13 قتيلاً بينهم نساء وأطفال بهجوم انتحاري لـ{داعش} في أفغانستان

عشرات الضحايا بهجمات متفرقة في إقليمي قندوز وغزني

جندي أفغاني قرب موقع التفجير الانتحاري أمام مدخل وزارة التنمية الريفية وإعادة التأهيل في غرب كابل أمس (أ.ب)
جندي أفغاني قرب موقع التفجير الانتحاري أمام مدخل وزارة التنمية الريفية وإعادة التأهيل في غرب كابل أمس (أ.ب)
TT

13 قتيلاً بينهم نساء وأطفال بهجوم انتحاري لـ{داعش} في أفغانستان

جندي أفغاني قرب موقع التفجير الانتحاري أمام مدخل وزارة التنمية الريفية وإعادة التأهيل في غرب كابل أمس (أ.ب)
جندي أفغاني قرب موقع التفجير الانتحاري أمام مدخل وزارة التنمية الريفية وإعادة التأهيل في غرب كابل أمس (أ.ب)

قال متحدث حكومي إن انتحارياً قتل 13 شخصاً وأصاب أكثر من 25 في ساعة الذروة أمس، أمام مدخل وزارة التنمية الريفية وإعادة التأهيل في غرب العاصمة الأفغانية كابل، أثناء مغادرة الموظفين للعودة لمنازلهم. وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش، إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن الهجوم، دون أن تقدم أي أدلة. وقالت: «فجر سترته الناسفة عند بوابة مبنى وزارة التنمية الريفية الأفغانية». ويأتي الهجوم مع تدهور الأوضاع في المدينة خلال الشهور الأخيرة قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر (تشرين الأول). وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية لـ«رويترز»: «نساء وأطفال وموظفون بالوزارة من بين الضحايا». وقال وحيد مجروح المتحدث باسم وزارة الصحة العامة، إنه ليس هناك أطفال بين القتلى. وقال فريدون أزهاند المتحدث باسم وزارة التنمية الريفية، إن الانتحاري فجر العبوة الناسفة عند مدخل الوزارة. وأضاف لـ«رويترز»: «لا نعلم ما إذا كان كل الضحايا موظفين بالوزارة، أم هناك مدنيون أيضاً». وتابع: «الوزارة بها حضانة تترك بها الموظفات أبناءهن. من المحتمل أن تكون هناك إصابات بين هؤلاء الأطفال، ولكننا لا نعلم في الوقت الحالي على وجه التحديد». وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن كثير من الهجمات في كابل، إلا أن مسؤولين أمنيين يقولون إن شبكة حقاني التابعة لحركة طالبان قد تكون مسؤولة عن كثير من الهجمات. وأعلن متشددو حركة طالبان الأفغانية يوم السبت وقفاً مفاجئاً لإطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر التي تستمر 3 أيام.
وهذا هو أول وقف لإطلاق النار من نوعه، ويأتي بعد إعلان الحكومة الأفغانية من جانبها وقفاً غير مشروط لإطلاق النار مع طالبان. ولم يتضح متى سيبدأ وقف إطلاق النار على وجه التحديد من جانب طالبان في انتظار استطلاع الهلال، لكن من المرجح أن تبدأ عطلة العيد يوم الخميس أو الجمعة. ويستمر وقف إطلاق النار من جانب الحكومة حتى 20 يونيو (حزيران). وفي أحدث هجوم بسلسلة من الهجمات تعرضت لها كابل، قال مسؤولون إنه قبل أسبوع قتل انتحاري على دراجة نارية 14 شخصاً قرب تجمع لرجال دين في العاصمة الأفغانية، بعد أن أصدروا فتوى بتحريم الهجمات الانتحارية. وفي أبريل (نيسان)، قتل انفجاران في كابل 26 شخصاً على الأقل، بينهم 9 صحافيين كانوا وصلوا لتغطية الانفجار الأول واستهدفهم مهاجم انتحاري. وقبل ذلك بأسبوع سقط 60 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب عندما فجر انتحاري نفسه خارج مركز لتسجيل الناخبين في المدينة.
في غضون ذلك، أعلن مسؤولون مقتل 21 شخصاً على الأقل، أمس، في إقليمي قندوز وغزني بأفغانستان، في الوقت الذي يثير فيه تصاعد أعمال العنف في البلاد، شكوكاً حول وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة. وأعلن مسؤولون مقتل 15 على الأقل من أفراد قوات الأمن الأفغانية، فجر أمس، بعد أن هاجم مسلحون من حركة طالبان، موقعهم الأمني في إقليم قندوز شمال البلاد. وقال أمين الله آية الدين، وهو عضو في مجلس الإقليم، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الهجوم وقع في منطقة قلعة زال، وأسفر عن مقتل 10 جنود و5 من أفراد الشرطة.
من ناحية أخرى، قال أسد الله السادات، عضو مجلس الإقليم: «هناك حمام دم في قندوز، وتشعر الحكومة بالقلق إزاء وقف إطلاق النار»، وذلك في إشارة إلى إعلان الحكومة الأسبوع الماضي، عن وقف أحادي الجانب لإطلاق النار مع طالبان، الذي من المقرر أن يبدأ سريانه غداً (الثلاثاء) وحتى 20 يونيو الحالي. كما أكد السادات مقتل 28 شرطياً على الأقل، في هجوم نفذته طالبان أول من أمس، في منطقة أخرى بالإقليم نفسه. فيما أفاد مسؤول بمقتل 6 مدنيين وإصابة 3 آخرين، عندما اصطدمت سيارتهم بلغم كان مزروعاً على جانب الطريق في إقليم غزني بجنوب شرقي البلاد. وقال عارف نوري، وهو متحدث باسم حاكم غزني، إن الحادث وقع على الطريق السريعة التي تربط منطقة جيجاتو بمدينة غزني، في نحو الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (02:00 ت. غ)، محملاً طالبان مسؤولية الحادث. يشار إلى أن المسلحين يقومون بزرع الألغام لعرقلة العمليات الأمنية، إلا أن المدنيين غالباً ما يكونون الضحايا.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤول في إقليم ننجرهار شرق البلاد، إن مسلحين هاجموا أيضاً وزارة التعليم في جلال آباد عاصمة الإقليم، فجر أمس، ما أسفر عن إصابة 15 شخصاً. وقال عطا الله خوجاني، وهو متحدث باسم حاكم ننجرهار، إن الانتحاري الأول فجر سترته المتفجرة خارج الوزارة، بينما فجر انتحاري ثاني سترته بعد إصابته بجروح، مضيفاً أن مهاجماً ثالثاً قتل رمياً بالرصاص على أيدي قوات الأمن. وأوضح أنه تم تفكيك سيارة كانت محملة بالمتفجرات، وكانت متوقفة بالقرب من وزارة التعليم، بأمان. وحمّل خوجاني عناصر تنظيم داعش مسؤولية الحادث. ولم يعلق التنظيم على الهجوم بعد. وكان الرئيس أشرف غني قال يوم الخميس الماضي، إن قوات الأمن الأفغانية ستوقف جميع «المناورات الهجومية» ضد طالبان، رغم عدم وقفها ضد مسلحي تنظيم داعش، خلال الفترة بين 12 و20 يونيو الحالي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.