قمة سنغافورة تكلف 20 مليون دولار وكيم يدشنها بالمراوغة

TT

قمة سنغافورة تكلف 20 مليون دولار وكيم يدشنها بالمراوغة

قال رئيس وزراء سنغافورة، لي هسين لونغ، أمس، إن التكلفة الإجمالية لاستضافة القمة التاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تصل إلى نحو 20 مليون دولار، مضيفا أن بلاده مستعدة لتحمل التكاليف.
وأدلى لي بهذه التصريحات قبل عقد اجتماع ثنائي مع كيم في مكتبه، كما ذكرت وكالة «رويترز». ومن المتوقع أيضا أن يجري رئيس الوزراء محادثات مع ترمب اليوم. ومن المقرر أن يلتقي ترمب وكيم في منتجع جزيرة سينتوسا صباح غد الثلاثاء. وستركز القمة على برنامج كوريا الشمالية النووي والحصول على مساعدات اقتصادية من واشنطن.
على صعيد متصل، أثار وصول الزعيم الكوري اهتماما واسعا؛ إذ إن رحلته من بيونغ يانغ إلى سنغافورة هي الأطول التي قام بها منذ أن تسلم السلطة في عام 2011. ورغم انفتاحه الجديد على جيرانه والمجتمع الدولي، فإن كيم لم يتخل عن أسلوب المراوغة الذي عُرف به. وأقلعت 3 طائرات من بيونغ يانغ باتجاه سنغافورة وفق صحيفة «واشنطن بوست»؛ الأولى طائرة شحن روسية نقلت على الأرجح سيارة كيم «الليموزين» المصفحة وسيارات وفده، والثانية طائرة ركاب من طراز «بوينغ 747» تابعة لـ«طيران الصين (إير تشاينا)» التي تستخدمها بكين عادة لنقل كبار المسؤولين. أما الأخيرة، فهي طائرة نفاثة تعود إلى العهد السوفياتي من طراز «إليوشن62». وكان يتوقع أن يستقل كيم طائرة «إليوشن62»، التي سافر على متنها إلى الصين قبل أسابيع.
وفاجأ كيم المراقبين عند وصوله إلى مطار «شانغي» بسنغافورة؛ إذ نزل بعد رحلة قطع خلالها نحو 4800 كيلومتر، من طائرة الركاب الصينية، فيما استقلت أخته كيم يو جونغ ومساعده الطائرة النفاثة، وفق صحيفة «كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية. ويرى معلّقون كوريون جنوبيون أن كيم لم يرغب في أن تكون الطائرة التي يستقلّها معروفة.
في المقابل، لم تستبعد وكالة أنباء كوريا الجنوبية «يونهاب» أن يكون الزعيم الكوري الشمالي قد استقل الطائرة الصينية، فيما بثّ موقع «فلايت رادار» لمتابعة الرحلات الجوية صورا مباشرة لرحلة طائرتي «بيونغ 747» و«إليوشن62».
واستقبل وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان، كيم في مطار «شانغي»، وتوجه الزعيم الكوري بعد ذلك في سيارة ليموزين «بي إم دبليو7»، إلى فندق «سانت ريجي» حيث سيقيم برفقة الوفد المرافق له. ويصل سعر الغرفة الرئاسية في «سانت ريجي» إلى 8 آلاف دولار لليلة الواحدة، وفق الإعلام السنغافوري.



بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به، الأربعاء، سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها «مثيرة مشاكل».

وتُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً، حتى لو بالقوة.

وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949، عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ.

حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

وقالت تايوان، الأربعاء، إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان: «تُولّد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة، وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة، وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تُهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع، وستضمن «ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان».

وأضاف، الأربعاء، لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان: «نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها».

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: «إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22.00 ت.غ الثلاثاء)».

لقطة من فيديو للجيش الصيني تُظهر ضابطاً ينظر للأفق عبر منظار مكبر على متن قطعة بحرية (أرشيفية - الجيش الصيني)

وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على خطاب الرئيس لاي تشينغ تي، في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رُصِد عدد قياسي، بلغ 153 طائرة صينية، في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى 14 سفينة صينية.

والثلاثاء، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية، و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وأدانتها بكين بشدّة.

جنود من الجيش الصيني خلال التدريبات (أرشيفية - موقع الجيش الصيني)

وفي المجموع، نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، فيما وصفته تايبيه بأنها من كبرى المناورات البحرية منذ سنوات.

وقامت هذه السفن (60 سفينة حربية، و30 أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين) بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية، وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان «لرسم خط أحمر» قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.

ولم يُعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية عن زيادة النشاط في هذه المناطق.

لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية صرّحت، الثلاثاء، بأن الصين «ستدافع بقوة» عن سيادتها.

مقاتلة تظهر خلال دورية الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية حول جزيرة تايوان التي نفذها الجيش الصيني (أرشيفية - أ.ب)

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً، وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار).

وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.

وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات «الانفصالية».

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تُعدها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة، وكونها دولة ذات سيادة.

وبكين، التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية، دانت «بشدة» جولة لاي، وحضّت الولايات المتحدة على «التوقف عن التدخل في شؤون تايوان».

وكذلك، حذّرت بكين تايوان من أي محاولة «تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها «ستفشل».