الوديات كشفت عيوب الرباعي العربي ومزاياه قبل المونديال

السعودية ومصر تنتظرهما مهمة صعبة... وأداء المغرب وتونس في تطور

المنتخب السعودي خلال التدريبات قبل خوض تجربة ألمانيا الأخيرة (إ.ب.أ)
المنتخب السعودي خلال التدريبات قبل خوض تجربة ألمانيا الأخيرة (إ.ب.أ)
TT

الوديات كشفت عيوب الرباعي العربي ومزاياه قبل المونديال

المنتخب السعودي خلال التدريبات قبل خوض تجربة ألمانيا الأخيرة (إ.ب.أ)
المنتخب السعودي خلال التدريبات قبل خوض تجربة ألمانيا الأخيرة (إ.ب.أ)

ستكون تجربة تونس أمام إسبانيا ومواجهة المغرب مع استونيا اليوم هي آخر اختبارات المنتخبات العربية الأربعة (إضافة إلى السعودية ومصر) قبل خوض غمار في مونديال روسيا الذي ينطلق الخميس المقبل.
ورغم أن نتائج الوديات لا تعطي دائماً مؤشراً ثابتاً على حالة الفرق، فإنها خلفت انطباعاً متفاوتاً ما بين الجيد والمقلق بالنسبة إلى الرباعي العربي.
وإذا كان هناك تقييم لحالة المنتخبات العربية وفقاً للتجارب التي أجريت قبل المونديال، فسيأتي المنتخب المغربي في الصدارة من حيث الاستفادة والتطور في الأداء، ويأتي من بعده تونس ثم السعودية ومصر.
وأظهرت آخر مواجهتين للمنتخب المغربي (التعادل مع أوكرانيا سلبياً، ثم الفوز 2 - 1 على سلوفاكيا) أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، وسيكون جاهزاً للتحدي رغم وقوعه في المجموعة الثانية النارية التي تضم إسبانيا والبرتغال وإيران.
ويواجه منتخب المغرب نظيره الإيراني في اليوم الثاني لافتتاح المونديال، ثم يلعب مع البرتغال وإسبانيا.
ويبدو المنتخب التونسي أيضاً أنه استفاد من تجاربه الودية رغم اعتماده على طرق دفاعية، ولم يخسر الفريق في آخر تسع مباريات وحافظ خلالها على نظافة شباكه في أربع مباريات، وهو سيختبر قوته اليوم أمام المنتخب الإسباني في آخر تجاربه.
وتعهد لاعبو منتخب تونس ببذل كل ما في وسعهم لتقديم عروض قوية في المجموعة السابعة التي تضم منتخبات إنجلترا وبلجيكا وبنما.
وارتفعت الروح المعنوية لمنتخب تونس بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم بفوزه على إيران وكوستاريكا بالنتيجة نفسها 1 – صفر، والتعادل 2 - 2 مع البرتغال وبنفس النتيجة أمام تركيا.
وقال أيمن المثلوثي، حارس تونس: «من المهم أن يكون المنتخب في قمة الجاهزية ليمثل تونس أفضل تمثيل، وبخاصة بعدما قدمنا مستويات جيدة خلال التصفيات والمباريات الودية، الثقة مرتفعة لدى اللاعبين ونحن مستعدون لبداية مشوارنا في البطولة بمواجهة إنجلترا التي تعتبر مفتاحاً إذا أردنا المضي قدماً في المنافسات».
وتأمل تونس في التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها بعد فشلها خلال مشاركاتها الأربع السابقة أعوام 1978 و1998 و2002 و2006.
وقال نبيل معلول مدرب تونس «لن ندخر أي جهد ليكون المنتخب التونسي جاهزا ويشرف الكرة التونسية والعربية ويؤكد المستوى الرائع الذي قدمه في المباريات الأخيرة».
وأضاف: «لست متخوفاً، ولدي الثقة في قدرة اللاعبين على تقديم مباريات كبيرة وإسعاد الجماهير التونسية».
في المقابل، أظهرت وديات المنتخبين السعودي والمصري أنهما سيواجهان مهمة غير سهلة في المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبهما روسيا المضيفة والأوروغواي.
ويخوض المنتخب السعودي مباراة الافتتاح ضد المنتخب الروسي الباحث عن نتيجة إيجابية على أرضه، وبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي.
ومنذ حسم الفريق تأهله للنهائيات، وعلى الرغم من التغيير الذي شهدته القيادة الفنية للمنتخب السعودي (الأخضر)، خاض الفريق عدداً من المباريات الودية متدرجة المستوى من أجل اكتساب مزيد من الخبرة والاحتكاك بمدارس كروية مختلفة.
ولم تكن بعض النتائج لصالح الفريق في هذه المباريات الودية، لكن هذه المواجهات ساعدت اللاعبين كثيراً على فهم أسلوب مديرهم الفني الجديد الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي الذي تولى القيادة مطلع العام الحالي.
وبعد مشاركته في أربع نسخ متتالية بين عامي 1994 و2006، غاب المنتخب السعودي عن بطولتي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل. لكن الفريق عاد بجدارة إلى المونديال من خلال الفوز بالمركز الثاني في مجموعته بالتصفيات الآسيوية خلف نظيره الياباني.
لكن السعودية ستصطدم بأصحاب الأرض في الافتتاح وهي مباراة يتطلع الروس للفوز بها أيضاً واستغلال استضافتهم المونديال للعبور إلى الدور الثاني، وتفادي ملاقاة مصير جنوب أفريقيا في عام 2010، وهي البلد المضيف الوحيد الذي لم يتمكن من عبور الدور الأول في تاريخ كأس العالم.
أما المنتخب المصري الذي عاد للمونديال بعد غياب 28 عاماً، وجاء تأهله عن جدارة، فإنه أثار جماهيره بالقلق بعدما عجز عن تحقيق أي انتصار خلال لقاءاته الودية الخمسة التي خاضها في إطار استعداداته للبطولة.
بدأ منتخب مصر مبارياته الودية استعداداً للمونديال منذ شهر مارس (آذار) الماضي، حيث خسر خلالها 1 - 2 أمام منتخب البرتغال، وصفر - 1 أمام منتخب اليونان، الذي أخفق في التأهل لكأس العالم.
وواصل المنتخب المصري نتائجه الباهتة خلال لقاءاته الودية الثلاثة الأخيرة، حيث تعادل 1 - 1 أمام مضيفه منتخب الكويت، الذي ما زال يتلمس طريقه نحو استعادة مكانته الدولية مرة أخرى عقب معاناته من توقف النشاط الرياضي بالبلاد لمدة عامين، ثم تعادل بشق الأنفس من دون أهداف مع منتخب كولومبيا، قبل أن يتلقى خسارة قاسية صفر - 3 أمام مضيفه منتخب بلجيكا.
وربما تسبب غياب النجم الدولي المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، الذي ما زال يتعافى من إصابته بجذع في مفصل الكتف، عن معظم المباريات الودية التي خاضها منتخب الفراعنة، في ظهور الفريق بهذا الشكل الباهت وعدم تحقيق أي انتصار فيها.
ولم يشارك صلاح سوى في 79 دقيقة فقط خلال مباراة البرتغال التي سجل فيها هدف مصر، قبل أن يغيب عن المباريات الأربع التالية.
وخلال اللقاءات الودية التي لعبها منتخب مصر، لم يسجل الفريق سوى هدفين فقط، كان أحدهما لصلاح، في حين سجل المدافع أيمن أشرف الهدف الثاني، وهو ما يعكس عجز خط هجوم الفريق أمام دفاعات الخصوم.
في المقابل، عانى الفريق من الهفوات الدفاعية الساذجة التي تسببت في تلقيه سبعة أهداف في ودياته الخمس، حيث فقد الفريق تنظيمه الدفاعي الجيد الذي كان من أهم العوامل التي ساهمت في صعوده لنهائي كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بالغابون، وتأهله لكأس العالم.
ويرجع آخر فوز لمنتخب مصر إلى الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما تغلب 2 - 1 على ضيفه منتخب الكونغو في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، وهو الانتصار الذي منح الفريق بطاقة التأهل للمونديال.
وواجه الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب منتخب مصر، الكثير من الانتقادات لكثرة استبداله للاعبين، حيث استدعى 33 لاعباً خلال المباريات الودية التي خاضها الفريق، قبل أن يعلن مؤخراً عن القائمة النهائية التي ستشارك في المونديال والمكونة من 23 لاعباً، أغلبهم من اعتمد عليهم بالبطولة الأفريقية.
ويحلم المنتخب المصري، الذي يشارك في كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ نسخة المسابقة عام 1990 بإيطاليا، بالتأهل للأدوار الإقصائية للمونديال للمرة الأولى في تاريخه، واجتياز عقبة الدور الأول.
ووفقاً لحال فرق المجموعة الأولى تبدو الأوروغواي بقيادة نجمي خط الهجوم إدينسون كافاني ولويس سواريز، المرشحة الأوفر حظاً لنيل إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور ثمن النهائي. وسيكون الترقب سيد الموقف لمعرفة ما إذا كان أحد المنتخبين العربيين في المجموعة، أي السعودية ومصر قادراً على أن يعبر إلى الدور الثاني.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.