مشروبات هندية على طريقة الـ«آيورفيدا»

نظراً إلى تزامن شهر رمضان هذا العام مع ذروة فصل الصيف، حيث تتجاوز درجة الحرارة في بعض الأحيان أربعين درجة في أجزاء كثيرة من العالم، ينصح خبراء طب الآيورفيدا (الطب الهندي التقليدي) بتناول مشروبات محددة تساعد الجسم على تحمل هذا الوضع. كذلك يوصي الكثير من الخبراء في مجال الصحة بعدم الإفطار على مشروبات تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة؛ فتلك المشروبات غير صحية وقد يزداد ضررها مع الصيام. يقول الدكتور بارتاب تشاوهان: «في أثناء فصل الصيف تؤثر الشمس على قدرة الأرض على التبريد، وتزيد من عنصر الحرارة (بيتا) في الجسم، وبعد يوم طويل من الصيام خلال شهر رمضان، يمكن أن يؤدي تناول مشروبات تحتوي على الكافيين على الإفطار إلى حدوث اضطراب في المعدة، وإسهال، والتهاب في القولون، وشعور بالحموضة، وغيرها من المشكلات».
في ما يلي قائمة ببعض المشروبات التي يوصي طب الآيورفيدا بتناولها فوراً ليشعر الجسم بالانتعاش بعد يوم طويل من الصيام، وليحصل على السوائل اللازمة له، بل وتعوض تلك المشروبات أيضاً ما فقده الجسم من سوائل من خلال التعرق.

- اللبن والتمر
نظراً إلى أنه عادةً ما يتم الإفطار تقليدياً على التمر والماء، ينصح خبراء طب الآيورفيدا بتناول حليب التمر البارد، الذي يتم إعداده بغمر بضع تمرات جافة لمدة 12 ساعة في كوب من اللبن. ويساعد ذلك في تزويد الجسم بما يحتاج إليه من طاقة، ويحافظ على مستوى السكر في الدم الذي عادةً ما ينخفض في أثناء فترة الصيام.

- مشروب الكركديه
إنه موسم زهور الكركديه، ويوصي دكتور راهات خان، الخبير في طب الآيورفيدا، بتناول مشروب الكركديه الطازج في وجبة السحور أو الإفطار إلى جانب التمر بدلاً من المياه. ويوضح قائلاً: «أهم مزايا مشروب الكركديه هو أنه غني بالمواد المغذية قليلة السعرات الحرارية وخالٍ من الكافيين. ويبلغ عدد السعرات الحرارية لكل 100 جرام من مشروب الكركديه 37 سعراً. لا يحتوي المشروب على أي كوليسترول مما يجعله مفيداً لصحتك».
طريقة إعداد هذا المشروب سهلة للغاية، حيث لا تحتاج إلا إلى قطف بعض الزهور من الحديقة ثم إضافتها إلى كوبين من الماء المغلي إلى أن يتلون الماء بلون الزهور وتتم تصفيته، ثم يُترك ليبرد. يمكن إضافة السكر أو الملح الصخري، إلى جانب الليمون، وكذلك يمكن إعداد مشروب مركّز غليظ القوام وتخزينه في الثلاجة.

- آم بانا (مشروب المانغو الأخضر)
مع انتشار ثمار المانغو خلال الصيف الحالي، يوصي الخبراء في طب الآيورفيدا أيضاً بتناول ذلك المشروب الذي يشتهر بخصائصه المقاومة للحر. يتم إعداد المشروب من ثمار المانغو الخضراء التي تتباين درجة ألوانها بين الأصفر والأخضر الفاتح، ويتم تناولها كمشروب لذيذ صحي يخفف من الشعور بحرارة الصيف. «آم بانا» هو مشروب منعش يتم إعداده من ثمار المانغو غير الناضجة، التي يتم غليها وتقشيرها وهرسها ثم إضافة إليها السكر، والملح، والنعناع، والفلفل الحار. يمكن تخزين مشروب «آم بانا» المركّز لأسابيع. يقول الدكتور بي إن سينها، الخبير في طب الآيورفيدا: «نظراً إلى احتواء ثمار المانغو غير الناضجة على نسبة كبيرة من فيتامين (ج)، تعد خياراً ممتازاً لمقاومة الحرارة والوقاية من ضربات الشمس».
ولأن شهر رمضان هذا العام يتزامن مع منتصف فصل الصيف، يشعر الجسم بالإنهاك والجفاف خلال فترة الصيام الطويلة خصوصاً في المناطق الحارة الجافة شديدة الرطوبة. كذلك يزداد إفراز العرق عند ممارسة الأنشطة خارج المنزل. لذا يجب الحفاظ على مستوى المياه والشوارد الكهربائية في جسمك خلال شهر رمضان إذا حلّ في فصل الصيف. الجفاف هو الجزء الأصعب من عملية الصيام خصوصاً خلال فصل الصيف، لكن تناول كميات كبيرة من الماء في وجبة السحور ليس أفضل ما يمكن عمله؛ فملء المعدة بالماء مثل البالون يؤدي إلى أحد أمرين؛ إما التقيؤ أو تكرار مرات دخول الحمام.
حسب طب الآيورفيدا، يعد ماء الزهر شراباً سحرياً ذا قدرة شفائية ويساعد على تبريد الجسم.

- شراب الورد
سواء تم تناول شراب الورد في وجبة السحور أو الإفطار، سوف يبعث هذا الشراب الانتعاش في الجسم بشكل يختلف عن المشروبات المعتادة. لبتلات الزهور ذات الرائحة الذكية والمذاق الاستثنائي تأثير منعش مبرّد ومنشط. لا تتردد في إعداد شراب الورد في المنزل بنفسك خلال شهر رمضان الحالي، فليس عليك سوى غلي بعض بتلات الزهور النظيفة في الماء إلى أن يتلون الماء بلونها ثم تصفيته. يمكن إضافة القطر (شراب السكر المغلي) إلى شراب الورد ووضعه في الثلاجة، ويمكن تناوله على هذا النحو، أو إضافته إلى الكسترد، أو الآيس كريم، أو غيرها من أصناف الحلوى التي تتكون بالأساس من اللبن. لهذا المشروب خصائص مضادة للالتهاب تساعد في علاج الانتفاخ والحموضة بعد يوم طويل من الصيام. يمكن كذلك إضافة بذور الشيا أو بذور الريحان إليه.

- شراب الزعفران
يعد شراب الزعفران مشروباً مثالياً في وجبة الإفطار خصوصاً مع وجود العائلة والأصدقاء في المنزل. سوف يدغدغ هذا الشراب براعم التذوق لديك، ويبعث فيك النشاط بمزيجه الناعم ومذاقه المنعش. اغمر بعض الزعفران في كوب من اللبن وضعه جانباً، ثم قم بغلي اللبن في إناء، وضع في إناء آخر خمسة أكواب من اللبن، وقم بإضافة أربع ملاعق كبيرة من السكر، مع رشة من مسحوق نبات الهيل والزعفران. قم بغلي اللبن لمدة خمس أو ست دقائق إلى أن يصبح قوامه متماسكاً، ثم أضف بعض اللوز والفستق ثم قم بالتقليب جيداً. ضع المزيج في الثلاجة وأفرغ الشراب في أكواب ثم قم بإضافة قطعة آيس كريم في كل كوب لتصبح جاهزة للتقديم. يمكن أيضاً إضافة بذور الشيا أو الريحان لزيادة التأثير المبرّد على الجسم.

- مشروب الكزبرة
تساعد الكزبرة في استعادة التوازن نظراً إلى طبيعتها المبرّدة، ولها تأثير خاص في معادلة حرارة البيتا. الكزبرة مفيدة في علاج المشكلات الجلدية، والحموضة، وكذك تساعد في تنظيف الدم والصفراء اللتين تسيطر عليهما البيتا.
لإعداد هذا المشروب، يتم وضع كمية من الكزبرة الخضراء المغسولة والمقطعة داخل الخلاط مع إضافة نحو 1-3 كوب من الماء ثم خفقهما معاً، وتتم تصفية المشروب وتناوله. يمكن وضع الجزء الناتج عن عملية التصفية على أي منطقة ملتهبة من الجلد.

- اللبن الرايب
يعد هذا المشروب من أفضل المشروبات الرمضانية حيث لا يروي الظمأ فحسب، بل يفيد الجسم من عدة أوجه خلال فصل الصيف. تتم إضافة بعض أوراق النعناع إلى اللبن الرايب مع رشة ملح، والقليل من عسل النحل، والفراولة المهروسة. يمكن إضافة بعض مكعبات الثلج وتناوله بارداً في وجبة الإفطار. للبن الرايب أهمية خاصة في طب الآيورفيدا، فهو خفيف وسهل الهضم ويحفز عملية الهضم. يمكن للمرء تناوله مع الطبق الرئيسي بدلاً من العصائر أو المشروبات الغازية. يقول دانفانتري تياغي، الخبير في طب الآيورفيدا: «ليست أنواع الطعام التي نتناولها فحسب هي التي تؤثر كثيراً على جهازنا الهضمي، بل ترتيب ونمط تناول تلك الأنواع. يوصي طب الآيورفيدا بالبدء بتناول شيء (حلو) لأن أصناف الحلوى تحتاج إلى وقت أطول في الهضم. يمكن بعد ذلك تناول الأصناف ذات المذاق اللاذع، وأخيراً الأصناف الحريفة. يحفز تناول الصنف الحلو في بداية الوجبة إفراز العصارات الهضمية، فإذا تم إرجاء تناول الحلوى حتى نهاية الوجبة، يحدث بطء في الهضم». يمكن طهي اللبن الرايب مع البهارات التي تتمتع بقدرة على التبريد مثل الشمر، والنعناع، والكزبرة، والحد من تناول البهارات التي تبعث الحرارة مثل الزنجيبل المجفف، وبذور المستردة خلال شهر رمضان.