ناصر القصبي: سعينا في «العاصوف» إلى إبراز صورة واقعية لرياض السبعينات

ناصر القصبي في مسلسل «العاصوف»
ناصر القصبي في مسلسل «العاصوف»
TT

ناصر القصبي: سعينا في «العاصوف» إلى إبراز صورة واقعية لرياض السبعينات

ناصر القصبي في مسلسل «العاصوف»
ناصر القصبي في مسلسل «العاصوف»

بعد مرور نحو 15 يوماً على حلول شهر رمضان وانطلاق حلقات الدراما السعودية «العاصوف» على MBC1. يبدو النجم ناصر القصبي راضياً تماماً عن ردود الأفعال تجاه هذا العمل الذي احتاج منه أكثر من 5 سنوات من تحضير لفكرته وكتابة نصّه مع الكاتب السعودي الراحل عبد الرحمن الوابلي، قبل أن يدخل في وقت لاحق إلى التصوير، في مدينة خاصة شيّدت خصيصاً لتنفيذه في العاصمة الإماراتية - أبوظبي على امتداد مساحة تبلغ نحو 6500 متر مربع، تحاكي شكلاً أحياء مدينة الرياض في سبعينات القرن الماضي.
ويوضح القصبي «أننا وضعنا جهداً طيّباً في هذا العمل منذ مرحلة الكتابة إلى مرحلة التصوير والتنفيذ، وهو يتناول مفاصل من حياة المملكة العربيّة السعودية في سبعينات القرن الماضي، وأقول دوماً بأن التوفيق هو من عند الله»، لافتاً إلى «أننا سعينا إلى إبراز صورة حقيقية وواقعية للرياض في ذلك الزمن، مع شخوص حقيقيين وأحداث واقعية، وحرصنا على تقديم رصد هو الأقرب إلى الواقع، علماً بأنها لم تكن مسألة يسيرة، أن نجهز الإكسسوارات والملابس والأثاث والديكورات وقطعا لم تعد متوافرة وعلينا تصنيعها خصيصاً لهذا المسلسل، وكان هذا أمراً مرهقاً ويجب أن يكون متقناً إتقاناً شديداً من دون أخطاء».
ويضيف القصبي أن «هدفنا كان منذ البداية أن نرصد هذه الحقبة، فكانت الكتابة صعبة ودقيقة خصوصاً في تقديم مثل هذا اللون الدرامي، نخرج فيه من الإطار الكوميدي لتقديم دراما مغايرة، تبحث عن أحداث حقيقيّة وواقعية، وقد نسقنا لمدة 4 أو 5 سنوات لبناء الفكرة وتطويرها، لذا احتاج النص لإتمامه وقتاً طويلاً، ثم وقتاً إضافيّاً في التحضير الإنتاجي ولحسن الحظ أن شركة «O3 للإنتاج» المنضوية تحت مظلة «مجموعة MBC»، تحمست لتنفيذ العمل واضعة إنتاجاً طيباً لولاه ما كنا لنستطيع تقديم الصورة كما يجب، وكما نتمنى».
ويردف قائلاً بأن «العمل كما تشاهدون يتحدث عن عائلة سعودية في بداية السبعينات، انطلقت أحداثها في العام 1970 ويستمر حتى العام 1975، وقدمنا قصة اجتماعية تتحدث عن أسرة، تتقاطع معها علاقات وحاولنا تبسيط العلاقات الإنسانية، بعيداً عن الافتعال والتكلف الموجودين في كثير من الأعمال الخليجية، هذا إلى جانب التحرك السياسي الذي يسير في خلفية العمل، ليعطي انطباعاً عن المرحلة الزمنية التي نطرحها»، لافتاً إلى أن «الأحداث التي حصلت يومذاك، أحدثت تحولاً في غالبية المجتمع السعودي، وتغيرت البيئة من البساطة وبيوت الطين والتراب إلى الفلل والشقق الفخمة والوضع الطبيعي، من هنا بدأنا بخروج المجتمع من لعبة التعقيد والجو المدني الخاص»، مشيراً إلى أن «الجو السياسي حاضر في خلفية العمل، وضمن السياق الدرامي ونتكئ عليه لتعريف المشاهد على المرحلة الزمنية للأحداث، هذا بالإضافة إلى خطوط فرعية تخدم الدراما».
وعن الديكورات وموقع التصوير، يؤكد أن «المسألة لا تحتمل الاستخفاف بهذا الأمر: «فإذا لم تصور المرحلة بشكلها الطبيعي ستتحول الأمور إلى مهزلة، لأن المكان هو بطل أيضاً ولا يمكن أن نتجاهل هذه النقطة بتاتاً، بل علينا الاهتمام بالتنفيذ وإظهار المرحلة الزمنية بشكلها الحقيقي، فضلاً عن الاهتمام بالإكسسوارات، حيث كان معنا فريق عمل مميز، على رأسه مهندس الديكور ناصر الجليلي، الذي عمل سابقاً على تنفيذ ديكورات أهم الأعمال الدرامية سابقاً، ومدير الإنتاج عبد الرحمن الزايد». ويعتبر القصبي أنه اتخذ القرار بأن يغيب عن الكوميديا والاهتمام بسلسلة «العاصوف»، التي انطلقت في رمضان وتستمر في الموسم المقبل أيضاً.
من جهة أخرى، اهتم القصبي بمشاريع الشباب السينمائيّة وأشرف على أعمالهم، ويؤكد أنه «لدينا شباب واعد وهم من أصحاب المواهب، ورغم الصعوبات التي يواجهونها أعتقد أن السنوات القادمة ستكون هناك انفراجة في الحركة الفنية خصوصاً من جيل الشباب، خصوصاً مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي يعبر الشباب عن أنفسهم عبرها».
الجدير بالذكر أن «العاصوف» يجمع إلى جانب النجم السعودي ناصر القصبي، كلا من عبد الإله السناني وحبيب الحبيب وحمد المزيني وليلى السلمان وريماس منصور وريم عبد الله وإلهام علي وزارا البلوشي ومجموعة كبيرة من النجوم، وهو من الكاتب الراحل عبد الرحمن الوابلي وإخراج المثنى صبح، وتعرضه MBC1.


مقالات ذات صلة

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى شعبان (حسابه على فيسبوك)

مصطفى شعبان يخطف الاهتمام بالحديث عن كواليس زواجه

خطف الفنان المصري مصطفى شعبان الأنظار بعد حديثه للمرة الأولى عن كواليس حياته الشخصية وزواجه قبل أشهر عدّة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انطلق عرض الموسم الثاني من «Squid Game» قبل أيام (نتفليكس)

«الحبّار 2» يقع ضحيّة لعبته... المسلسل العائد بعد 3 سنوات يخسر عنصر الدهشة

بعض المسلسلات لم يُكتب لها أن تفرز مواسم جديدة، إنما عليها الاكتفاء بمجد الموسم الواحد. لكن يبدو أن فريق «لعبة الحبّار» لم يستوعب هذا الأمر.

كريستين حبيب (بيروت)

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».