كأس العالم مصدر ثراء «فيفا»

العائدات تتخطى 4 مليارات دولار... وإنفانتينو يتطلع لمضاعفتها

المنتخب الألماني حصد 35 مليون دولار جائزة الفوز بمونديال 2014
المنتخب الألماني حصد 35 مليون دولار جائزة الفوز بمونديال 2014
TT

كأس العالم مصدر ثراء «فيفا»

المنتخب الألماني حصد 35 مليون دولار جائزة الفوز بمونديال 2014
المنتخب الألماني حصد 35 مليون دولار جائزة الفوز بمونديال 2014

تعد بطولة كأس العالم التي تنظم مرة كل أربعة أعوام هي المصدر الرئيسي لإيرادات الاتحاد الدولي لكرة القدم أو بالمعنى الأدق مصدر ثراء «فيفا».
ويوفر المونديال عائدات بأكثر من أربعة مليارات دولار، معظمها من حقوق البث التلفزيوني وحقوق التسويق والتذاكر، لأغنى اتحاد رياضي في العالم. في المقابل، تبلغ تكاليف إقامة المونديال نحو ملياري دولار.
ويعيد الاتحاد الدولي توزيع أرباحه على المنتخبات المشاركة في كأس العالم، والأندية التي تحرر لاعبيها لخوض غماره، ويعيد استثمار جزء كبير في تطوير كرة القدم من خلال المنح إلى الاتحادات الوطنية.
لذا يأمل السويسري جاني إنفانتينو الرئيس الجديد للاتحاد الدولي زيادة عدد المنتخبات في النسخ المقبلة إلى 48 منتخباً من أجل جذب مزيد من المال لـ«الفيفا» وأيضاً للفرق المشاركة.
وحول فكرة توسعة البطولة بمشاركة 48 منتخباً، أشار إنفانتينو إلى أنه من غير المتوقع تطبيقها في البطولة التي ستستضيفها قطر في 2022، قبل أن تتم استشارة البلد المستضيف أولاً، مؤكداً أن ذلك يحتاج إلى تقدم دولة أخرى مجاورة للاشتراك بالتنظيم. وسيزداد عدد المشاركين في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخباً بداية من نسخة 2026، لكن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم المؤلف من عشر دول اقترح في أبريل (نيسان) الماضي تطبيق نظام 48 منتخباً في كأس العالم 2022 في قطر.
وقال إنفانتينو إن المقترح سيعرض على الجمعية العمومية لـ«الفيفا» التي ستجتمع في موسكو غداً على أن يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن في غضون عام واحد.
وأوضح: «حتى هذه اللحظة فإن عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم في قطر 2022 هو 32 منتخباً. قدم اتحاد أميركا الجنوبية طلباً مثيراً للاهتمام... وعلينا النظر فيه». وقال إنفانتينو إن «زيادة عدد المنتخبات المشاركة تعني عدداً أكبر من الملاعب والمنشآت والفنادق ووسائل المواصلات. ولكن يبقى السؤال إن كانت قطر وحدها يمكنها تحمل كل ذلك وهذا ما ستتم دراسته بدقة».
وأضاف: «عليك أن تحصل على موافقة الكثير من الأشخاص لتمضي في هذا الطريق وأعتقد أنه أمر سابق لأوانه. من غير المرجح أن يحدث أي تغيير. لكنني لا أعتقد أن مناقشة المقترحات أمر لا يدعو للقلق، لدينا اتفاق مع الدولة المنظمة لمونديال 2022 بتنظيم بطولة يشارك فيها 32 منتخباً، ويجب احترام هذا الاتفاق. لكن النقاش ليس عملاً سيئاً».
وتخطط قطر لاستخدام ثمانية ملاعب في البطولة، لكن تعاني من مقاطعة دول الجوار السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وطرق النقل مع قطر منذ نحو عام، وهو الأمر الذي قد لا يشهد تقدم أي من هذه الدول للمشاركة في تنظيم مونديال 2022 حال الموافقة على اقتراح الـ48 منتخباً.
ويؤمن إنفانتينو بأن الاستثمار في البطولات بتوسعة المشاركة أو إضافة مزيد من المنافسات الجديدة هو أمر جيد للعبه، ودافع عن عرض تقدمت به جهات استثمارية لم يتم الكشف عنها لشراء حقوق بطولتين جديدتين مقابل 25 مليار دولار وهما مسابقة دوري الأمم حول العالم ونسخة معدلة لكأس العالم للأندية..
وتعرض «الفيفا» لانتقاد من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي قال إنه لم يطلع على معلومات كافية بشأن المقترح.
وأوضح إنفانتينو الذي بدا غير مهتم باسم الدولة التي تنتمي لها جهات الاستثمار: «لا يمكنني الإفصاح عن التفاصيل. ليس لديَّ اعتراض إن كان المستثمرون من السعودية أو قطر أو روسيا أو الولايات المتحدة أو الصين أو اليابان...أو غيرها».
وأضاف: «نحتاج لتطوير كرة القدم من خلال أفكار جديدة وجهات تمويل جديدة. علينا أن نتجاوز فكرة إقامة بطولة واحدة تستغرق شهراً لمرة واحدة كل أربع سنوات ونعتبر هذا كافياً لتطوير كرة القدم في العالم».

أول كأس عالم لإنفانتينو

وستكون بطولة كأس العالم في روسيا هي أول اختبار لإنفانتينو كرئيس لـ«الفيفا»، وهو يتطلع لرؤية مونديال ناجح على مستوى التنظيم والأداء الفني الرفيع.
ويثق إنفانتينو في قدرة روسيا على تقديم مونديال رائع بنسبة 100 في المائة وسيرى العالم بأسره ذلك عندما تنطلق البطولة بلقاء روسيا مع السعودية في استاد لوجينكي الخميس المقبل.
وقال إنفانتينو: «سيكون بوسع الجميع مشاهدة مدى روعة الاستادات ومدى الترحاب الذي ستبديه روسيا إضافة لمدى سير التنظيم والاستعدادات على أفضل ما يكون. ستكون خبرة عظيمة».
وحول ما تواجهه روسيا من انتقادات بسبب موضوعات تشمل أمن الجماهير والفرق إضافة للعنصرية في المباريات، قال إنفانتينو: «لن أقول إنني قلق بسبب التمييز وحقوق الإنسان أو الأمن لكننا سنتعامل مع هذه الموضوعات بمنتهى الجدية وسنتخذ الإجراءات المناسبة».
وأضاف: «لأول مرة نقوم بفحص أعمال البناء الخاصة بالاستادات ومواقع البناء لضمان أن أوضاع العمال ملائمة... وأن تقدما حقيقيا حدث بالفعل على صعيد حقوق الإنسان والطريقة التي نتعامل بها مع التساؤلات الخاصة بحقوق الإنسان».
ووعد إنفانتينو بتوفير «بيئة آمنة» للجماهير التي ستسافر لحضور النهائيات. وقال: «السلطات الروسية على علم بالوضع الأمني في بطولة كبيرة مثل هذه. إنهم يعملون بكل ما أوتوا من جهد للتجهيز للحدث بالتعاون مع السلطات الأمنية التابعة لجميع حكومات العالم... ولكي يكونوا على أتم الاستعداد للتصدي لأي مشكلة محتملة».

إنفانتينو وفرض هيمنته

وقبل عام من انتهاء ولايته يتطلع إنفانتينو الذي انتخب في فبراير (شباط) 2016 أن تكون كأس العالم في روسيا واقتراحاته الإصلاحية، هي بوابته للتقدم للفوز بولاية ثانية لرئاسة «الفيفا».
ويوم انتخابه رئيساً بعد سلسلة فضائح هزت كرة القدم العالمية، قال إنفانتينو: «سنعيد تلميع صورة (الفيفا)، والجميع سيحترم الاتحاد الدولي».
لكن هل احترم الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي للعبة تعهداته حتى الآن؟ يجيب البريطاني باتريك نالي الذي وقع أول عقود تسويقية لـ«الفيفا» أواخر السبعينات من القرن الماضي: «لقد أصبح إنفانتينو رئيسا لـ(الفيفا) بالصدفة أكثر من رغبته الحقيقية. ربما لا يملك كل الأسلحة في يديه».
إضافة إلى تطبيق إصلاحات قانونية بعد الفضائح التي هزت كيان الاتحاد الدولي لكرة القدم وأدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة فيه أبرزها رئيسه السابق السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي سابقاً وعضو اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا» الفرنسي ميشال بلاتيني، يريد إنفانتينو ترسيخ أقدامه من خلال اقتراحاته الجديدة التي تجد تجاوب من دول كثيرة خاصة في قارتي آسيا وأفريقيا.
ورحَّب أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا بزيادة عدد المنتخبات، قائلاً: «يبدو لي الأمر فكرة رائعة». وكان لسان حال الهداف السابق للمنتخب الفرنسي ديفيد تريزيغه مماثلا بقوله: «هذا الأمر يمنح فرصا أكبر لدول وتحديدا للاعبين لم يخوضوا غمار هذه البطولة».
لكن المؤرخ الكروي بول ديتشي مؤلف كتاب «تاريخ كرة القدم» يرى أنه «غير متأكد» من أن يكون إنفانتينو نجح في تلميع صورة (الفيفا)».
وقال ديتشي: «(الفيفا) يعتمد نظاماً رئاسياً إلى حد كبير. لا يبدو لي أن الأمور تبدلت كثيراً، السلطات تبقى بشكل واسع بين يدي الرئيس، مع أنه تكفل بتسهيل الأمور فيما يخص لجنة الأخلاق. وهناك أيضاً مجموعة العمل الشهيرة التي تقوم بالتقييم لملفَّيْ الترشيح المقدمين لاستضافة مونديال 2026 وفق معايير رئاسية. إنفانتينو هو قبل كل شيء مسؤول أوروبي (الأمين العام السابق للاتحاد القاري)، بينما كان بلاتر يتمتع بشبكات عالمية. لكن لم يتغير شيء لأنهما من مصدر واحد: إداريان، أمينان عامان سابقان أصبحا رئيسين، خلال فترة البرازيلي جوا هافيلانج (1974 - 1998)، كانت الرئاسة مثيرة للجدل، والأدوار أكثر تقاسما: كان بلاتر (الأمين العام) يتولى الإدارة اليومية، وهافيلانج الأوجه السياسية».
وأضاف: «لست متأكدا من أن إنفانتينو نجح في تلميع صورة (الفيفا)، لأن هناك مشكلة أساسية: هي معرفة متى ستنتهي هذه الأزمة، أزمة طالت الأمين العام (الفرنسي) جيروم فالكه، ومسؤولين في مجلس (الفيفا)، لكن في قضايا خارج المنظمة، وأيضاً بلاتر و(الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال) بلاتيني في قضايا يجب إثباتها. يستطيع (الفيفا) تلميع صورته عندما تنتهي كل هذه المسائل. هذه القضايا تصدرت الصفحات الأولى. ما يريده عشاق كرة القدم هو مشاهدة كأس العالم، وأن تصبح القضايا التي تمس (الفيفا) ثانوية».
لكن بالتأكيد إذا نجح إنفانتينو في نيل ثقة كونغرس «الفيفا» العام الذي يضم كل الاتحادات الوطنية عبر المعمورة، فإنه سيكون قادراً على تنفيذ مقترحاته سواء بتوسعة كأس العالم أو تنظيم بطولة الدوري العالمي وجميعها.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».