جميل السيد أمام المحكمة الدولية: رفضت نقل رسالة للأسد

TT

جميل السيد أمام المحكمة الدولية: رفضت نقل رسالة للأسد

بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس الاستماع إلى إفادة النائب جميل السيد في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وآخرين، حيث زعم أن وفداً من لجنة التحقيق الدولية عرض عليه إرسال رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تفيد بأن دمشق متهمة باغتيال الحريري، لكنه رفض نقلها.
ويدلي السيد بإفادته خلال 3 أيام، استهلها أمس ويختتمها غدا الخميس في مقر المحكمة الدولية في لاهاي، وذلك تلبية منه لتمنّي فريق الدفاع في المحكمة.
وذكرت وكالة الأنباء «المركزية»، أن مثول السيد، يأتي «بطلب من وكلاء الدفاع عن المتهمين في جريمة اغتيال الحريري، على أن تعقب جلسة الاستماع لأقواله، جلسة أخرى تخصص لمحامي وكلاء الدفاع عـن الضحايا الذين سقطوا جراء تفجير موكب الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، والذين سيطرحون عليه أسئلة في ضوء ما سيورده في شهادته».
واعتبر السيد، الذي كان مدير عام جهاز الأمن العام اللبناني في عام 2005، أن هناك «خفة» تعاطت بها الحكومة اللبنانية مع مسرح الجريمة بعد اغتيال الحريري، كما تحدث السيد عن إحضار شهود الزور ضده، علما بأن السيد سُجِن 4 سنوات باتهام من المحكمة، وأعرب مراراً عن رغبة في محاكمة شهود الزور. وقال إن لجنة التحقيق الدولية أرادته أن يكون الضحية الثانية بعد اغتيال الحريري وانه خسر 40 عاماً من سيرته المهنية.
وقال السيد إن فريقاً من لجنة التحقيق الدولية زاره في منزله من قبل الأمم المتحدة، طالبين منه التوجه إلى بشار الأسد ونقل رسالة من الأمم المتحدة، تفيد بأن سوريا متهمة باغتيال الحريري. «وتوفيراً للتعقيدات في الشرق الأوسط، على الأسد أن يشكل لجنة تحقيق سورية من قضاة سوريين تتولى التحقيق في الجريمة وتختار ضحية دسمة من وزن رستم غزالة وما فوق، وتعترف بقتل الحريري بناء على خلاف شخصي أو مالي، ثم يعثر عليها لاحقاً مقتولة في حادث سيارة أو في انتحار، ثم تستدعينا السلطات السورية كلجنة تحقيق ونقيم مع الأسد اتفاقا شبيها بالاتفاق مع القذافي في قضية لوكربي». وقال السيد إنه رفض نقل الرسالة إلى الأسد.
وأضاف في شهادته، أنه بعد توفيقه في صيف 2005، قال له محقق بحضور القاضي الدولي: «عرضنا عليك أن تقدم ضحية ورفضت. يمكنك الآن أن تعود إلى المنزل حين تقدم ضحية». وقال السيد إنه حين رفض «قالوا لي ستذهب إلى السجن وستبقى فترة طويلة وسنذهب بك إلى المحكمة الدولية. لديك يومان لتفكر قبل أن نحيلك إلى القاضي اللبناني، لكنني رفضت تلك العروض».
يذكر أنه أفرج عن السيد بقرار من المحكمة الدولية، فيما عرف باسم قضية «الضباط الأربعة» في 29 أبريل (نيسان) 2009 بعد أربع سنوات على سجنهم.



«مهلة التفاهمات»... فرصة جديدة لتفادي انهيار اتفاق «هدنة غزة»

فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«مهلة التفاهمات»... فرصة جديدة لتفادي انهيار اتفاق «هدنة غزة»

فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)

تحرك جديد للوسطاء بشأن التعثر الجديد في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعدم بدء المرحلة الثانية بعد انتهاء نظيرتها الأولى، وسط تقديرات إسرائيلية بأن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ستحمل فرص لعودة استكمال الصفقة.

تلك التحركات التي تشمل مهلة لبحث تفاهمات جديدة بحسب تسريبات إعلام إسرائيلي، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، موافقة حكومة بنيامين نتنياهو عليها «خطة استباقية» قبل التئام القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين، الثلاثاء، للالتفاف على نتائجها، متوقعين أن تسعى مصر لتقديم تصور جديد لتقريب وجهات النظر على أن يكون نجاحه مرتبطاً بالضغوط التي ستبذلها واشنطن وزيارة ويتكوف لإنجاح الاتفاق.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، السبت، «وفي ضوء رفض (حماس) قبول (إطار ويتكوف الذي يمتد نحو 50 يوماً، ويتضمن الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء والأموات باليوم الأول) لاستمرار المحادثات، الذي وافقت عليه إسرائيل، قرَّر نتنياهو، الأحد، وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة»، وفق ما ذكره حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة «إكس»، وسط تنديد عربي ودولي يتواصل.

وبالتزامن كشف الإعلام الإسرائيلي عن خطوات نحو انفراجة بعد أزمة منع المساعدات لغزة، وأفادت القناة 12 بأن «إسرائيل استجابت لطلب الوسطاء بضعة أيام إضافية لمحاولة التوصل إلى تفاهمات جديدة»، ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات قوله: «من الممكن تحقيق اختراق خلال الأيام المقبلة»، لافتة إلى أن «المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية في حال فشل المحادثات وسط تقديرات في إسرائيل أن زيارة ويتكوف نهاية الأسبوع ربما تنقذ المفاوضات».

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأمر ذاته، قائلة إن «القيادة السياسية في إسرائيل تراعي الزيارة المرتقبة لويتكوف لعلها تسهم في إحراز تقدُّم»، لافتاً إلى أن «التقديرات في إسرائيل أن استئناف القتال لن يكون متوقعاً على الأقل خلال الأسبوع المقبل».

وبينما توعد نتنياهو، مساء الأحد، باتخاذ خطوات إضافية ضد «حماس» إذا أبقت على الرهائن، ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية»، الأحد، أن تلك الخطوات تشمل نقل سكان شمال القطاع مرة أخرى إلى الجنوب، كما تتضمن، في مرحلة تالية، قَطع الكهرباء عن قطاع غزة بأكمله، فضلاً عن العودة الكاملة للحرب على غزة.

عضو لجنة الشؤون الخارجية المصرية، الأكاديمي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن التسريبات الإسرائيلية تحاول أن تقدم إسرائيل أنها لا تزال ترغب في السلام، خصوصاً قبل قمة عربية مهمة، الثلاثاء، فضلاً عن خلق أجواء حرب نفسية للضغط على «حماس»، متوقعاً أن تشهد الأزمة انفراجة مع تحركات مصرية وأخرى من واشنطن «لو ضغطت بجدية» على إسرائيل.

ويرى أن الحل سيكون بشكل كبير عند مصر بإعداد صياغة مقبولة لدى المقاومة تحفظ ماء وجهها، وتمنع تدهور الأوضاع، مرجحاً أن يفتح التصور مساراً جديداً لاستكمال تنفيذ الاتفاق أو تمديده.

وبحسب السفير الفلسطيني السابق، بركات الفرا، فإن نجاح مهلة التفاهمات يتوقف على صدور موقف عربي موحد وقوي في نهاية القمة العربية تخاطب أمريكا وترمب بشكل واضح للضغط على إسرائيل والحفاظ على مصالحها بالمنطقة، متوقعاً أن تأخير زيارة ويتكوف أكثر من مرة لإسرائيل يأتي ترقباً لمخرجات القمة من أجل تحديد مسار تحركاته، وحال صدور موقف عربي حازم سيضغط على إسرائيل لاستكمال الاتفاق ولو بشكل جزئي.

«نقطة الصفر»

ووسط رفض «حماس» التمديد المؤقت لوقف إطلاق النار، وتمسُّكها بالالتزام بالاتفاق الأصلي الذي ينص على الانتقال إلى مرحلة ثانية تهدف إلى وقف الحرب، أكدت الحركة في بيان، الاثنين، أن عملية الطعن في حيفا شمال إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل شخص، تأتي في سياق الرد الطبيعي على «جرائم الاحتلال» المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عمليات قتل وتدمير ومشاريع استيطانية.

ووفق بيان لأسامة حمدان القيادي في «حماس» فإن «الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الأولى، أو عمل مرحلة وسيطة، وغيرها من المقترحات التي لا تتوافق مع ما جاء في الاتفاق الموقع بين الأطراف».

وبرأي أنور، فإن العملية بحيفا ستشعل مؤشرات قلق داخل إسرائيل، وستدفعها لمراجعة مواقفها الأخيرة التي تستفز عرب فلسطين داخل إسرائيل خصوصاً بعد منع المساعدات في شهر رمضان، لافتاً إلى أن موقف «حماس» سيكون أكثر تشدداً إذا استمر نتنياهو في «التملص» من الاتفاق، وحاول إشغال الجميع بقضايا فرعية.

ويتوقع الفرا استمرار جهود الوسطاء لا سيما مصر لمنع أي انهيار للاتفاق، مشيراً إلى أن أي مسار تفاوضي يجب أن تكون هناك ضمانات لالتزام إسرائيل به، وألا يضع نتنياهو مصالحه قبله.