العراق: تحرك لسليماني وحلفائه لضمان تشكيل «الكتلة الأكبر»

الصدر يدعو إلى تجنب حرب أهلية... والعبادي يعتبر إعادة الانتخابات «قراراً يخص المحكمة الاتحادية فقط»

إطفائيان يفحصان موقع الحريق في أحد مخازن صناديق الاقتراع ببغداد أمس (إ.ب.أ)
إطفائيان يفحصان موقع الحريق في أحد مخازن صناديق الاقتراع ببغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

العراق: تحرك لسليماني وحلفائه لضمان تشكيل «الكتلة الأكبر»

إطفائيان يفحصان موقع الحريق في أحد مخازن صناديق الاقتراع ببغداد أمس (إ.ب.أ)
إطفائيان يفحصان موقع الحريق في أحد مخازن صناديق الاقتراع ببغداد أمس (إ.ب.أ)

في وقت تنشغل فيه الأوساط السياسية في العراق بتداعيات عملية حرق صناديق الاقتراع في جانب الرصافة من مدينة بغداد، أفادت مصادر مطلعة أن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني بدأ تحركاً لترتيب صفوف حلفائه، بهدف ضمان تشكيل الكتلة النيابية الأكبر التي ستأخذ على عاتقها مهمة تأليف الحكومة.
وطبقاً لما تداولته وسائل إعلام محلية، فإن سليماني التقى، أمس، على مائدة سحور، في منزل زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، عدداً من قادة الكتل الشيعية، لا سيما في ائتلاف المالكي و«تحالف الفتح» الذي يتزعمه هادي العامري، إضافة إلى القيادي في «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس والسفير الإيراني في بغداد.
وطبقاً للمصادر ذاتها، فإن الاجتماع لم يحضره ممثلون عن الكتل الشيعية الثلاث الأخرى وهي «سائرون» الفائزة بالمرتبة الأولى بزعامة مقتدى الصدر و«النصر» بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي و«الحكمة» برئاسة عمار الحكيم.
وفي العادة تحاط تحركات سليماني في العراق بقدر عالٍ من السرية. وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع جاء لمحاولة تشكيل الكتلة الأكبر التي رجحت أن تضم، إلى جانب حلفاء إيران، رئيس «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي، وتدعم العبادي لرئاسة الوزراء مجدداً.
وبموازاة التحرك الإيراني، تواصلت ردود الأفعال على عملية حرق صناديق الاقتراع في جانب الرصافة ببغداد، بين من يدعو إلى إعادة الانتخابات، ومن يحذر من احتمال نشوب حرب أهلية، ومن يطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
ودعا زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في رسالة إلى القوى السياسية تحت عنوان «العراق في خطر» إلى «الكف عن التناحر من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ». وقال الصدر إنه «آن الأوان للوقوف صفاً واحداً بدلاً من حرق صناديق الاقتراع أو إعادة الانتخابات»، مجدداً دعوته إلى «ضرورة نزع السلاح وتسليمه للدولة». وأضاف أن «العراق الآن، بلا ماء ولا كهرباء ولا زراعة ولا صناعة ولا مال ولا بنى تحتية ولا خدمات ولا بيئة صالحة ولا حدود أمينة، ويتكالب الأعداء عليه من كل حدب وصوب». وشدد على أنه لن يكون طرفاً في «حرب أهلية».
إلى ذلك، دعا الناطق باسم تحالف «سائرون» قحطان الجبوري إلى «الحفاظ على مخرجات العملية الانتخابية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حرق الصناديق يعطي رسالة خاطئة بشأن الأوضاع في العراق، وهو ما يتطلب من الجميع أن يكونوا في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم وألا يتجهوا نحو التصعيد غير المبرر».
وأوضح أن «الانتخابات نجحت رغم كل ما يجري الحديث عنه من خروقات هنا وهناك، وبالتالي فإن محاولة التشكيك في كل مخرجاتها أمر غير صحيح، مع أهمية أن يأخذ كل ذي حق حقه ممن يشعرون أنهم ظلموا أو سرقت أصواتهم، لكن يجب ترك الأمور للقضاء لأنه الفيصل في ذلك».
وأكدت النائب ماجدة التميمي الفائزة بأعلى الأصوات بين النساء في الانتخابات الأخيرة، أن «هناك عملية تهويل في قضية حرق الصناديق لأسباب سياسية يقوم بها الخاسرون، وفي مقدمتهم هيئة رئاسة البرلمان (في إشارة إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبه الأول همام حمودي اللذين خسرا مقعديهما). الخاسرون لا يتوانون عن إحراق البلد والذهاب به إلى المجهول طالما أن مصالحهم تضررت».
وأضافت أن «المعلومات المتوافرة أن الصناديق لم تحترق وما احترق منها هناك نسخ محفوظة في المفوضية (لنتائج فرزه)، لكن ما يجري هو ما يريده الفاسدون الذين كانوا هم أنفسهم ضدي حين استجوبت المفوضية السابقة لأنها كانت تنسجم مع مصالحهم».
وأوضحت التميمي التي خاضت الانتخابات ضمن كتلة «سائرون» أن تحالفها «واثق من جمهوره، ولا يهمنا إن اعتمدت النتائج الحالية أو تمت إعادة العد والفرز، بل نحن واثقون من أننا سنحصل في حال إعادة العد والفرز على أصوات أكثر، لكن ما يهمنا هو العراق وليس عدد المقاعد».
في المقابل، دعا القيادي في «تحالف القرار العراقي» أثيل النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم تعد نتائج الانتخابات تقنع أحداً بعد الآن، ومن هذا الذي سيشارك بانتخابات أخرى بعد هذه التجربة الفاشلة؟ أدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعيد بناء مؤسسات الدولة المهترئة وتلملم شتاتها وتعيد هيكلة منظومة انتخابات مقنعة قبل إجرائها».
إلى ذلك، انضم إياد علاوي إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري القيادي في «ائتلاف الوطنية» الذي يتزعمه، في دعوته إلى إعادة الانتخابات، وهي دعوة لم تلق قبولاً لدى غالبية القوى السياسية. وذهب علاوي إلى ما هو أبعد من ذلك، حين دعا إلى إجراء استفتاء شعبي على نتائج الانتخابات الأخيرة.
وقال بيان صدر عن مكتب علاوي إنه «بناءً على ما حصل من إحراق صناديق الاقتراع في الرصافة كجزء من مسلسل إجهاض الانتخابات، واستناداً إلى عزوف الشعب العراقي عن المشاركة في الانتخابات، فلا بد من إيجاد صيغة تعيد إلى الشعب العراقي ثقته بالعملية السياسية والانتخابية عبر إشراكه في اتخاذ القرار». وأضاف البيان: «نرى ضرورة إجراء استفتاء شعبي لتحديد المضي باعتماد الانتخابات المطعون بها أو تبني انتخابات جديدة في ظروف طبيعية تحت إشراف الأمم المتحدة وبإدارة القضاء العراقي والقبول بالنتائج التي تتمخض عنها أياً كانت».
غير أن العبادي رفض الدعوات إلى إعادة الانتخابات واعتبرها «قراراً يخص المحكمة الاتحادية فقط». وقال الناطق باسم رئيس الوزراء سعد الحديثي إن المحكمة الاتحادية العليا «هي الكيان الوحيد الذي له الحق في اتخاذ قرار بشأن الحاجة لإعادة الانتخابات البرلمانية». وأضاف بحسب وكالة «رويترز» أن «هذا أمر تختص به المحكمة الاتحادية، وليس السلطة التنفيذية أو أي جهة أخرى».



العليمي يدعو «المجلس الانتقالي» إلى تغليب لغة الحكمة والحوار

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (إعلام حكومي)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (إعلام حكومي)
TT

العليمي يدعو «المجلس الانتقالي» إلى تغليب لغة الحكمة والحوار

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (إعلام حكومي)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (إعلام حكومي)

دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، يوم الأحد، الشركاء في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى «تغليب الحكمة ولغة الحوار».

وأوضح مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية أن العليمي دعا كذلك إلى «تجنيب الشعب اليمني والأمن الإقليمي والدولي، تهديدات غير مسبوقة، وعدم التفريط بالمكاسب المحققة خلال السنوات الماضية بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وفي المقدمة مكاسب القضية الجنوبية العادلة».

وقال المصدر إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وجّه «باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بحق أي تجاوزات تمس وحدة القرار، أو تحاول فرض أي سياسات خارج الأطر الدستورية، ومرجعيات المرحلة الانتقالية».

وشدّد على أن «القيادة السياسية الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي هي الجهة الوحيدة المخولة بتحديد المواقف السياسية العليا للدولة، وبالتالي فإن استغلال السلطة، واستخدام الصفة الوظيفية، أو المنصب الرسمي لتحقيق مكاسب سياسية، يعد خرقاً جسيماً للدستور والقانون».

كما نقل المصدر عن العليمي دعوته «كافة المكونات السياسية، وأبناء الشعب اليمني، الالتفاف حول مشروع الدولة الوطنية، وحشد كافة الطاقات نحو معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإسقاط انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وإنهاء المعاناة الإنسانية».


وزير الخارجية المصري: لا تسامح ولا تساهل مع أي مساس بمياه نهر النيل

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية المصري: لا تسامح ولا تساهل مع أي مساس بمياه نهر النيل

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إن بلاده لن تتساهل أو تتسامح مع أي مساس أو إضرار بمياه نهر النيل «الذي تعتمد عليه مصر اعتماداً كاملاً».

وأضاف عبد العاطي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية جنوب السودان مونداي سيمايا كومبا أن مصر ليست لديها أي مشكلات مع دول حوض النيل «باستثناء دولة واحدة في حوض النيل الشرقي»، في إشارة إلى إثيوبيا.

وافتتحت إثيوبيا في سبتمبر (أيلول) الماضي «سد النهضة» الضخم على نهر النيل الذي بدأت تشييده في 2011، وهو مشروع بلغت تكلفته مليارات الدولارات، وتعدّه مصر تهديداً لحقوقها التاريخية في مياه أطول أنهار أفريقيا.

من جانب آخر، قال وزير الخارجية المصري إنه ناقش مع نظيره في جنوب السودان أهمية الوصول إلى تهدئة في السودان، والتوصل لهدنة إنسانية وإطلاق عملية سياسية شاملة.

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023 أشعلها صراع على السلطة خلال مرحلة انتقالية كان من المفترض أن تفضي إلى إجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني.


مصر: ارتفاع قياسي لتحويلات المغتربين لا يردم فجوة العملة الصعبة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوجه الحكومة والبنك المركزي لزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي خلال اجتماع الأحد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوجه الحكومة والبنك المركزي لزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي خلال اجتماع الأحد (الرئاسة المصرية)
TT

مصر: ارتفاع قياسي لتحويلات المغتربين لا يردم فجوة العملة الصعبة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوجه الحكومة والبنك المركزي لزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي خلال اجتماع الأحد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوجه الحكومة والبنك المركزي لزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي خلال اجتماع الأحد (الرئاسة المصرية)

سجَّلت تحويلات المصريين في الخارج «رقماً قياسياً» جديداً خلال الأشهر الـ10 السابقة، مقتربة من الـ34 مليار دولار (الدولار نحو 48 جنيهاً)، بنسبة زيادة 42.8 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2024، وبينما تحتفي الحكومة والبنك المركزي، بزيادة التحويلات التي تعدّ أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في البلاد، يرى خبراء أنها «تظل غير كافية لسد احتياجات الدولة من النقد الأجنبي».

ووجَّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحكومة والبنك المركزي إلى زيادة الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة خلال الفترة المقبلة، خلال اجتماع مع رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ومحافظ البنك المركزي حسن عبد الله، ووزير المالية أحمد كجوك، الأحد.

ووفق عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب محمود الصعيدي، فإن «أي زيادة في تحويلات المصريين بالخارج تعني زيادة موارد الدولة من العملة الصعبة، ما يمكِّنها من زيادة احتياطاتها من النقد الأجنبي، الذي وصل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 50.215 مليار دولار».

وأشار الصعيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مصادر النقد الأجنبي الأخرى وهي السياحة، وقناة السويس، والاستثمار، والتصدير تشهد تحسناً هي الأخرى».

مؤتمر مصري يستعرض جهود الدولة في رعاية أبنائها بالخارج... أغسطس الماضي (وزارة الخارجية المصرية)

ووفق البنك المركزي، حقَّقت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «تدفقات قياسية خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2025، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، لتسجِّل نحو 33.9 مليار دولار، مقابل نحو 23.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق».

وأضاف البنك المركزي، في بيان الأحد، «على المستوى الشهري، ارتفعت التحويلات خلال شهر أكتوبر 2025 بمعدل 26.2 في المائة، لتسجل نحو 3.7 مليار دولار، مقابل نحو 2.9 مليار دولار خلال شهر أكتوبر 2024».

وبينما يعدّ النائب البرلماني زيادة تحويلات المغتربين إنجازاً يُحسب للحكومة، التي «استطاعت القضاء على السوق السوداء، وأصبحت تحويلات المصريين بالخارج تتدفق عبر القنوات الرسمية»، يشكك خبيرا الاقتصاد خالد الشافعي ووائل النحاس في «قدرة هذه التحويلات على سد احتياجات الدولة من العملة الصعبة».

واتخذت الحكومة في مارس (آذار) 2024، قراراً بتعويم الجنيه، ارتفع بموجبه سعر الدولار رسمياً في البنوك إلى 50 جنيهاً بعدما كان يسجل نحو 30 جنيهاً، وانعكس ذلك على تحجيم السوق السوداء للعملة الصعبة.

ويرى الشافعي أن زيادة تحويلات المصريين تظل دون المأمول، وغير قادرة هي أو المصادر الأخرى للدولار على سد احتياجات مصر من العملة الصعبة، «ما دام هناك دين على الدولة، وعجز في الموازنة العامة، فذلك يعني أن الأزمة ما زالت قائمة».

وارتفع الدين الخارجي لمصر بنحو 6 مليارات دولار منذ بداية 2025، ليصل إلى 161.2 مليار دولار في نهاية الرُّبع الثاني من العام، أي يونيو (حزيران) الماضي، وفق بيانات رسمية.

وزير العمل المصري يلتقي الجالية المصرية في إيطاليا خلال زيارته... ديسمبر 2025 (وزارة العمل المصرية)

يتفق معه الخبير الاقتصادي وائل النحاس، قائلاً إن «تحويلات المصريين في الخارج تحقق نوعاً من الوفرة في المعروض النقدي بالسوق المصرية، تكفي لسد فوائد الدين، لكن لا تكفي لسد أصل الدين، أو تقلل حجم الأزمة الاقتصادية، التي تحتاج إلى زيادة موارد الدولة الدولارية التي تقوم بالأساس على نشاط خاص بها مثل عوائد قناة السويس، أو تصدير معادن وغيرها، أو نتاج صناعة وطنية».

وعدّ النحاس أن «البيانات الرسمية مرة تتحدث عن التحويلات بالسنة المالية، وأخرى بالسنة الميلادية، في محاولة للتركيز على هذه الزيادات بوصفها إنجازاً».

ويتساءل النحاس: «بالنظر إلى عدد المصريين العاملين في الخارج لو قدرناه بـ10 ملايين مصري، فيعني أن متوسط التحويل من كل مصري شهرياً نحو 300 دولار، والتي يحولها عادة لأهله في الداخل، فأين ادخارات هؤلاء؟»، مشيراً إلى أن «حجم التحويلات مقارنة بأعداد المصريين يكشف عن أن جزءاً منهم ما زال يفضِّل قنوات أخرى لادخار أمواله».

ويوجد أكثر من 11 مليون مصري في الخارج حتى عام 2022، وفق الجهاز المركزي للإحصاء.

أما الشافعي، فيرى أن الحكومة تحتاج إلى العناية بملف المغتربين بصورة أكبر، سواء من خلال طرح أوعية ادخارية واستثمارية لاجتذابهم بعوائد مرتفعة، أو تقديم تسهيلات على الاستثمار وفتح مشروعات متوسطة وصغيرة، بالإضافة إلى العمل على زيادة أعدادهم ومعها زيادة الموارد الدولارية.

وظهرت توجهات حكومية لافتة خلال الشهور الماضية لفتح أسواق عمل للعمالة المصرية، حيث زار وزير العمل المصري محمد جبران قبل يومين إيطاليا «لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات التشغيل، والتدريب المهني، ونقل العمالة»، وفق بيان للوزارة. ويرى الشافعي أن هذا التوجه «جاء متأخراً».

وزير الخارجية المصري خلال اجتماع مع وفد للجالية المصرية في اليونان (وزارة الخارجية)

ويقول الشافعي: «غالبية المصريين في الخارج سافروا بجهودهم الشخصية، ولم تعمل الحكومة سابقاً بشكل فعال في هذا الملف»، مطالباً بإنشاء مراكز تأهيل للمصريين الذين يرغبون في العمل بالخارج بداية من العامل، وحتى رئيس مجلس الإدارة، والعلماء، وفتح أسواق لهذه العمالة. وعلق: «وقتها ستقفز التحويلات إلى 100 مليار دولار وأكثر وليس فقط 39».

ويتخوف النحاس من أن «زيادة تحويلات المغتربين وموارد السياحة وكلها موارد رغم أهميتها في تحقيق وفرة دولارية في السوق، لكنها تظل غير متينة، وقابلة لأن تشهد هزات في أي وقت، ومعها عودة أزمة العملة الصعبة».

بالتزامن، وجَّه الرئيس المصري الحكومة، الأحد، إلى «تسريع مسار الاستدامة المالية، وتعزيز الانضباط المالي، وتحسين هيكل المديونية، والتركيز على زيادة مستويات الاحتياطي من النقد الأجنبي».