مصر: انطلاق ماراثون الثانوية العامة بوقائع غش «محدودة» وحالتي انتحار

انطلق في مصر أمس ماراثون امتحانات شهادة الثانوية العامة، على مستوى جميع المحافظات، في مادتي اللغة العربية والتربية الدينية، وسط استعدادات أمنية مكثفة. وبينما شهد اليوم الأول عددا من وقائع الغش والتسريبات المحدودة، تم ضبطها، أقدم طالبان على الانتحار بسبب «الخوف».
وبلغ عدد الطلاب المتقدمين لأداء الامتحان 656.343 طالبا وطالبة. وتستمر الامتحانات حتى أول يوليو (تموز) المقبل.
ومنذ عامين كثفت مصر جهودها لمكافحة حالات الغش في امتحانات الثانوية العامة، بعدما أثار تسريب عدد من أسئلة الامتحانات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لوقائع غش جماعي وفردي واسعة، قلقا كبيرا على مستقبل التعليم في البلاد. وقد أحيل عدد من المسؤولين للمحاكمات بشأن تلك الوقائع، كما تم تعديل نظام الامتحانات.
وقالت وزارة التعليم في مصر أمس إن فريق مكافحة الغش الإلكتروني شكلته الوزارة يقوم برصد المواقع والصفحات الإلكترونية التي تستعد للإخلال بأعمال الامتحان، حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تتبعها وغلق الحساب الإلكتروني الخاص بها؛ حرصاً على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.
وكشف الدكتور رضا حجازي رئيس امتحانات الثانوية العامة أن أعضاء الفريق تمكنوا من رصد (9) حالات غش في امتحان أمس باستخدام أجهزة الهواتف المحمولة، وساعة يد إلكترونية حديثة.
وأضاف: «تم التوصل إلى طالب صور أجزاء من ورقة امتحان اللغة العربية ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو بمحافظة المنوفية، عقب دقيقتين من قيامه بالأمر، وآخر بالقاهرة قام بنشر أحد أجزاء كراسة امتحان التربية الدينية بعد مضي نصف الوقت وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهما».
وأوضح حجازي، خلال مؤتمر صحافي، أنه تم إغلاق 3 صفحات للغش الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي حتى الآن. وشدد على تطور آليات مكافحة وضبط الغش مقارنة بالعام الماضي، موضحا أن هناك تواصلا مباشرا مع إدارة موقع «فيسبوك» لإغلاق صفحات الغش الإلكتروني.
من جانبه، قال النائب عبد الرحمن برعي، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، إنه لا وجود لصفحات غش إلكتروني هذا العام، وإن نسبة الغش قليلة جدا، مشيرا إلى أن هناك سيطرة داخل غرفة العمليات بنسبة تزيد على 99.9 في المائة وفريق العمل يعمل بثقة متناهية.
الجدير بالذكر أن وزارة الصحة أعدت خطة طوارئ شاملة لتأمين فترة امتحانات الثانوية العامة شملت رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات ومديريات الشؤون الصحية وتجهيز فرق الانتشار السريع من أطباء الرعاية الحرجة والعاجلة، إضافة إلى تحديد مستشفيات الإخلاء ودعم المستشفيات بأطباء فرق الانتشار السريع المركزية، كما تم تدعيم المستشفيات بالأدوية والمستلزمات والتجهيزات، وتوفير كميات من أكياس الدم ومشتقاته.
وأعلنت الوزارة أمس استقبال 27 حالة مرضية من طلاب الثانوية العامة بمستشفيات وزارة الصحة. وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي للوزارة «إنه تم إسعاف 4 حالات وغادروا، فيما تم نقل 23 حالة إلى المستشفيات لتلقي العلاج والرعاية اللازمة»، لافتاً إلى أن الحالات تراوحت ما بين إغماء، وهبوط عام، ومغص معوي، وضيق بالتنفس، وتشنجات عصبية، وحالات نفسية، ومن المنتظر خروج معظمهم خلال الساعات القليلة المقبلة.
وفي مصر تحدد الشهادة الثانوية مستقبل الطلاب العلمي والمهني، حيث ترتبط نتيجة الامتحانات فقط بنوع الكلية التي يدرسون فيها. وعادة ما تتسبب في ضغوط عالية على الطلاب وأولياء الأمور.
وقالت وسائل إعلام محلية أمس إن طالب ثانوية عامة مقيم في مدينة «بلطيم» التابعة لمحافظة كفر الشيخ، أقدم على الانتحار مساء أول من أمس (السبت)، بشنق نفسه داخل غرفة نومه، بعدما تعرض لضغوط وتوتر شديدين من قبل أسرته للحصول على مجموع عالٍ.
كما انتحرت طالبة بإلقاء نفسها من الطابق الخامس بمنطقة العجمي غربي الإسكندرية، وأكدت والدتها أنها كانت تشعر بخوف شديد من الامتحانات.
غير أنه وفي المقابل، سادت حالة من السعادة والبهجة بين الطلاب أمس عقب أداء امتحانات مادتي اللغة العربية والتربية الدينية في اليوم الأول، بسبب سهولة الامتحانات وخلوها من التعقيدات.
وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أجرى زيارة تفقدية للجنة امتحان الثانوية بمحافظة القاهرة، واطمئن على سير الامتحان، وجاهزية اللجان لاستقبال الطلاب والطالبات.