جنوب السودان .. تسلسل أحداث

جنوب السودان .. تسلسل أحداث
TT

جنوب السودان .. تسلسل أحداث

جنوب السودان .. تسلسل أحداث

* بدأت الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان عشية إستقلال البلاد من الإستعمار البريطاني، وتمردت حركة «أنانيا» وتعني الثعبان السام بقيادة جوزيف لاقو طوال الفترة من 1955 ـ 1972، وكانت مطالب الجنوبيين تنحصر في المطالبة بالحكم الذاتي الإقليمي.
* يقدر ضحايا هذه الحرب التي استمرت 17 عاماً بأكثر من نصف مليون مواطن.
* انتهت الحرب بتوقيع إتفاقية أديس أبابا في العام 1972 بين متمردي أنانيا بقيادة جوزيف لاقو والحكومة السودانية بقيادة الرئيس الأسبق جعفر النميري، وبضغوط من مجلس الكنائيس العالمي.
* منح الجنوب بموجب تلك الإتفاقية الحكم الذاتي الإقليمي، وشهد جنوب السودان خلال الفترة من 1972 – 1983 استقراراً نسبياً وتوقف القتال طوال تلك السنوات.
* في سنة 1983 أعلن الرئيس النميري تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، ورضخ لمطالب بعض قبائل الجنوب، وجرى تقسيم جنوب السودان إلى ثلاثة أقاليم، وهو الأمر الذي رفضته القبائل المسيطرة، لتندلع الحرب مرة أخرى.
* عرفت الحرب الجديدة بادئ الأمر بحرب «أنانيا 2»، بيد أن الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق ديمبيور، هي التي تولت أمر القتال الذي عرف بالحرب الأهلية الثانية.
* تبنت الحركة الشعبية لتحرير السودان سياسات جديدة، ولم تعد عملياتها العسكرية قاصرة على الحصول على المطالب الجنوبية، بل دعت إلى تحرير السودان من سيطرة المركز في الخرطوم، والتوزيع المتساوي للثروة والسلطة بين مكونات البلاد.
* استمرت الحرب الأهلية الثانية من عام 1983 حتى عام 2005، وتعد أطول وأشرس الحروب الأهلية في القرن العشرين، وراح ضحيتها حوالي 1.9 مليون من المدنيين، وأدت لنزوح أكثر من 4 ملايين.
* إنتهى الصراع رسمياً مع توقيع إتفاقية السلام الشامل السودانية في «نيفاشا» الكينية يناير (كانون الثاني) 2005، وأقرت اقتسام السلطة والثروة بين حكومة الرئيس عمر البشير وقائد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان د. جون قرنق، ومنح الجنوب بموجب تلك الإتفاقية حق الإستفتاء على تقرير مصيره.
* بعد أقل من شهر على تأديته القسم نائباً أولاً للرئيس السوداني، لقي زعيم الحركة الشعبية جون قرنق دمبيوبر بتحطم طائرة رئاسية يوغندية، وأثار مقتله الغامض الكثير من الشكوك بين الشمال والجنوب.
* أضعف رحيل زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الداعي للوحدة بين شطري السودان، وخلفه نائبه سلفاكير ميارديت نائباً أولاً لرئيس السودان، ورئيساً للحكم الإقليمية.
* بنهاية الفترة الإنتقالية المحددة بخمسة سنوات وفقاً لإتفاقية نيفاشا أجرى استفتاء جنوب السودان في يناير عام 2011، صوت فيه مواطني جنوب السودان بنسبة تجاوزت 98% لصالح تكوين دولة مستقلة.
* في 9 يوليو (تموز) 2011 أعلن عن ميلاد دولة جنوب السودان، كأحدث دولة في العالم، وأحدث أعضاء الأمم المتحدة، وشارك الرئيس السوداني عمر البشير بإحتفالات إعلان الدولة الجديدة.
* فشلت الحكومة المنتخبة التي ترأسها رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت في تحقيق طموحات وأحلام الجنوبيين في دولتهم الوليدة، وحاصرها الفشل في تحقيق التنمية والإستقرار في جمهورية جنوب السودان.
* احتدمت الخلافات بين قادة الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، وفي سبتمبر(أيلول) من العام الماضي دخل الصراع بين قادة الحركة الشعبية مرحلة جديدة، طالب بعضهم فيها بذهاب الرئيس سلفاكير ميارديت، وانتخاب رئيس جديد.
* في 15 ديسمبر 2013 نشبت الحرب بين المجموعة الموالية لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت، والمجموعة الموالية لنائبه السابق رياك مشار، بإعلان الرئيس سلفاكير ميارديت عن إنقلاب عسكري، قال إن مؤيدي مشار دبروه ضده.
* على الرغم من أن الحرب بدأت صراعاً على السلطة، إلاّ تطورت لاحقاً لحرب بين أكبر قبيلتين في جنوب السودان «الدينكا» التي ينحدر منها الرئيس سلفاكير و»النوير» التي ينحدر منها نائبه السابق مشار، واستنصر كل طرف بقبيلته.



بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.