البرتقال واللوز والثوم... لقلبك

البرتقال واللوز والثوم... لقلبك
TT

البرتقال واللوز والثوم... لقلبك

البرتقال واللوز والثوم... لقلبك

ينبض القلب 72 مرة في الدقيقة، 100 ألف مرة في اليوم، 3.6 مليون مرة في السنة، وما معدله 2.5 مليار مرة خلال حياة الفرد. كما يضخ القلب نحو 7600 لتر من الدم في اليوم، أي بين 5 و30 لتراً في الدقيقة، من خلال الأوعية الدموية التي يصل طولها إلى 100 ألف كيلومتر تقريباً. وتشير المعلومات العلمية المتوفرة إلى أن القلب يؤمن طاقة كافية لقيادة شاحنة لـ20 ميلاً، أي ما يعادل الوصول إلى القمر والعودة إلى الأرض خلال فترة حياة الفرد.
ولهذا، تنصح كل المؤسسات الطبية حول العالم بالعناية بالقلب، الذي يعتبر واحداً من أهم أعضاء الجسم. فوفقاً لجمعية أمراض القلب الأميركية، فإن «مرض القلب هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، ما يقارب 25 في المائة من الوفيات سنوياً في الولايات المتحدة تساهم أمراض القلب في وفاتهم، مع أكثر من نصف هذه الوفيات من الرجال. وما يزيد هذه الإحصائيات سوءاً هو أن أمراض القلب لا يمكن الوقاية منها تماماً فحسب، بل يمكن عكسها أيضاً».
وتؤكد جمعية القلب الأميركية أن أكثر من 42 مليون رجل وامرأة يعيشون مع شكل من أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية. وعادة ما تكون أسباب مخاطر أمراض القلب ارتفاع ضغط الدم والسكري وانقطاع النفس النومي وارتفاع الكولسترول. وبالطبع، فإن المدخنين وأصحاب الحميات الغذائية السيئة عرضة أكثر لأمراض القلب من غيرهم.
ولحسن الحظ، فإن لما يتناوله الفرد تأثير مباشر على صحة القلب والشرايين. ولذا، على الفرد التأكد من تناول الأطعمة المناسبة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة. وقد أظهرت الدراسات أن «اتباع نظام غذائي صحي للقلب لا يمكن أن يمنع أمراض القلب في المستقبل فحسب، بل يمكنه عكسها أيضاً مع مرور الوقت».
وتشير الأبحاث إلى أن هناك كثيراً من أنواع الطعام الصحية للقلب، التي بإمكانها خفض خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.

- ومن هذه الأطعمة:
> البرتقال: من أفضل أنواع الفاكهة من هذه الناحية، حيث إن مادة البكتين التي يحتوي عليها تمتص الكولسترول من الطعام. كما يقوم البوتاسيوم في البرتقال بتوازن العملية مع الصوديوم، ما من شأنه التخفيف من ضغط الدم. كما اكتشف أخيراً أن البرتقال قادر على تحييد البروتينات التي تؤذي أنسجة القلب.
> الثوم: الذي يعتبر من أهم المواد التي تحمي القلب، وخصوصاً إذا تم تناوله يومياً (طازجاً أم على شكل حبوب)، إذ يساعد على التقليل من الترسبات في الشرايين وضغط الدم. ووفقاً للباحث، يساعد الثوم في تقليل الإنزيم المعروف باسم الأنجيوتنسين، الذي يضيق الأوعية الدموية.
> اللوز: يساعد على تخفيض كميات الكولسترول الضارة في الجسم. وحسب دراسة لجامعة تورينتو الكندية، فإن تناول اللوز بشكل يومي يخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 28 في المائة.
> أشارت إحدى دراسات جامعة هارفارد إلى أن الشوكولاته الداكنة تساعد في زيادة مرونة الأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم، وبالتالي منع أمراض القلب، وذلك بعد أن وجدت أن هنود الكونا، قبالة سواحل بنما، يعانون من انخفاض شديد في ضغط الدم لأنهم يشربون كميات كبيرة من الكاكاو الخام.
> الرمان: غني جداً بالمواد المضادة للأكسدة، وبالتي يحمي من ترسبات الشرايين، وخصوصاً إذا تم تناوله بشكل يومي.
> سمك السردين: من الأطعمة التي تساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية في الجسم، ورفع نسبة الكولسترول الجيد، بسبب غناه بأوميغا 3. وينطبق الحال على سمك الأسقمري وسمك السلمون الذي يحمي من تجلط الدم.
> البقول: وخصوصاً العدس، الذي يساعد على تخفيف ضغط الدم، وتخفيض الترسبات بالشرايين، بسبب وجود كميات مهمة من البوتاسيوم والبروتين والمغنيزيوم فيه.
> التفاح: غني جداً بالمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات والمعادن، ما من شأنه تخفيض ضغط الدم وحماية القلب.
> الأفوكادو: يقول الخبراء إن تناول الأفوكادو بشكل يومي يحمي من كميات الكولسترول الضارة في الدم بنسبة 22 في المائة، ويساهم برفع كمياته النافعة.
> زيت جوز الهند: من المواد التي تحمي أيضاً من الكولسترول الضار، ويحوله إلى مواد نافعة، إذا تم تناول ملعقة أو ملعقتين منه يومياً. كما يمنع جوز الهند من تراكم الترسبات في الشرايين.
> القهوة: على عكس ما هو شائع، فإن القهوة ليست سيئة لصحة الفرد، إذا تم تناولها باعتدال، وقد وجدت الدراسات أن شرب ما بين 8 و16 أونصة من القهوة يومياً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنحو 20 في المائة.
> الشاي الأخضر: يحتوي هذا الشاي على مستويات عالية من الفينولات «المضادة للأكسدة التي تعوق امتصاص الكولسترول أثناء عملية الهضم». كما «يقدم الشاي الأخضر أيضاً دفعة طبيعية لعملية الأيض، التي يمكن أن تساعد على إنقاص الوزن، مما يعزز القلب والأوعية الدموية».


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
TT

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً، وعندما نسمع أي طاهٍ يردد المقولة الأشهر: «الطهي بحبّ» (التي قد يجد البعض أنها أصبحت «كليشيه»)؛ أقول لهم إنه لا يمكن أن يبرع أي شيف بمهنته إلا إذا أحب مهنته ووقع بغرام الطهي لأن هذه المهنة لا يمكن أن ينجح بها إلا من يطبخ بحبّ.

يجب أن يتحلى الطاهي الخاص بمهنية عالية (الشرق الاوسط)

الطهي أنواع، والطهاة أنواع أيضاً، فهناك من يطبخ في مطعم، وهناك من يطبخ لعائلة أو يطبخ بشكل خاص في المنازل. أما «الشرق الأوسط» فقد قامت بتجربة الطعام في أحد المساكن الراقية، التابعة لـ«أولتميا كولكشن» (Ultima Collection) التي تضم عدة شاليهات وفيلات في أماكن كثيرة، مثل جنيف في سويسرا، وموجيف في فرنسا، وغيرها من الوجهات الراقية.

بوراتا مع الطماطم (الشرق الاوسط)

الإقامة في مجموعة «أولتيما» صفتها الرقي والرفاهية التي تمتد إلى ما هو أبعد من السكن، لتصل إلى الطبق، وبراعة فريق العمل في المطبخ في تقديم أجمل وألذّ الأطباق بحسب رغبة الزبون، ففكرة «أولتيما» تدور حول تأجير العقار لمدة أقلّها أسبوع، حيث يتولى فريق كامل من العاملين تلبية كافة احتياجات النزل، بما في ذلك تأمين طلبات الأكل وتنفيذ أي طبق يخطر على بال الزبون.

من الاطباق التي تبتكر يوميا في مجموعة أولتيما (الشرق الاوسط)

لفتنا في طهي الشيف أليساندرو بيرغامو، الطاهي التنفيذي في «أولتيما كوليكشن» والمسؤول عن ابتكار جميع لوائح الطعام في مجموعة أولتيما، أنه يحمل في نكهاته رائحة الشرق الأوسط، وبساطة الأطباق الأوروبية والمنتج الطازج وطريقة التقديم التي تنافس أهم المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان.

من الاطباق المبتكرة في "أولتيما"

في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، شرح الشيف أليساندرو بيرغامو كيفية تنفيذ عمله بهذه الطريقة الحرفية لمجموعة أشخاص تختلف ذائقاتهم وذوقهم في الأكل، فكان ردّه أنه يتم إعداد قوائم الطعام بعد دراسة ما يفضله الزبون، ويتم تعديل قائمة الطعام استناداً إلى تفضيلاتهم، ومعرفة ما إذا كان أحدهم يعاني من حساسية ما على منتج معين، بالإضافة إلى تلبية الطلبات الخاصة في الأكل.

طبق فتوش لذيذ مع استخدام البهارات الشرقية (الشرق الاوسط)

يقوم الشيف أليساندرو بالطهي لجنسيات مختلفة، لكن كيف يمكنك طهي طعام يناسب الجميع؟ أجاب: «يأتي كثير من العملاء لاكتشاف أطباق جديدة، ومطبخ كل طاهٍ ومنطقة. نحن نعدّ مجموعة متنوعة من الأطباق على طريقة طبخ البيت لتلبية كل الطلبات».

طاولة طعام تحضر لمجموعة واحدة من النزل (الشرق الاوسط)

تتمتع أطباق الشيف بيرغامو باستخدام كثير من البهارات العالمية، فسألناه عن سرّ نجاحه في الدمج بينها، فقال: «نحاول تحقيق التنوع في النكهات بين الحريف والحامض والحار والمالح. يتعلق الأمر بتحقيق التوازن والتناغم. وتتوفر لدينا اليوم أنواع متعددة من البهارات تسمح لنا بإجراء بحث ممتد، والتعاون مع طهاة عالميين من أجل التطوير المستمر للعمل».

مائدة طعام في أحد مساكن أولتيما العالمية (الشرق الاوسط)

وأضاف: «بالطبع، أحب البهارات، والإضافة التي تقدمها إلى طبق ما، أو نوع من الخضراوات. هناك كثير من البهارات التي أستمتع بها. منها جوزة الطيب والكزبرة والسماق والبابريكا».

وعن طبقه المفضل الذي لا يتعب من تحضيره، أجاب: «أحب طهي المعكرونة بأشكال مختلفة متنوعة، إلى جانب أطباق اللحم بالصوص».

مهنية تامة وروعة في التقديم (الشرق الاوسط)

ومن المعروف عن بعض الزبائن، الذين يختارون الإقامة في عقارات تابعة لمجموعة أولتيما، أن طلباتهم قد تكون كثيرة وغير اعتيادية أحياناً، والسؤال هنا؛ كيف يستطيع الطاهي الخاص أن يقوم بتلبية جميع الطلبات الخاصة؟ فأجاب الشيف ألسياندرو بأنه يحاول الاتصال بكل من يعرفه للعثور على المنتجات المطلوبة. وبفضل الموردين الذين يتعامل معهم، يضمن السرعة والكفاءة في الاستجابة لأي طلبات خاصة. وبالتالي يتمكن في غضون 24 ساعة من تحديد موقع المنتج وإحضاره لاستخدامه في أي طبق يطلبه الزبون.

أطباق جميلة ولذيذة (الشرق الاوسط)

يبقى السؤال الذي يطرحه نفسه هنا: أيهما أصعب، العمل في مطعم أم العمل كطاهٍ خاص؟ وكان ردّ الشيف أليساندرو: «في رأيي لأصبح طاهياً خاصاً، من الضروري أولاً العمل في المطاعم لأتعلم المهنة وطرق وفنون الطهي، ثم بعد ذلك إذا كنت أشعر بالارتياح تجاه التعامل بشكل مباشر مع العملاء، يمكن التفكير في أن أصبح طاهياً خاصاً. إن الأمر مختلف جداً لأنه في المطعم تكون لديك قائمة طعام، ويختار العملاء أطباقهم، لكن عندما تكون طاهياً خاصاً، تكون الوجبات معدّة بشكل كامل بناءً على تفضيلات العملاء».

مائدة الفطور في "غراند أولتيما" (الشرق الاوسط)

من هو الشيف أليساندرو بيرغامو؟

ولد في إقليم كومو في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1989. نظراً لشغفه بالطهي الذي ظهر في سن مبكرة، وحلمه بالفعل بالمشاركة في مسابقة «بوكوس دور»، تدرب في مركز التكوين المهني والتمهين في مدينة سوندالو، بالقرب من مقاطعة سوندريو، ثم في مدرسة «كلوزوني» للطهي مع طهاة على صلة بالمسابقة.

بدأ بعد ذلك مسيرته المهنية الاحترافية بالعمل في فنادق رائدة كطاهٍ تنفيذي في كل من برغامو وفينيسيا وتاورمينا. وفي عام 2009، استقر في مدينة ليون، حيث عمل مع الطاهي بيير أورسي لمدة عامين في مطعمه الحائز على نجوم ميشلان، قبل الانضمام إلى فريق يانيك ألينو في «لي 1947 شوفال بلان» المطعم المملوك لكورشفيل الحائز على 3 نجوم ميشلان.

كذلك انضم، وهو يضع مسابقة «بوكوس دور» نصب عينيه، إلى فريق ريجيس ماركون، الطاهي الحاصل على 3 نجوم، والفائز بمسابقة «بوكوز دور» عام 1995 في سان بونيه لي فروا بفرنسا، ثم للطاهي بينواه فيدال في بلدة فال دي إيسير ليحصل مطعمه على ثاني نجمة من نجوم ميشلان بعد ذلك بعامين.

بعد تجاربه في فرنسا، انتقل أليساندرو إلى مونتريال في مطعم «ميزو بولود ريتز كارلتون» للعمل مع الطاهي دانييل بولود، وبعد فترة تدريب قصيرة في اليابان، عاد إلى إيطاليا للعمل إلى جانب مارتينو روجيري. وأثناء العمل في مطعم «كراكو» في «غاليريا فيتوريو إيمانويل» بميلانو، قرّر تحقيق حلمه، وبدأ مغامرة جديدة، وهي عالم منافسات الطهي.

أصبح أليساندرو عام 2019 مدرباً مساعداً في أكاديمية «بوكوس دور» بإيطاليا، وفاز بمسابقة «سان بليغرينو يانغ شيف»، التي تغطي إيطاليا وجنوب شرقي أوروبا، ليتمكن بذلك من الوصول إلى نهائيات العالم. وفي عام 2020، أثمر العمل الجاد لأليساندرو، وشغفه، ومساعدة فريق العمل معه، عن الفوز بمسابقة «بوكوس دور» في إيطاليا، ما أهّله إلى النهائيات الأوروبية، ثم إلى نهائيات العالم للمسابقة عام 2021، التي أقيمت في ليون، ما مثّل حدثاً مقدساً حقيقياً له، هو الذي لطالما كان يحلم بهذه التجربة المذهلة.

اليوم، بصفته طاهياً تنفيذياً، ينقل أليساندرو خبرته وشغفه، ويتألق من خلال تفانيه في العمل، ما يجعل فريق العمل في مؤسسة «أولتيما كوليكشن» يشعر بالفخر بوجوده معهم.