السعودية والإمارات أكبر شركاء الأردن التجاريين

الاستثمارات من البلدين تتجاوز 25 مليار دولار

TT

السعودية والإمارات أكبر شركاء الأردن التجاريين

تعد السعودية والإمارات أكبر شركاء الأردن التجاريين، وذلك من خلال ميزان التبادل التجاري، حيث تعتبر الرياض وأبوظبي من أكثر الدول في ضخ الاستثمارات عبر قطاعات مختلفة، إضافة إلى أنهما من أكبر الدول الداعمة للاقتصاد الأردني.
وتعتبر السعودية الشريك الاستراتيجي الأهم بالنسبة إلى الأردن في المنطقة، إذ تقدر استثماراتها فيه بـ13 مليار دولار، وتحل الرياض في المراتب الأولى بالنسبة إلى حجم التجارة مع عمان، بحجم تبادل تجاري تجاوز خمسة بلايين دولار، في الوقت الذي تستورد فيه الأردن 20 في المائة من وارداتها من السعودية، بينما شكلت صادراتها إليها نحو 25 في المائة من إجمالي صادراتها إلى العالم.
وتصنف السعودية من أكثر الدول الداعمة للأردن، وأشار تقرير لصندوق النقد الدولي في عام 2014، إلى أن المساعدات السعودية إلى الأردن خلال أربعة أعوام تجاوزت ثلاثة بلايين دولار، شكلت ثمانية في المائة من الناتج المحلي الأردني.
وتستورد عمان من الرياض النفط ومنتجات صناعية ودواجن وألبانا، ويتمتع المنتج السعودي بسمعة طيبة وقبول لدى المستهلك الأردني. ووقع الطرفان خلال السنوات الماضية اتفاقات عدة للتعاون في مجالات مختلفة، ففي عام 2014 وقعا اتفاق تعاون في مجال الشؤون البلدية والقروية، بهدف الارتقاء بمنظومة الخدمات والتشريعات البلدية في البلدين، وتبادل الخبرات البلدية بينهما في مجالات تدريب الكوادر البشرية.
ووقع البلدان أيضاً اتفاقاً لتأسيس مجلس التنسيق السعودي - الأردني بغرض تعزيز تعاون البلدين وتعميق علاقاتهما الاستراتيجية، وزيادة التنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية، في الوقت الذي شهدت الكثير من الروافد السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما جعلها أشد تماسكا مع مرور السنين، وتزداد قوة وثباتا في أوقات الأزمات والتحديات الإقليمية والدولية.
وتضع حكومة البلدين مصلحة الأمة العربية على رأس سلم الأولويات السياسية وتعمل القيادتان معا على التنسيق لتجاوز كل العقبات التي قد تعترض العلاقات العربية، والأهم من ذلك حماية الدول العربية وشعوبها من الآثار السلبية لتدخل القوى الإقليمية والخارجية ذات الطموحات التوسعية التي تحاول العبث فسادا باستقرار المجتمعات العربية.
وتدعم السعودية مادياً عدداً من المشاريع بالأردن من خلال المنحة الخليجية على مدى السنوات الماضية، والتي ساعدت الأردن في إنجاز المشاريع التنموية والرأسمالية في التحديات الاقتصادية، حيث تشكل السعودية العمق الأمني والسياسي والاقتصادي والاستراتيجي للأردن، كما أن العلاقات متينة وقوية، ويدعم البلدان كل ما شأنه ضمان مسيرة البناء.
وتحتل السعودية المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والعراق بالنسبة لحجم الصادرات، وتأتي أولا من حيث المستوردات، فمعظم احتياجات الأردن من النفط الخام تتم تلبيتها من السعودية، وأهم السلع المصدرة إليها الأدوية وأجهزة تكييف والمحضرات الغذائية.
فيما وصل إجمالي الاستثمار الإماراتي في الأردن حتى عام 2016 إلى نحو 12 مليار دولار، وأكبرها مشروع مرسى زايد، في الوقت الذي تتجه الشركات الإماراتية المستثمِرة في الأردن للانسجام مع الأجندة الاقتصادية والاستراتيجية الوطنية للبلدين، ما يمنحها قيمة مضافة ويؤهلها للمساهمة الفاعلة في دعم جهود بناء الاقتصاد المعرفي، حيث تركزت في قطاعات البنى التحتية، والطاقة المتجددة، والسياحة، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات، والتشييد والإنشاءات، والنقل والطيران المدني، والخدمات المالية والمصرفية، والمنتجات الزراعية، والرعاية الصحية.
وتسعى الدول الثلاث إلى تنمية مسار التبادلات التجارية، حيث تستدعي تكثيف الحوار ورفع مستوى التنسيق لاستكشاف مزيد من الفرص الواعدة وتســــــهيل مهمة الاستثمارات، ودعمها لكل مقومات النجاح والاســــــتدامة، إضافة إلى العمل المشترك على مد جســـــــــور التواصل بين مجتمع الأعمال والاستثمار، لخلق شــــــراكة حقيقية رابحة على مستوى القطــــــــــــــاع الخاص تعود بالمنفعة على الدول الثلاث.
وتنوعت الصادرات الأردنية إلى الإمارات ما بين الحيوانات الحية، الخضار والفواكه، الرخام، كربونات الكالسيوم، أسمدة فوسفاتية، أنابيب ومواسير ولوازمها، أكياس وحقائب، ورق ومصنوعاته، أقمشة غير منسوجة، حجر بناء بأنواعه، وحدات تبريد وتكييف.
في حين تشمل المستوردات الأردنية من الإمارات الأسماك بأنواعها، الحليب ومشتقاته، التمور بأنواعها، الزيوت الحيوانية والنباتية، المواد الغذائية المصنعة، العصائر والمشروبات غير الكحولية، الإسمنت الأبيض، الزيوت المعدنية، الأدوية، الدهانات بأنواعها، مستحضرات التجميل، المواد الكيماوية (بولي إيثلين)، الصناعات المطاطية، الورق ومصنوعاته، السجاد والأغطية، الصناعات الإسمنتية، حديد التسليح والأسلاك بأنواعها.
ويعتبر الاستثمار الإماراتي الثاني في الحجم بعد الاستثمارات السعودية في الأردن. وعلى الصعيد المقابل، فإن رجال الأعمال والمستثمرين الأردنيين لديهم استثمارات في العديد من القطاعات الاقتصادية في دولة الإمارات، حيث يبلغ الاستثمار الأردني في القطاع العقاري في الإمارات على سبيل المثال 1.5 مليار دولار، ورجال الأعمال الأردنيون يتملكون ويديرون العديد من المشاريع الصناعية والخدمية، وخصوصاً الصناعات الخفيفة في أبوظبي وجبل علي في دبي.



اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.