تركيا تضع خريطة طريق وجدولاً زمنياً لمنبج

أعلنها جاويش أوغلو قبل لقائه بومبيو اليوم في واشنطن

طفلة قرب سياج مخيم للنازحين في «خربة الجوز» بإدلب القريبة من الحدود التركية شمال سوريا (إ.ب.أ)
طفلة قرب سياج مخيم للنازحين في «خربة الجوز» بإدلب القريبة من الحدود التركية شمال سوريا (إ.ب.أ)
TT

تركيا تضع خريطة طريق وجدولاً زمنياً لمنبج

طفلة قرب سياج مخيم للنازحين في «خربة الجوز» بإدلب القريبة من الحدود التركية شمال سوريا (إ.ب.أ)
طفلة قرب سياج مخيم للنازحين في «خربة الجوز» بإدلب القريبة من الحدود التركية شمال سوريا (إ.ب.أ)

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه سيناقش خلال لقائه المرتقب مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن اليوم (الاثنين) الكثير من الموضوعات في مقدمتها إخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج في شمال سوريا كما سيتم وضع خريطة طريق وجدول زمني للوضع في المدينة والإشراف عليها.
وقال جاويش أوغلو في تصريحات سبقت توجهه إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي، وهو اللقاء الذي كان مقررا عقده في مايو (أيار) الماضي وتأجل بسبب ارتباطات كل منهما: «سنناقش إخراج مسلحي الوحدات الكردية من منبج، وإرساء الاستقرار في المنطقة، ومن سيدير المنطقة إلى حين التوصل لحل سياسي في سوريا، ومن سينضم لقوات الأمن التي سيتم إنشاؤها في منبج، والتحرك بشكل مشترك مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع، وسيتم خلال الاجتماع وضع خريطة طريق زمنية».
وتابع جاويش أوغلو، الذي كان يتحدث في لقاء لحزب العدالة والتنمية الحاكم في إطار حملته للانتخابات البرلمانية في دائرته الانتخابية بمدينة أنطاليا جنوب البلاد ليل السبت - الأحد: «لن يقتصر الأمر على منبج؛ ففي حال نجاح نموذج منبج سيتم تطبيقه على المناطق الأخرى التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، لا بد من إرساء الاستقرار في هذه المناطق من أجل الأشخاص الذين اضطروا للفرار من مناطقهم بسبب ممارسات الوحدات الكردية».
وشدد الوزير التركي، مجددا، على ضرورة العمل من أجل عدم المساس بوحدة الأراضي السورية.
وكان جاويش أوغلو قال، في مقابلة تلفزيونية الأربعاء الماضي، إن خريطة الطريق في منبج قد تنفذ قبل نهاية الصيف في حال التوصل إلى اتفاق بين بلاده والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن قوات أميركية وتركية ستدير المدينة حتى يتم تشكيل إدارة محلية فيها. لكن واشنطن نفت التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.
وذكر جاويش أوغلو أن القوات التركية والأميركية ستسيطر على منبج إلى حين تشكيل إدارة جديدة في المنطقة بموجب تفاهم مع واشنطن، سيغادر بموجبه المسلحون (في إشارة إلى عناصر وحدات حماية الشعب الكردية) المنطقة، وأن الجدول الزمني لهذه الخطة يمكن أن يحدد أثناء محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (اليوم)، لافتاً إلى أن الخطط الخاصة بمنبج يمكن أن تستكمل قبل نهاية الصيف إذا تم التوصل لاتفاق، وأن القوات الأميركية والتركية ستسيطر على المنطقة لحين تشكيل إدارة جديدة.
وأشارت تقارير إلى أن تركيا وأميركا تتفقان على خطة من ثلاث خطوات بشأن منبج السورية، حيث سيغادر المسلحون الأكراد المدينة خلال 30 يوماً إذا وقع اتفاق بين جاويش أوغلو وبومبيو، وتبدأ القوات الأميركية والتركية عملية إشراف مشتركة فيها خلال 45 يوماً.
وأكد جاويش أوغلو، أن عناصر الوحدات الكردية ستنسحب من منبج، قائلاً: «سينسحبون من منبج، وليس موضوعنا الآن إلى أين سوف ينسحبون. وعندما ينسحبون سوف يدير المدينة أهلها. وفي الفترة الانتقالية سوف تتم إدارة المدينة من قبل تركيا والولايات المتحدة».
والأسبوع الماضي زار وفد أميركي العاصمة التركية أنقرة الأسبوع الماضي للتباحث حول الملف السوري، ولا سيما مدينة منبج، وأكدت الخارجية التركية أن المباحثات توصلت إلى خريطة طريق حول مستقبل منبج.
ونفت هيثر نوريت، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، وجود أي اتفاق حول مدينة منبج، قائلة إن المحادثات بين مجموعات العمل المشتركة التي تم تشكيلها من الولايات المتحدة وتركيا ما زالت مستمرة لمناقشة الكثير من القضايا المشتركة.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الخميس، إن إصرار تركيا بشأن منبج أجبر الأميركيين على مناقشة القضية معها، لافتا إلى أن السيناريو الذي سيطبق في منبج سيتم تعميمه في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة الأكراد.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.