رئيس النقابات المهنية: صفحة الأزمة والخلافات طويت

قال إنه لا يحتكر النصر للمجلس فقط

TT

رئيس النقابات المهنية: صفحة الأزمة والخلافات طويت

أكد رئيس مجلس النقباء، نقيب الأطباء الأردنيين، الدكتور علي العبوس، أن صفحة الأزمة والخلافات قد طويت، بعد إعلان الحكومة نيتها سحب مشروع قانون «الضريبة».
وقال في مؤتمر صحافي عقد في دار رئاسة الوزراء أمس الخميس، عقب لقاء جمع مجلس النقباء مع رئيس الوزراء المكلف، الدكتور عمر الرزاز: «أعتقد أن الكل قد انتصر، ولا أحتكر النصر للنقابات فقط، فالشعب قد انتصر، والوطن قد انتصر، والحكومة قد انتصرت».
وأثنى العبوس على قرار الحكومة سحب قانون الضريبة، الذي من أجله قامت النقابات بما قامت به بكل سلمية وحضارية، لاقت احترام الجميع، واصفاً القرار بـ«الشجاع».
وكشف العبوس، عن موافقة الرزاز على تشكيل لجنة لتعديل نظام الخدمة المدنية، الذي كان أحد مطالب النقابات. وقال: «لمسنا من هذه الاستجابة السريعة تغيراً بالنهج». وأضاف العبوس: «سعدنا بلقاء الرئيس، ولمسنا تغييراً بالنهج أثلج صدورنا، وهذا ليس كلاماً نظرياً؛ بل خطوات عملية وعدنا بها الرئيس، وكان على رأسها سحب قانون الضريبة الذي كان قبل أيام من المستحيلات».
وبين أن القرارات التي اتخذها الرزاز مبشرة، قائلاً: «وعدنا دولة الرئيس بأن تكون هنالك حوارات ولقاءات حتى نصل لما فيه مصلحة الوطن».
وشكر العبوس الأجهزة الأمنية التي جملت صورة الاحتجاجات، وجعلت كل أردني يشعر بالفخر أمام العالم أجمع، على رقي تعاملها. وقال العبوس لمن اعتصم على الدوار الرابع وأماكن أخرى: «نشكركم على هذه الحضارة والسلمية وعلى هذه الشجاعة، حكومتكم جاءت بنهج جديد وعدت به، أتمنى أن يكون هذا قربان جواب واحترام لكم؛ لأنكم طلبتم بكل احترام».
بدوره، أكد نقيب المهندسين، أحمد سمارة الزعبي، للرزاز، أن نقابة المهندسين «تضع كل إمكاناتها تحت تصرفك»، وقال: «نحن نثق بإمكاناتك وقدرتك».
وأشار الزعبي إلى أن ما قامت به النقابات جاء لدعم الأردن، مشدداً على أن مجلس النقباء «ينتمي لهذا الوطن وليس متآمرا عليه»، مبيناً أن التهديدات والتشويهات التي تعرض لها المجلس لا تخيفه.
وقال: «رسائل رائعة سمعتها اليوم أكثر مما كنت أتوقع، وننتظر ترجمة هذا الكلام على أرض الواقع».
من جهته، تمنى نقيب أطباء الأسنان الدكتور إبراهيم الطراونة، أن يصاحب سحب مشروع قانون الضريبة تعديل نظام الخدمة المدنية. وقال الطراونة، إن بداية الأزمة كانت عندما لم تتحاور وتتشاور الحكومة حول القوانين والأنظمة، مؤكداً أن مجلس النقباء لم يذهب للتصعيد بشكل مباشر، بل حاول الحوار مع الحكومة قبل إقرارها للقانون.
وطلب من رئيس الوزراء أن يكون مجلس النقابات شريكاً في وضع القانون الجديد.
وقال نقيب المقاولين أحمد اليعقوب، إن مشروع قانون ضريبة الدخل جثم على صدور من يعمل في مجال المقاولات، وأضاف: «قرار سحب الضريبة أثلج صدورنا».
أما نقيب الأطباء البيطريين الدكتور مهدي العقرباوي، فطالب الرزاز بأن يكون وزراء حكومته على مستوى ما تطلبه الجماهير.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.