The Man Who Killed Don Quixote
- إخراج: تيري غيليام
- دراما فنتازية / بريطانيا - 2018
- تقييم: (** من خمسة)
يذكر الفيلم في مطلعه أن المخرج أمضى 25 سنة من العمل والتوقف عن العمل لهذا المشروع. ومن يراجع تاريخ «الرجل الذي قتل دون كيشوت» (أو كيهوتي حسب اللفظ الإسباني للاسم) يجد بالفعل أن المخرج الأميركي المستقر في لندن حاول لأكثر من 20 سنة تحقيق هذا الفيلم. تمت كتابة السيناريو أكثر من مرّة. وقارب البدء بالتصوير أكثر من مرّة. وتوقف المشروع برمته أكثر من مرّة.
لا علاقة لهذه المعاناة بالقيمة الفنية التي ينجزها الفيلم. عندما باشر أورسون ولز تحقيق فيلمه الجيد «مأساة عطيل» (1952) تعرض لوضع مماثل. صور وتوقف على الدوام وداهمه الإفلاس خلال التصوير. على ذلك، جاء الفيلم جديراً بجائزة مهرجان «كان» الكبرى في ذلك العام (مناصفة مع فيلم Two Cents Worth of Hope للإيطالي ريناتو كاستيلاني).
هنا الحالة معاكسة. تيري غيليام عانى بلا ريب، لكن المرء يشعر بأنه لو تم له تحقيق هذا الفيلم قبل عشرين سنة أو أقل لجاء على الشاكلة ذاتها التي يأتي عليها اليوم: فيلم فوضوي العمل ومتعدد الوجهات ومتناثر الاهتمامات. الأسوأ أنه، كأفلام سابقة للمخرج، يطرح ما يبدو مثيراً (له على الأقل)، لكن ما فيه من طموحات ورغبات وما يجعله مثيراً للمخرج، لا يصل إلى المشاهد بالضرورة. إذا وصل فهو يصل بلا روح متألقة أو ببراعة فنية نافذة.
أدام درايفر (أفضل ظهور له حتى الآن) يؤدي دور مخرج وجد منتجاً يتبنى فيلمه عن الدون كيشوت، ذلك الفارس بالوهم كما ألفها ميغويل د سارفانتس. خلال ذلك يتعرقل التصوير لأسباب واهية بعض مصدرها المخرج ذاته وعلاقته بزوجة المنتج ورغبته أحياناً بإيقاف التصوير لأي عذر. المخرج توبي (درايفر) يحتاج لمن يمثل شخصية دون كيشوت، ويجد ضالته في رجل عجوز (جوناثان برايس) ويختاره رغم جهله بالتمثيل. لكن العجوز الذي لم يفكر يوماً في شخصية دون كيشوت يتقمص شخصيته الجديدة حتى العظام. يتحوّل إلى شخص آخر يؤمن تماماً بأنه دون كيشوت الذي يدافع عن الشرفاء والضعفاء، ويبذل في سبيل نجدة من يطلب نجدته. المخرج الذي يصاحبه مضطراً (من دون تبرير جيد) للعب شخصية تابعه سانشو. وعلى هذا المنوال تتوالى الحكاية خاسرة قناعاتها في كل مشهد يضيفه المخرج إلى عمله.
الفحوى هو الجمع بين الحقيقة والحلم، لكن هذا البعد يمتد كأفق لا نهاية له ولا يتطور إلى مفاد محدد لينتقل إلى سواه أو يتوسع. بذلك يطرق غيليام الباب ذاته مرة تلو المرة في الوقت الذي تفتقد فيه شخصياته لمشاهد تجعلها قادرة، بدورها، على التطور.
يخسر المخرج فرصته المتمثلة في تحقيق فيلم كبير كالموضوع نفسه، ويبعثر جهوده في ملاحقة دائرية للموضوع ذاته من دون خطوات فعلية لجديد فيه.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة