«داعش» يتراجع في البوكمال... ومقتل ضابط سوري في ظروف غامضة

عشرات القتلى من التنظيم والنظام في معارك قرب حدود العراق

TT

«داعش» يتراجع في البوكمال... ومقتل ضابط سوري في ظروف غامضة

تراجع تنظيم داعش إلى أطراف مدينة البوكمال شرق سوريا، غداة تمكنه من السيطرة على أجزاء منها، عبر شنه سلسلة هجمات انتحارية على مواقع لقوات النظام، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت. وأفيد بمقتل عناصر للنظام بينهم ضابط رفيع المستوى.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، السبت: «تراجع مقاتلو التنظيم من داخل المدينة إلى الأجزاء الغربية والشمالية الغربية منها».
وجاء هذا التراجع «إثر اشتباكات عنيفة خاضتها قوات النظام خلال تصديها للهجوم، وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية إلى المدينة خلال الساعات الأخيرة».
وارتفعت حصيلة القتلى من الطرفين منذ بدء الهجوم إلى 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام وحلفائها غداة حصيلة أولية بمقتل 25 منهم.
ويتوزع القتلى بين 16 من قوات النظام، ضمنهم ضابط برتبة لواء، و14 آخرين من مسلحين موالين غير سوريين بينهم من حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين، وفق المرصد. وتضاربت الأنباء حول كيفية مقتل رئيس الفرقة 11 في قوات النظام السوري. وفيما نعت الفرقة 11 دبابات التابعة للفيلق الثالث العماد علي الحسين قائد الفرقة، وقالت إنه توفي «إثر أزمة قلبية وهو على رأس عمله»، ذكرت مصادر إعلامية موالية للنظام بأن «قائد الفرقة 11 المدرعة العماد شرف علي الحسين قتل الجمعة في معارك الشرف والبطولة أثناء دحر الإرهابيين في البوكمال بريف دير الزور».
لكن مصادر أخرى رجحت أن يكون العماد الحسين «لقي المصير ذاته الذي لقيه العميد عصام زهر الدين القيادي البارز في قوات الحرس الجمهوري الذي كان له دور بارز في معارك دير الزور 2017». ولا تستبعد المصادر أن يكون «قضى اغتيالاً، لا سيما في ظل حالة التجاذب الروسي - الإيراني حول انسحاب الميليشيات الإيرانية وحزب الله من مواقع حيوية في سوريا، والرفض الإيراني لانتشار القوات الروسية على الحدود اللبنانية».
وزادت: «بعد انتشار قوات روسية في 3 مواقع في محيط بلدة القصير الأسبوع الماضي، تم سحبها بعد رفض حزب الله اللبناني باعتبارها خطوة لم تتم بالتنسيق معه، وتم نشر جنود سوريين من الفرقة 11 في المواقع الثلاثة على الحدود مع لبنان التي يسيطر عليها حزب الله بالكامل».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.