لاعبة كرة قدم أميركية حققت حلم الاحتراف بذراع واحدة

كارسون بيكيت: استخدمت ما أعطاني الله

لم تقف الإعاقة ضد تألق بيكيت كلاعبة كرة قدم في فريق {أورلاندو برايد}
لم تقف الإعاقة ضد تألق بيكيت كلاعبة كرة قدم في فريق {أورلاندو برايد}
TT

لاعبة كرة قدم أميركية حققت حلم الاحتراف بذراع واحدة

لم تقف الإعاقة ضد تألق بيكيت كلاعبة كرة قدم في فريق {أورلاندو برايد}
لم تقف الإعاقة ضد تألق بيكيت كلاعبة كرة قدم في فريق {أورلاندو برايد}

ترسخ لاعبة قلب الدفاع في فريق أورلاندو برايد لكرة القدم النسائية وجودها كواحدة من أفضل اللاعبات على مستوى الولايات المتحدة. وفيما وراء رحلتها حتى وصلت إلى هذا المستوى من النجاح قصة غير عادية في تفاصيلها.
أثناء كرة مشتركة مع إحدى لاعبات يوتاه رويالز خلال مباراة عقدت في مايو (أيار) على أرض سولت ليك سيتي أصيبت أليكس مورجان في كتفها. ورغم الألم استمرت مورجان في اللعب حتى نهاية المباراة.
أثناء الاستحمام بعد المباراة، انطلقت صرخات مورجان من الألم وصاحت: «لا أستطيع غسل شعري بصورة مناسبة! لا يمكنني رفع ذراعي اليسرى!».
وردت عليها كارسون بيكيت، الظهير الأيسر في فريق أورلاندو برايد صائحة: «مرحبا بك في عالمي».
تجدر الإشارة على هذا الجانب إلى أن لاعبة كرة القدم المحترفة كارسون بيكيت ولدت دون ساعد أو يد يسرى. ومع أنها بذلك أصبحت تندرج تحت فئة أصحاب الحاجات الخاصة فإنها تمكنت سريعا من فرض نفسها وأصبحت واحدة من أفضل لاعبات خط الدفاع في الدوري الوطني لكرة القدم النسائية.
بعد عدة أسابيع على المباراة التي أقيمت في يوتاه، قالت بيكيت بعد خوضها جلسة تدريبية: على الإنسان فرض سيطرته على ما يمكنه السيطرة عليه. ومن خلال هذه العبارة شرحت بيكيت الأسلوب العقلي الذي تتعامل به مع المصاعب البدنية ومواجهة الانطباعات التي تتكون لدى آخرين عند مشاهدتهم لها لأول مرة. وقال بيكيت: «من المحتمل ألا يتعامل معك الناس بصورة صحيحة أو من الممكن أن يحدقوا فيك، لكن الأسلوب الذي تتعامل به مع الناس هو الذي يبقى لفترة أطول عن أي شيء آخر».
وقالت بيكيت إنها تفكر كثيراً في مسألة أنها أصبحت واحدة من الشخصيات القليلة التي نجحت في الوصول لقمة واحدة من الرياضات رغم معاناتها من إعاقة. كان تغيير طفيف قد حدث في الحقل الرياضي في أبريل (نيسان) عندما استعان فريق سياتل سيهوكس باللاعب شاكيم جريفين الذي يملك يدا واحدة فقط بعد أن أنهى مسيرة جامعية متميزة. وسيبدأ جريفين الموسم المقبل داخل نفس الفريق الذي يلعب به شقيقه التوأم شاكيل الذي ضمه سياتل سيهوكس إليه عام 2017.
وقالت بيكيت: «أنا قادرة على التأثير على الكثيرين. ويخبرني والدي ووالدتي طوال الوقت أنه يجب أن أستخدم المنصة التي أعطاها الله لي. وأستطيع استخدام ذراعي في شيء أعظم من نفسي. وأنا قادرة على التأثير على عدد كبير للغاية من الأطفال والكبار الذين قد يشعرون باليأس. وليس من الضروري أن يؤثر عليهم هذا اليأس داخل كرة القدم. رؤية الآخرين لي وأنا ناجحة في حياتي وأشعر بالسعادة من الممكن أن يؤثر بدرجة كبيرة للغاية على بعض الناس».
الآن، تبلغ بيكيت 24 عاماً. وولدت وتربت في فليمينج أيلاند جنوب جاكسونفيل في ولاية فلوريدا. وكانت والدتها التي تدعى تريجر تلعب كرة اليد في الجامعة. ولعب والدها والذي يدعى مايك كرة قدم أثناء دراسته الجامعية. ولذلك وقعت كارسون في حب الرياضة منذ وقت مبكر. منذ أن كانت في سن الخامسة بدأت كارسون تلعب كرة القدم مع والدها وكانت تمرر إليه الكرة باستمرار. وبعد أن كبرت قام والدها بتدريبها حتى تشارك في فريق كرة القدم في المدرسة وفي الأندية. وأصبحت الرياضة شغفا حاضرا باستمرار داخل الأسرة.
وقالت بيكيت: «إن السبب في أنني أصبحت اللاعبة التي ترونها اليوم هو والدي. وسأعيد قول هذه العبارة ملايين المرات. علمني والدي الكثير للغاية عن كرة القدم ولا يزال يساعدني كثيرا. لكن بالتأكيد كان الأمر صعبا لأنني في بعض الأوقات بعد مباراة كنت أرغب في تناول الطعام والحديث عن كرة القدم. أما أمي فكانت تقول: حسنا يكفي هذا الحديث عن كرة القدم! دعونا نستمتع بتناول الغداء كأسرة!».
تفوقت بيكيت داخل جامعة ولاية فلوريدا وفي عام 2016 انضمت إلى دوري كرة القدم النسائية عن طريق فريق سياتل رين. وقضت فترة التوقف الأخيرة للدوري الأميركي في اللعب في الدوري النسائي في أستراليا مع فريق بريسبين رور (يحصل اللاعبون المحترفون في الدوري النسائي الأميركي والأسترالي على فرصة اللعب طول السنة).
وقالت بيكيت: «أحببت أستراليا بالتأكيد. وكان من العظيم اللعب مع بعض لاعبات المنتخب الأسترالي لكرة القدم. واللعب أمام بعضهن».
عادت بيكيت إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام لتكتشف أنها خرجت من صفوف سياتل وسوف تنتقل إلى فلوريدا كجزء من اتفاق مقايضة بين لاعبين من ناديي رين وأورلاندو برايد. من المحتمل أن تلعب بيكيت في البداية في دور داعم للدفاع، وقال مدرب فريق أورلاندو برايد ويدعى توم سيرماني إن أول ما لفت نظره في بيكيت قوتها كمدافعه وهي تعتبر إضافة مهمة لفريقه.
وقال سيرماني: «إنها لاعبة كرة قدم جيدة للغاية. وتتميز بساق يسرى جيدة بصورة لا يصدقها عقل، هي مستوعبة لكرة القدم بصورة كبيرة. في رياضة كرة القدم من المهم حفظ التوازن وأن تجري بسرعة وتلف وتغير اتجاه جسمك وأن تكون لديك القدرة على الحركة الرشيقة. ويجب على اللاعب الوقوف بقوة في وجه اللاعبين الآخرين واستخدام ذراعيه ولمس اللاعبين الآخرين وحماية نفسه». وأضاف: «نجاح بيكيت في القيام بهذا كله على هذا المستوى واللعب بذراع واحدة أمر لا يصدقه عقل. حاول أنت ربط ذراعك والقيام بهذه الأمور وانظر كيف ستكون النتيجة».
لا تلعب بيكيت كرات التماس خلال المباريات التنافسية لأنها غير قادرة على رفع ذراعها اليسرى لمسافة كافية فوق رأسها، لكنها تمكنت من لعب هذه الكرات خلال التدريبات.
وقال سيرماني: «عندما يظهر تأثير الإعاقة أثناء اللعب تكشف بيكيت عن حس فكاهي عظيم. إنه من المذهل رؤية الأشياء التي تقوم بها. مثل ربط الحذاء... إنها لاعبة متميزة».
بالنسبة لبيكيت فإن الشعور متبادل. وتدرك بيكيت أن كرة القدم للمحترفين تحمل معها شعوراً بعدم الأمان. وقالت إن انتقالها المفاجئ إلى أورلاندو قلت حدته بفضل روح الفريق التي اكتشفتها.
وقالت: «في كثير من الفرق الأخرى التي شاركت معها لم يكن لدى اللاعبين الهدف ذاته. كان اللاعبون راغبون في اللعب كأفراد لكن في أورلاندو نلعب كفريق. ويرغب كل لاعب في رؤية زملائه في الفريق يحققون النجاح. هذا أمر مهم بالنسبة لي».
وأشارت بيكيت إلى مباراة في أول الموسم ظهرت خلالها أمام الجميع الصعوبات التي تعانيها. وبعد المباراة وقفت معها زميلتها سيدني ليروكس وتحدثت إليها لفترة طويلة. وقالت بيكيت: «خلق هذا شعور أفضل بداخلي نحو نفسي كلاعبة وكجزء من الفريق. المسألة لا تتعلق بمن باستطاعته تقديم أداء أفضل عن الآخر، لكن بمن بإمكانه تقديم العون إلى الفريق بأفضل صورة ممكنة».
أثناء صباها تطلعت بيكيت نحو لاعبات مثل ميا هام والجيل العظيم الذي تنتمي إليه من اللاعبات الأميركيات ونظرت إليهن كمثل عليا ونماذج يقتدى بها. وتمكن الدوري النسائي لكرة القدم في الولايات المتحدة بجميع صوره المختلفة خلال الأعوام الـ15 الماضية من خلق مزيد من النماذج أمام الفتيات والنساء. اليوم أصبحت بيكيت واحدة منهن وقد تتمتع بمساحة أكبر للعب. ومثلت بيكيت الولايات المتحدة في مستوى الناشئين وأقل من 23 عاماً. فهل يمكن أن تصل إلى مستوى المنتخب الوطني الكبير؟
قالت بيكيت: «هذا هو حلمي. وهو حلم كثير من الفتيات ولا يزال ممكناً. وتوقفت لتكرر شعارها: على الإنسان فرض سيطرته على ما يمكنه السيطرة عليه».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».