عرض المغرب يصطدم بقوة بملف ثلاثي أميركا الشمالية لاستضافة مونديال 2026

المنافس العربي يتطلع لكسب الكتلة التصويتية الأفريقية... والضغوط السياسية قد تلعب دوراً

ممثلو كندا والولايات المتحدة والمكسيك أصحاب الملف المشترك - العمراني مسؤول ملف المغرب (أ.ب)
ممثلو كندا والولايات المتحدة والمكسيك أصحاب الملف المشترك - العمراني مسؤول ملف المغرب (أ.ب)
TT

عرض المغرب يصطدم بقوة بملف ثلاثي أميركا الشمالية لاستضافة مونديال 2026

ممثلو كندا والولايات المتحدة والمكسيك أصحاب الملف المشترك - العمراني مسؤول ملف المغرب (أ.ب)
ممثلو كندا والولايات المتحدة والمكسيك أصحاب الملف المشترك - العمراني مسؤول ملف المغرب (أ.ب)

يدخل العرضان المتنافسان على استضافة كأس العالم لكرة القدم 2026، آخر فترة من التماس الأصوات، مع انتظار نتيجة تقرير حاسم حول ملاءمة كل منهما للاستمرار في السباق.
وينتظر أن يكون التنافس ساخنا بين العرض المشترك من دول أميركا الشمالية، كندا والولايات المتحدة والمكسيك، والعرض المغربي، على جذب الأصوات، وربما تلعب الضغوط السياسية دورا أيضا في حسم الفائز.
ويبدو الملف المشترك من ثلاثي دول أميركا الشمالية هو الأوفر حظا، عندما تصوت الاتحادات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي (الفيفا) خلال اجتماع الجمعية العمومية في موسكو، يوم 13 يونيو (حزيران)، قبل يوم واحد من افتتاح مونديال 2018.
لكن عرض المغرب لن يكون لقمة سائغة، ورغم وجود شقوق في كتلته التصويتية، فمن المتوقع أن ينافس بقوة.
وكان الدعم الأفريقي، الذي يمثل 54 صوتا من 211، مثار تركيز من العرضين على مدار الأيام القليلة الماضية وما كان من المفترض أن تكون كتلة تصويتية ضخمة وراء المغرب، لكن أصبح هناك انشقاق، إذ أعلنت ليبيريا بالفعل أنها ستصوت لصالح عرض أميركا الشمالية، بينما طلبت حكومة جنوب أفريقيا من اتحاد كرة القدم المحلي عدم التصويت للمغرب، في ظل العلاقة المتوترة بين البلدين.
وسافر مدير العرض المغربي هشام العمراني إلى جوهانسبرغ الأسبوع الماضي، لمقابلة رؤساء اتحادات دول جنوب القارة، وسيفعل الأميركيون، الذين يقود عرضهم جيم براون مدير المسابقات السابق في «الفيفا»، الأمر نفسه مطلع الأسبوع المقبل، في محاولة لاستمالة الأصوات المترددة.
والأمر الحاسم أيضا في العملية، هو تقرير تقييم العرض الذي سينشره «الفيفا» قبل اجتماع الجمعية العمومية، على مدار الأيام القليلة القادمة على الأرجح.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، أرسل الفيفا لجنة تقييم العروض إلى مكسيكو سيتي وأتلانتا ونيويورك، ثم إلى أربعة من المدن المقترحة في العرض المغربي.
وكان فحص العروض في السابق أمرا رمزيا إلى حد كبير؛ لكن اللوائح المعدلة لعملية التقدم لاستضافة كأس العالم، تسمح الآن لفريق التقييم باستبعاد أي مرشح قبل التصويت. وهذا بسبب أن نهائيات 2026 ستتكون من 48 فريقا لأول مرة، وهو ما يمثل اختبارا شديد الصعوبة للدولة المستضيفة.
وتعد هذه من نقاط قوة عرض أميركا الشمالية المشترك، الذي يزعم أن إقامة المباريات في 23 مدينة سيساعد «الفيفا» في تحقيق أرقام قياسية جديدة في الحضور الجماهيري والدخل، وهو أمر في غاية الأهمية للاتحاد الدولي الذي يعاني من ضائقة مالية.
وعرض أميركا الشمالية المشترك سيكون الأول الذي يقام في ثلاث دول، وأول مرة منذ 2002 (كوريا الجنوبية واليابان) يقام في أكثر من دولة واحدة.
واستضافت المكسيك كأس العالم مرتين من قبل، في 1970 و1986، بينما أقيمت النهائيات في الولايات المتحدة عام 1994. وستكون هذه أول مرة تستضيف فيها كندا مباريات في كأس العالم.
وستتقاسم الدول الثلاث مسؤولية الاستضافة، إذ ستقام 60 مباراة في الولايات المتحدة، وعشر مباريات في كل من كندا والمكسيك.
ومن المنتظر أن تدر إقامة كأس العالم في أميركا الشمالية ما يزيد على خمسة مليارات دولار، في صورة نشاط اقتصادي قصير المدى، بما في ذلك خلق 40 ألف وظيفة، وما يزيد على مليار دولار، في صورة إيرادات للمدن والدول المرشحة لاستضافة المباريات.
كما يتوقع العرض المشترك بيع ما يزيد على 5.8 مليون تذكرة، وهو ما سيدر دخلا يزيد على ملياري دولار من التذاكر. والمدن الأميركية الـ17 التي ترغب في الاستضافة، هي: أتلانتا، وبالتيمور، وبوسطن، وسينسناتي، ودالاس، ودنفر، وهيوستون، وكانساس سيتي، ولوس أنجليس، وميامي، وناشفيل ونيويورك - ‬‬نيوجيرزي، وأورلاندو، وفيلادلفيا، وسان فرانسيسكو، وسياتل، وواشنطن.
ولدى كل من كندا ثلاث مدن مرشحة: (إدمونتون، ومونتريال، وتورونتو) ومثلها في المكسيك: (وادي الحجارة، ومكسيكو سيتي، ومونتيري).
وتملك كل المدن المرشحة لاستضافة كأس العالم بالفعل وسائل مواصلات وإعاشة، ومنشآت طبية، وتكنولوجيا، وبنية تحتية أخرى، تلائم أو تتجاوز متطلبات «الفيفا».
ولن يكون على كندا والمكسيك والولايات المتحدة بناء أي استادات جديدة لإقامة كأس العالم 2026؛ لأن كل الاستادات الموجودة في العرض بنيت بالفعل، ويبلغ متوسط سعتها 68 ألف متفرج.
وما يزيد من قوة الملف أن لدى كل دولة الدعم الكامل من مواطنيها وزعماء الحكومة المحلية، إضافة للمجتمع المدني ومجتمع الأعمال والأبطال الرياضيين.
في المقابل يعول عرض المغرب بشدة على شغف البلاد بكرة القدم، وثقافة مشجعيه، والمساحة الصغيرة نسبيا، والقرب من أوروبا، والمناخ، وإغراء إقامة ثاني بطولة فقط في أفريقيا، بعد نهائيات جنوب أفريقيا عام 2010.
وقدم المغرب عروضا لم تكلل بالنجاح لاستضافة النهائيات، في 1994، و1998، و2006، و2010، رغم أنه كان قريبا من الفوز في ثلاث مناسبات. واحتل المغرب المركز الثاني خلف الولايات المتحدة في 1994، ووراء فرنسا في 1998، وخسر بفارق ضئيل أمام جنوب أفريقيا في 2010. ويرتكز ملف المغرب على استادات يمكن إعادة استخدامها؛ حيث سيتم بناء خمسة استادات جديدة بهياكل مؤقتة، من أجل إزالتها بعد كأس العالم، ليتم تحويلها إلى منشآت أكثر استدامة. والبنية التحتية السياحية التي تتوسع بشكل سريع، نظرا للمسافة القصيرة التي تفصله عن أوروبا.
وسيستخدم المغرب 14 ملعبا في 12 مدينة، هي: أغادير، والدار البيضاء (2)، والجديدة، وفاس، ومراكش (2)، ومكناس، والناظور، ووجدة، ووارزازات، والرباط، وطنجة، وتطوان.
كما يصف المغرب نفسه بأنه جسر بين الثقافات والحضارات، إذ يمتلك أساسا أفريقياً واتصالاً بأوروبا، ويعد من أكبر بلاد العالم العربي والإسلامي.
ويزعم الملف المغربي أن البطولة من المتوقع أن تخلق 110 آلاف وظيفة، وتعطي دفعة اقتصادية قدرها نحو 2.7 مليار دولار للمغرب، من 2019 إلى 2026.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.