هاني سلامة: صقيع روسيا وتصاريح المجر صعوبات واجهتها في «فوق السحاب»

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه سيعود إلى السينما قريباً

TT

هاني سلامة: صقيع روسيا وتصاريح المجر صعوبات واجهتها في «فوق السحاب»

استطاع الفنان المصري هاني سلامة، أن يثبت للجميع أنه يمتلك موهبة فنية فريدة من نوعها، خصوصاً أنه تعلَّم في مدرسة المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، وقدم تاريخاً فنيّاً ذاخراً بالأعمال السينمائية والدرامية الناجحة. ويشارك سلامة في السباق الرمضاني الحالي، ببطولة مسلسل «فوق السحاب»، الذي يتم عرضه على إحدى القنوات الفضائية، وتحدث هاني سلامة لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل دوره في هذا العمل خلال لقائه بوفد إعلامي وصحافي مصري، شاركت فيه «الشرق الأوسط» بالقاهرة.
يقول هاني سلامة: « فكرة مسلسل (فوق السحاب) ولدت بيني وبين المخرج رؤوف عبد العزيز، والمؤلف حسان دهشان، فقد كنّا نركز بشكل كبير على تقديم أفكار جديدة لم نقدمها من قبل، وألا نكرر أي شكل درامي ونخرج عن المألوف، خصوصاً أننا تعاونّا من قبل، في مسلسل (طاقة نور)، العام الماضي، وحققنا نجاحاً ملحوظاً، فكان علينا أن نقدم عملاً يفوق نجاح العام السابق». ولفت: «شخصية (ماندو) التي أقدمها في مسلسل (فوق السحاب) مختلفة عما قدمته عبر مشواري الفني، فهو تركيبة شخصية مميزة للغاية، عبارة عن شاب من منطقة نزلة السمان المشهورة بالسياحة، يسافر إلى أوروبا من أجل زيادة دخله مثل أي شاب، وأثناء هذه الرحلة يجد نفسه متورطاً مع المافيا الروسية، وعلى الرغم من أن جدية الأحداث، فإن شخصية (ماندو) شخصية تتسم بروح الفكاهة والمرح، وتعمدت ذلك لأكون قريب من قلب الجمهور، وهذا هو الإطار الخارجي للشخصية».
أما بالنسبة لتفاصيل الشخصية نفسها فيستطرد قائلاً: «هو شاب همّه الأول والأخير، جمع الأموال من أجل العيش (فوق السحاب)، وهذا هو المغزى الحقيقي من العمل، إذ إن نشأة (ماندو) في نزلة السمان وتعامله مع السياح بصفة مستمرة ساعدته على تحدث كثير من اللغات الأوروبية، لذا يظهر في بداية الأحداث يتحدث الروسية بطلاقة، ويتحدث أيضاً بكثير من اللغات الأخرى مثل الإيطالية والفرنسية».
في السياق نفسه، تحدث هاني عن كيفية اختيار شكل الشخصية ومظهرها قائلاً: «تعمدتُ أن اختار شكلا قريب من الأشخاص الذين يتعاملون مع المافيا، ورسمت شعاراً أو ما يسمى بـ(التاتو) على جسدي من أجل ذلك»، مشيراً إلى أنه بعيداً عن الفن لا يحب ذلك تماماً.
وحول هدف المسلسل العام، أكد على أن هذا العمل يناقش أخطر المشكلات التي نواجهها في حياتنا، مثل مشكلة الاغتراب، وتجارة الأعضاء، وتجارة السلاح وغيرها من المشكلات الموجودة في المجتمع، ونريد أن نركز عليها من أجل معالجتها.
أما عن الصعوبات التي واجهها خلال تجسيده لشخصية «ماندو» قال: «أصعب المشاهد التي واجهتني كانت في روسيا والمجر، في روسيا كان الطقس شديد البرودة... أقل من 20 درجة مئوية تحت الصفر، وفي المجر واجهتنا صعوبة استخراج التصاريح للتصوير».
وحول إمكانية الاستعانة بالدوبلير من أجل تصوير بعض مشاهد له في العمل، أكد أنه لا يمانع تماماً من الاستعانة به، قائلاً: «لا أجد عيباً في الاستعانة بمهنة الدوبلير، فهي مهنة موجودة منذ سنوات طويلة، ولا بد من الاستعانة به حتى يستطيع بطل العمل استكمال التصوير دون أن يصاب».
وحول اختيار شخصية الزعيم جمال عبد الناصر، وتعليق صورته في أحد المشاهد، قال: «هذه هي وجهة نظر المخرج رؤوف عبد العزيز، لأن جمال عبد الناصر شخصية محبوبة من العرب وكثير من المصريين أيضاً، والذي يعيش في الغربة يكون لديه حنين للوطن، وتم توظيف الصورة بشكل جيد».
ونفى سلامة أن يكون مسلسل «فوق السحاب» عملاً سياسياً، أو يتعمد مناقشة الأمور السياسية بشكل أو بآخر، وقال: «على سبيل المثال عندما تم ربط (داعش) بإسرائيل ضمن سياق الأحداث، كانت مجرد وجهة نظر المؤلف، ولم تسبب أي جدل وتقبَّلها المشاهد بشكل إيجابي، كما أن الرقابة وافقت على العمل كله دون حذف أي مشهد منه». وعن زيادة مشاهد الأكشن في العمل وانتقاد بعض المشاهدين ذلك، أوضح أن هذه المشاهد ضمن السياق الدرامي للعمل، ولا توجد أي مبالغة بها وتساءل: «لماذا نرى مشاهد الأكشن طبيعية في الأعمال الأجنبية، وعندما نقدمها نحن ننتقدها... هذا الأمر غريب للغاية ويحتاج منا لتفكير».
وكشف سلامة أن مهمة اختيار فريق العمل، مهمة المخرج في المقام الأول، والمخرج رؤوف عبد العزيز، اختار فريق العمل بعناية كبيرة، فاختار الفنانة اللبنانية ستيفاني صليبا لبطولة العمل، وكان اختياراً ثاقباً، خصوصاً أن لها كثيراً من الأعمال الجيدة، أيضاً اختيار الفنان إبراهيم نصر شكَّل إضافة قوية للعمل، وباقي فريق العمل بالكامل تم اختياره بشكل جيد.
وتحدّث عن مشكلة تسويق العمل على القنوات الفضائية التي واجهها قبل بداية شهر رمضان قائلاً: «كنت أثق تماماً في شركة (سينرجي)، وأعلم قدرتهم كشركة إنتاج على تسويق العمل، كما أن عرض العمل داخل رمضان أو خارجه هو توفيق من الله أولاً وأخيراً فلم أفكر في هذا الأمر».
وعن المنافسة في رمضان بين كثير من النجوم، قال: «لا تشغلني المنافسة تماماً، فكل فنان يشارك في هذا الموسم بذل مجهوداً ضخماً من أجل نجاح عمله، والجمهور والمشاهد هو الذي يحدد العمل الجيد والعمل غير الجيد، وفي هذا العام جميع الأعمال المعروضة جيدة وبدا ذلك واضحاً للجميع».
في السياق نفسه، قال سلامة: «أتابع مسلسل (رحيم) للفنان ياسر جلال فهو عمل مميز للغاية، وكذلك الجزء الثاني من مسلسل (كلبش) للفنان أمير كرارة عمل جيد جداً أيضاً، ومعظم الأعمال الدرامية لهذا العام مميزة».
وتابع: «عرض المسلسلات داخل موسم شهر رمضان، لا يُعد مقياساً لنجاح العمل، فعلى الرغم من أن الموسم الرمضاني له طعم خاص، فإن هناك أعمالاً تُعرض خارج رمضان وتحقق نجاحاً كبيراً، مثل مسلسل (نصيبي وقسمتك) الذي قدمته خارج شهر رمضان، وحقق ردود فعل قوية، لذا رمضان ليس مقياساً لنجاح الأعمال».
وكشف أنه يستعد للعودة إلى السينما بفيلم جديد من إخراج رؤوف عبد العزيز أيضاً، لكنه لم يتحدث عن تفاصيل العمل، وأكد أنه سيكون عمل مختلف وبمثابة عودة قوية للسينما. ولفت إلى أنه كرر تعاونه مع المخرج رؤوف عبد العزيز، لأنه تربطهما كيمياء خاصة، وصداقة على المستوى الإنساني، قائلاً: «كل منا يعرف ما يفكر به الآخر، والتجارب الدرامية الناجحة فيما بيننا خير دليل على ذلك، وسيكون أيضاً هذا العمل السينمائي الذي يجمعنا معا قوي ومميز».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».