الهلال الأحمر السوداني يوزع مساعدات سعودية للمحتاجين

مهداة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

TT

الهلال الأحمر السوداني يوزع مساعدات سعودية للمحتاجين

شرع الهلال الأحمر السوداني في توزيع ما حجمه 458 ألف طن من المساعدات الإنسانية، مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووصلت البلاد تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تحت إشراف المستشار عبد الله الربيعة، المشرف على المركز.
وتضمنت حمولة الباخرة التي رست في ميناء بورتسودان، أول من أمس، مساعدات إنسانية لجمعية الهلال الأحمر السوداني، محملة في 25 حاوية، وهي عبارة عن 3 حاويات 40 قدماً مبردة تحمل مواد طبية، عبارة عن 80 ألف عبوة محاليل وريدية، و11 حاوية 40 قدماً مبردة، تحتوي على 3 آلاف سلة غذائية (طحين عبوة 30 كيلوغراماً، أرز عبوة 20 كيلوغراماً، 23 كيلوغراماً معلبات).
وحوت الحمولة مساعدات لمنطقة ود عشانا، بولاية شمال كردفان، عبارة عن 3 حاويات 40 قدماً جافة، تحمل خياماً، و8 حاويات مبردة تحمل ألفي سلة غذائية، تتكون من كرتونتين في كل عبوة بوزن 27 كيلوغراماً.
وقال مركز الملك سلمان للإغاثة والشؤون الإنسانية، في نشرة صحافية، إن الهدف من حملة الإغاثة «تأصيل القيم الإنسانية الفاضلة، وتحقيق التكافل وحفظ كرامة الإنسان»، موضحاً أن المستهدفين هم الفئات الضعيفة والمتأثرة والمتعففة من الأسر الفقيرة والأرامل، وذلك لتخفيف معاناتهم و«نشر الفرحة في قلوبهم، ورسم البسمة على شفاههم».
وبحسب النشرة، فإن الحملة تستهدف ولايات البحر الأحمر (شرق): الخرطوم، وشمال كردفان - منطقة ود عشانا. ووزعت المساعدات على المحتاجين في تلك الولايات، فيما وزعت المساعدات الدوائية على 40 مركزاً صحياً تابعاً للهلال الأحمر السوداني، تعاني نقصاً في تلك الإمدادات، فيما وزعت الخيام على منطقة ود عشانا التي تعرضت لحريق هائل، فقد بموجبه عدد كبير من المواطنين منازلهم.
وقال والي ولاية البحر الأحمر بالإنابة، مصطفى علي، إن جهود المملكة العربية السعودية، ومنصة الملك سلمان للإغاثة، تستحق الثناء على جهودها في إعلاء قيمة العمل الإنساني. وتابع: «إن المملكة ظلت تمد الأيادي بيضاء للأشقاء في عدد من الدول الإسلامية، ومن بينها السودان».
ورأى في شحنة المساعدات «امتداداً للعلاقات الأخوية الراسخة، والتعاون في عدة مجالات»، وأضاف: «الآن، قواتنا تقاتل جنباً إلى جنب مع إخوانهم السعوديين عبر التحالف العربي لاسترداد الشرعية في اليمن الشقيق».
يذكر أن مركز الملك سلمان قد خول جمعية الهلال الأحمر السوداني توزيع الإغاثات للمحتاجين، وأن تنسيقاً مسبقاً بين الطرفين تحددت بموجبه الاحتياجات الإنسانية والدوائية والغذائية.
وسبق أن قامت المملكة العربية السعودية ومركز الملك سلمان بتنفيذ «مشروع تفطير الصائم» في السودان، بتوزيع 9.5 ألف سلة غذائية، و40 وجبة إفطار صائم، وزعت على 90 ألف أسرة محتاجة، بكلفة قدرها 500 ألف دولار.
ووزعت مساعدات إفطار صائم في معسكرات أبو شوك، بولاية شمال دارفور، وقرى العودة الطوعية، وأحياء طرفية بمدينة الفاشر، ومعسكرات «عطاش ودريج والسلام»، وقرى العودة الطوعية بولاية جنوب دارفور، وفي مناطق رشاد وأبو كرشولا وأبو جبيهة بولاية جنوب كردفان، وأحياء مايو والحاج يوسف وجبل أولياء وأم بدرة وقرى الفتح بولاية الخرطوم.
ووصف مواطنون وإعلاميون الدعم السعودي للسودان بأنه يعبر عن عمق الارتباط بين المملكة والسودان، وعن مواقف المملكة المشرفة تجاه السودان وشعبه، وتوقعوا أن يسهم مضاعفة حجم التعاون بين شعبي البلدين.
وشكر مستفيدون من المعونات السعودية المملكة على ما قدمته للسودان، وقالوا: «لا أحد ينكر دعمها للسودان»، وأشاروا إلى نجاح مركز الملك سلمان في تسليم الدعم لمستحقيه في مناطق البلاد كافة. ودأبت المملكة العربية السعودية على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للسودانيين، ويذكر الكثيرون الحملة الضخمة وأسطول الطائرات الذي أرسلته المملكة للسودان إبان كارثة السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد في 1988.



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.