القوات المشتركة ترفع جاهزيتها لمعركة تحرير الحديدة

فرار مئات إلى الأرياف خوفاً من استخدامهم من قبل الميليشيات دروعاً بشرية

TT

القوات المشتركة ترفع جاهزيتها لمعركة تحرير الحديدة

تستعد القوات المشتركة الموالية للشرعية، مدعومة بقوات التحالف العربي، لشن هجوم حاسم على ميناء الحديدة، (غرب) التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون.
ووصلت تعزيزات كبيرة للقوات الموالية للحكومة اليمنية إلى خط المواجهة، باتجاه المدينة، التي تعد أكبر موانئ اليمن، فيما سحبت الأمم المتحدة كل موظفيها الدوليين من هناك. وأكدت مصادر في الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية، أن قوات المقاومة المشتركة، رفعت جاهزيتها القتالية، استعدادا لمعركة تحرير مدينة الحديدة إلى أعلى المستويات.
وقال المصدر إن قوات كبيرة من ألوية حراس الجمهورية وألوية العمالقة والألوية التهامية، وصلت في ساعات الصباح الأولى مناطق الجاح بمديرية بيت الفقيه والطائف بمديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة.
وأوضح المصدر أن القوات معززة بتسليح متطور ومتكامل وعزيمة قتالية مشبعة بحب الوطن، أكملت انتشارها على خطوط المواجهة لبدء معركة الحسم. وذكر المصدر أن التكتيك العسكري لمعركة تحرير مدينة الحديدة راعى تجنب الأعيان المدنية، والبنية التحتية، بما يضمن تحرير المدينة دون خسائر بشرية في صفوف المدنيين. ولفت إلى أن أعدادا كبيرة من أبناء مديريات الساحل الغربي ومحافظة الحديدة على وجه الخصوص يتقدمون صفوف القوات المشتركة في معركة تحرير الساحل الغربي والسهل التهامي.
وتضم قوة «ألوية العمالقة» آلاف المقاتلين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، فيما تضم «المقاومة التهامية» عسكريين من أبناء الحديدة. وثالث هذه القوى هي «المقاومة الوطنية» التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في ديسمبر (كانون الأول) 2017.
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن المهلة المتاحة للأمم المتحدة لإقناع حركة الحوثي المتحالفة مع إيران بإخلاء ميناء الحديدة اليمني تنتهي ليل الثلاثاء (أمس).
وأضاف قرقاش، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية: «أمهلنا مبعوث الأمم المتحدة الخاص، مارتين جريفيث، 48 ساعة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة»، مؤكداً: «ننتظر رده. مهلة الثماني والأربعين ساعة تنتهي خلال ليل الثلاثاء والأربعاء».
وعلى حسابه على «تويتر» قال قرقاش إن على حركة الحوثي أن تخلي ميناء الحديدة. وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يضغط على الحوثيين لإخلاء الحديدة وترك الميناء سليماً». وتابع: «احتلال الحوثيين غير القانوني للحديدة في الوقت الحالي يطيل أمد حرب اليمن. تحرير المدينة والميناء سيوجد واقعاً جديداً ويأتي بالحوثيين إلى المفاوضات».
وعلى وقع التطورات المتسارعة، أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن المئات من سكان الحديدة، بدأوا عملية النزوح إلى الأرياف الشمالية والشرقية للمدينة، خوفا من أن تتخذ منهم الجماعة الحوثية دروعا بشرية، في حين شرع كثير منهم في تأمين احتياجاتهم الضرورية حتى لا يضطروا للخروج إلى الشوارع حفاظا على سلامتهم، أثناء عملية تحرير المدينة. وكان مسوؤلون محليون في الحكومة الشرعية، وقيادات في القوات المشتركة، أكدوا في تصريحات سابقة أن الحكومة والقوات المشتركة تضع سلامة السكان ضمن أولوياتها، وتحاول أن تحسم المعركة مع عناصر الميليشيات في وقت قياسي، وبتكتيك يجنب المدنيين أي مخاطر محتملة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.