قاضية أميركية تعارض تسليم «داعشي مزدوج الجنسية»

وزارة العدل تريد إعادته إلى وطنه الأول

القاضية الفيدرالية تانيا شوتكان
القاضية الفيدرالية تانيا شوتكان
TT

قاضية أميركية تعارض تسليم «داعشي مزدوج الجنسية»

القاضية الفيدرالية تانيا شوتكان
القاضية الفيدرالية تانيا شوتكان

بينما يعتقد مراقبون أن القضية قد تصل إلى المحكمة العليا (التي تفسر الدستور)، تتأرجح قضية «الداعشي المزدوج الجنسية» بين المدعي العام في وزارة العدل ومنظمات إنسانية نصبت نفسها للدفاع عنه.
يوم الجمعة، بينما يظل الرجل معتقلا في قاعدة عسكرية أميركية في العراق، رفضت محكمة استئناف في واشنطن العاصمة «تنازل» المدعي العام، وموافقته على إطلاق سراح الرجل. ووافقت القاضية الفيدرالية تانيا شوتكان على دعوى محامي الرجل بأن إطلاق سراح المعتقل، في خضم الحرب المستمرة ضد «داعش» في سوريا والعراق، سيعني «الحكم بالقتل»، لأن القوات الأميركية ستتخلى عنه، وستبرئ نفسها مما سيحدث له.
وأعلنت القاضية، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أنها ستصدر حكما نهائيا بعد أسبوعين.
وتساءلت عن سبب إسراع وزارة العدل، وموافقتها على «الإفراج عن هذا المعتقل، في بلد يشهد حربا مستمرة ومعقدة». كان الرجل، الذي يحمل الجنسية الأميركية وجنسية دولة أخرى، يحارب مع تنظيم داعش في سوريا، واعتقلته قوات كردية حليفة للقوات الأميركية، وسلمته لها. لكن، انتقدت منظمات إنسانية خطة الحكومة الأميركية بالإفراج عنه في سوريا. وقالت هذه المنظمات إن الإفراج عنه في سوريا «حكم بالقتل عليه». وطلبت نقله إلى الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها أيضا.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية: «يشكل قرار الإفراج تبدلا مفاجئا في موقف واشنطن، بعد شهور منذ أسره في العام الماضي، كانت واشنطن تدافع عن صلاحياتها في احتجازه إلى ما لا نهاية، باعتباره (مقاتلا عدوا) حارب في صفوف تنظيم داعش». وأضافت الوكالة: «أثارت هذه القضية تساؤلات إذا سترفع إدارة ترمب القضية إلى القضاء الأميركي، أو تسلم المعتقل إلى (وطنه الأصلي)، أو تنقله إلى سجن غوانتانامو العسكري في كوبا، مثلما هدد ترمب».
وقال بيان أصدرته وزارة العدل، بالتعاون مع البنتاغون، إن القوات الأميركية «عرضت الإفراج عنه (الداعشي المزدوج الجنسية) في دولة ثالثة (لم يذكر اسمها)، أو في سوريا، أو خارج مخيم سوري للنازحين في دولة أخرى (يعتقد أنها لبنان، أو الأردن). لكن، ندد بالقرار المحامي جوناثان حافظ، من مركز (الحقوق الدستورية)، وهو واحد من مراكز وتنظيمات إنسانية وقانونية تدافع عن (الداعشي مزدوج الجنسية)». وقال حافظ إن القرار «طريقة مشينة لمعاملة مواطن أميركي». وأضاف: «اعترفت الحكومة الأميركية، فعليا، بعدم وجود سبب لمواصلة احتجاز موكلنا. واعترفت، أيضا، بأنه لا يشكل تهديدا. لكنها، بدلا من الإفراج عنه بشكل آمن، تريد إلقاء مواطن أميركي على حافة طريق في بلد يشهد حربا مشتعلة، من دون أي ضمانات حماية، ومن دون تحديد هويته».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت: «هذه قضية من نوع نادر يصل إلى محكمة الاستئناف الفيدرالية، وتثير نقطة مهمة عن التوازن بين حرية مواطن أميركي، التي يكفلها الدستور الأميركي، وحماية الأمن الوطني الأميركي». وقال القاضي سري سرينيفاسان، الذي نظر في الاستئناف، إنه يود أن يعرف من ممثل الاتهام الحكومي عن «أي قضية أخرى نقل فيها مواطن أميركي، محتجز في بلد قسرا، إلى بلد آخر».
وأجاب جيمس بورنهام، ممثل وزارة العدل: «لا أعرف». لكنه طلب من القاضي «توفير ظروف تسمح للحكومة بعلاج موضوع معقد، مثل هذا، تمتزج فيه الدبلوماسية والعسكرية». في الجانب الآخر، قال المحامي جوناثان حفيتز، ممثل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ايه سي آل يو)، مخاطبا القاضي، والاتهام: «يجب أن يكون هناك أساس قانوني لمثل هذا التسليم، بناء على معاهدة، أو قانون. يجب ألا يكون هذا مثل صفقة حكومية خاصة». وأضاف: «لا يجب أن تكون الحكومة قادرة على القبض على مواطن أميركي، وتسليمه إلى دولة أخرى».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.