الحريري حريص على تشكيلة حكومية {توافقية}

«كتلة تيار المستقبل» دعت إلى ترجمة نتائج الانتخابات والإجماع الوطني

اجتماع كتلة تيار المستقبل النيابية أمس برئاسة سعد الحريري (دالاتي ونهرا)
اجتماع كتلة تيار المستقبل النيابية أمس برئاسة سعد الحريري (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري حريص على تشكيلة حكومية {توافقية}

اجتماع كتلة تيار المستقبل النيابية أمس برئاسة سعد الحريري (دالاتي ونهرا)
اجتماع كتلة تيار المستقبل النيابية أمس برئاسة سعد الحريري (دالاتي ونهرا)

عبّر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تفاؤله بإنجاز تشكيل الحكومة سريعا، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يشكّك بوجود «تيار المستقبل»، في حين وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون أعلن الحريري أنه أطلعه على الأجواء الإيجابية الموجودة بين جميع الجهات السياسية، متمنيا أن يكون هناك تشكيل الحكومة في أسرع وقت، قائلا: «أنا متفائل، ونأمل أن يكون التشكيل في وقت سريع جدّاً».
وأضاف: «تكلّمنا بالتفاصيل، وفضّلنا جوجلة الأفكار للتوصّل إلى أفضل طريقة للتشكيل»، لافتا إلى «أن الفكرة الأساسية هي كيفيّة إنجاز الحكومة بسرعة، وما هو حجمها. اليوم عرضنا الأفكار فقط، وأنا حريص على الوفاق في هذه الحكومة»، مؤكّداً أنّ لا أحد يمكن أن يشكّك في وجود «تيار المستقبل».
وفي إطار تشكيل الحكومة، جدّد تكتّل «لبنان القوي» تأكيده على أن حصة رئيس الجمهورية في الحكومة محسومة وغير خاضعة للنقاش، في حين دعت «كتلة تيار المستقبل» النيابية على أهمية تضافر كل الجهود لتسهيل تشكيل حكومة تترجم نتائج الانتخابات والإجماع الوطني، مع تشديدها على أن التحديات الماثلة محليا وخارجيا تستوجب الإسراع في التأليف.
إلى ذلك، وبعد اجتماعها الدوري الذي عقدته برئاسة الحريري، رحبت الكتلة في بيان لها بنتائج الاستشارات النيابية والثقة العالية التي أسفرت عنها، وانتهت إلى تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة.
وعبرت في هذا الشأن عن ارتياحها إلى نتائج المشاورات الأولية مع الكتل النيابية، والتوجهات المعلنة بشأن تشكيل الحكومة، مؤكدة أهمية تضافر كل الجهود لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، والتوصل إلى تشكيلة وزارية تترجم نتائج الانتخابات والإجماع الوطني على أهمية التضامن لمواجهة الاستحقاقات الداهمة على المستويين الاقتصادي والإقليمي.
ورأت «أن التحديات الماثلة على غير صعيد محلي وخارجي، تستوجب الإسراع في تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت في أي تجاذبات وخلافات تؤخر هذا التشكيل، وتعرقل الآليات الإدارية والإصلاحية المطلوبة من الدولة اللبنانية للتعامل مع مؤتمرات الدعم والمشروع الاستثماري للنهوض بالاقتصاد اللبناني».
من جهته، قال النائب إبراهيم كنعان أنّ «تأليف الحكومة من صلاحية رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والانتخابات النيابية الأساس لتحديد الأحجام والارتكاز عليها للتأليف»، مشيراً إلى أنّ «التكتل يرحب بأي تعاون لتحقيق الأهداف من عودة النازحين إلى مكافحة الفساد واليد ممدودة للجميع».
وأكد بعد اجتماع «تكتل لبنان القوي» أن حصة رئيس الجمهورية في الحكومة محسومة وغير خاضعة للنقاش، وذلك في رده على الانتقادات التي طالت مطالبة «التيار الوطني الحر» بفصل حصة الرئيس الوزارية عن حصة «لبنان القوي».
وأضاف: «نأمل ونتمنى ونطالب من الجميع تسهيل عملية تأليف الحكومة وسنقدم كل ما يلزم لمصلحة العهد ولبنان وجميع المواطنين».
وتوقفت «كتلة المستقبل» عند القانون رقم 10 الذي أصدره النظام السوري الذي دعا السوريين إلى تسجيل أملاكهم خلال شهر واحد وإلا ستقوم الدولة بمصادرتها، محذرة من مخاطره وما يبيته تجاه مئات آلاف النازحين السوريين الهاربين من جحيم الحرب إلى دول الجوار، وبينها لبنان المعني بإيجاد حل نهائي لهذه المعضلة الإنسانية، وتخفيف أعبائها عن كاهل اللبنانيين والاقتصاد الوطني».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.