى تفاصيل التجربة، متكئة على تاريخها العتيق، فلم تكن منذ اكتشافها قبل 3 آلاف عام منعزلة عن الطرق الكبرى والمسارات الإقليمية والدولية في التجارة والفن والأدب.

جدة التاريخية... قلب الذاكرة (واس)

هكذا تبدو جدة اليوم كما كانت، مدينة تجمع بين تاريخ عميق وحاضر سياحي متجدد، ومستقبل ترفيهي يصنع مواسمه بجرأة، تعتمد فيه على الحداثة والتطوير وأفكار تناسب الشارع المحلي بكل شرائحه وفئاته، خصوصاً أن قطاع السياحة متشعب، وله أبعاد ثقافية واقتصادية على البلاد.

جدة التاريخية «البلد» محطة رئيسية لعشاق التراث (واس)

وكشف التقرير أن إجمالي عدد السياح المحليين والوافدين في 2024 وصل إلى 116 مليون سائح، بنسبة نمو بلغت 6 في المائة مقارنة بعام 2023، وبلغ إجمالي الإنفاق السياحي 284 مليار ريال، بنسبة نمو 11 في المائة مقارنة بعام 2023، فيما بلغ إنفاق السياح الوافدين من الخارج إلى (168.5) مليار ريال، وهذه الأرقام لا تقتصر على مدينة بذاتها، بل شملت كل المدن السعودية بما في ذلك المدينة العتيقة «جدة».