الاتحاد الأوروبي يشترط مجدداً الانتقال السياسي لدعم الإعمار

موغيريني والحريري في بروكسل أمس (أ. ب)
موغيريني والحريري في بروكسل أمس (أ. ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يشترط مجدداً الانتقال السياسي لدعم الإعمار

موغيريني والحريري في بروكسل أمس (أ. ب)
موغيريني والحريري في بروكسل أمس (أ. ب)

شدد أعضاء وفد «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، برئاسة نصر الحريري، خلال محادثات في بروكسل، على الدور السلبي الذي يلعبه الوجود الإيراني على الأراضي السورية، فيما وعد الجانب الأوروبي بعدم تقديم أي دعم أوروبي لإعادة البناء في سوريا ما لم يتحقق انتقال سياسي، وفق عملية سياسية صحيحة في البلاد.
واستقبلت منسقة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ظهر الخميس، في مكتبها ببروكسل، الوفد برئاسة الحريري. وقالت مصادر أوروبية لـ«الشرق الأوسط»، إنه «جرت محادثات بين الجانبين، حول تطورات العملية التفاوضية والمرحلة المقبلة، بالإضافة إلى آخر المستجدات في ملف الأوضاع في سوريا في مجالات متعددة». وأوضحت مصادر «الهيئة» أنه جرى بين الطرفين «تبادل الحديث حول الوضع الإنساني في عموم مناطق سوريا، والصعوبات التي يعاني منها المهجرون، وقلة الدعم الدولي في هذا الخصوص». وأكد أعضاء الوفد على «الدور السلبي الذي يلعبه الوجود الإيراني على الأراضي السورية، وضرورة خروجه من سوريا، لضمان عودة الاستقرار وانتهاء حالة الاحتقان الطائفي الذي يكرسه الوجود الإيراني في سوريا».
ونقلت عن موغيريني تأكيدها «التزام الاتحاد الأوروبي عدم تقديم أي دعم مادي لإعادة البناء، ما لم تكن هنالك عملية سياسية تجري بشكل صحيح، وتؤدي إلى انتقال سياسي في سوريا».
وكان الوفد قد التقى في بروكسل صباح الخميس وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس. وقال الحريري: «الحل في سوريا سياسي، وليس عسكرياً على النهج الذي يتبعه النظام».
وحول الملفات التي بحثها الجانبان، قال ممثل «المجلس الوطني الكردي» في «الهيئة» حواس عكيد: «ناقشنا مع الوزير البلجيكي العملية السياسة، ووضع اللاجئين، والتغيير الديموغرافي في عفرين، والملفات المتعلقة بجرائم الحرب، وكذلك مساعي الروس للضغط على النظام». وكان الحريري قد زار بروكسل في فبراير (شباط) الماضي، وتزامن ذلك مع الهجمات التي استهدفت الغوطة الشرقية. وقال وقتذاك: «في حال استمرار عرقلة النظام للمفاوضات، يصبح مجرد التفكير في العملية السياسية تفكيراً عبثياً، ونتساءل عن فائدتها. ولهذا يمكن أن نسأل بشكل آخر: ما البديل إذا فشلت الأمم المتحدة فيما تصبو إليه؟ هل يستمر الشعب السوري في مذبحة مستمرة يقوم بها النظام؟ وحول الجامعة العربية، إذا كان الاتحاد الأوروبي قادر على فرض العقوبات، فإن الدول العربية بممثلتهم، جامعة الدول العربية، هي أيضاً قادرة أن تجد أدوات فاعلة للضغط على الروس وإيران والنظام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.