«صيادو الجوائز» يبحثون عن مكان البغدادي على حدود العراق وسوريا

خبراء أمنيون يقللون من أهمية رواية إيرانية عن نقله إلى أفغانستان

البغدادي خلال ظهوره الأول في مسجد الموصل عام 2014 ({الشرق الاوسط})
البغدادي خلال ظهوره الأول في مسجد الموصل عام 2014 ({الشرق الاوسط})
TT

«صيادو الجوائز» يبحثون عن مكان البغدادي على حدود العراق وسوريا

البغدادي خلال ظهوره الأول في مسجد الموصل عام 2014 ({الشرق الاوسط})
البغدادي خلال ظهوره الأول في مسجد الموصل عام 2014 ({الشرق الاوسط})

في وقت تواصل القوات الجوية العراقية استهداف مواقع لتنظيم داعش في العمق السوري من بين أهدافها حصر مكان تواجد زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في مناطق حدودية بين العراق وسوريا حذرت إيران الحكومة الباكستانية من تواجد عناصر تنظيم داعش وفي مقدمتهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خصوصا على الحدود بين أفغانستان وباكستان. وكانت القوة الجوية العراقية كثفت في الآونة الأخيرة ضرباتها إلى قواعد وأماكن قيادات تنظيم داعش في العمق السوري وعلى امتداد الحدود بين العراق وسوريا لا سيما بعد المعلومات التي أدلى بها خمسة من كبار قادة التنظيم الذين تم اعتقالهم عبر عملية استدراج مخابراتية بدأت من تركيا وتواصلت بين العراق وسوريا. لكنه ونقلا عن مصادر رسمية لصحيفة «ذا إكسبريس تريبيون» الباكستانية، أن «مسؤولا إيرانيا كبيرا أبلغ وفدا برئاسة المدعي العام الباكستاني عشتار أوساف، أن إيران لديها تقارير مخابراتية موثوقة، تشير إلى أن الولايات المتحدة قد نقلت عناصر تنظيم داعش وزعيمها أبو بكر البغدادي إلى أفغانستان».
وأضافت أن «المسؤول قال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتزمان تحويل باكستان وإيران إلى سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان». لكن خبيرا عراقيا متخصصا استبعد الرواية الإيرانية تماما مبينا أن «كل المؤشرات تدل أن البغدادي متواجد داخل العراق وحتى ليس بين الحدود مع سوريا أو داخل الأراضي السورية بدءا من منطقة البعاج ومن ثم العمق السوري».
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يقول الدكتور معتز محيي الدين رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية إن «البغدادي وبعد كل هذا الحديث عن تواجده في هذه المناطق وتكثيف الضربات الجوية عليها وزيادة مبلغ الجائزة المالية المخصصة للقبض عليه وحلم صيادي الجوائز بصيده لا يمكن أن يفكر بالبقاء في هذه المناطق لكن هذا لا يعني نقله من قبل الأميركان إلى خارج العراق». وأضاف الدكتور محيي الدين أن «الأميركيين وبخاصة الرئيس الحالي دونالد ترمب يريد تحقيق نصر عسكري ذي رمزية عالية على الإرهاب على غرار ما حققه سلفه باراك أوباما عام 2011 حين نجح في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وبالتالي فإن الأولى له في حال عثر على مكان تواجد البغدادي أن يأسره أو يقتله وبذلك يعلن نصره على الإرهاب العالمي». وأوضح محيي الدين أن «البغدادي عراقي وله أقارب وأماكن وحواضن كثيرة وحمايات يستطيع من خلالها التماهي والاختفاء دون أن يكشفه أحد إلا بمحض المصادفة، وحاله في ذلك يشبه حال نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري الذي قيل إنه في هذه الدولة أو تلك بينما كل الدلائل تشير إلى تواجده داخل العراق، طبقا لما أدلى به القادة الذين تم اعتقالهم وأكدوا عقد لقاءات معه في العراق، والأمر نفسه ينطبق على قاعدة «داعش» الذين يلقى القبض عليهم حيث يؤكدون تواجده داخل الأراضي العراقية». وتابع محيي الدين أن «كثرة الحديث عن البغدادي وتنقلاته ومحاولات استهداف المقربين منه واعتقالهم أو اغتيالهم حولوه في الواقع إلى لغز إلى الحد الذي باتت حتى المخابرات الإيرانية تعتقد أنه نقل إلى مناطق حدودية معها داخل أفغانستان كجزء من الحرب التي يرون أن أميركا تشنها ضدهم». لكن الخبير الأمني المتخصص بالجماعات المسلحة والمستشار في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية كشف لـ«الشرق الأوسط» أن «الإيرانيين اعتمدوا في مسألة نقل البغدادي على فيديو تم تصويره في منطقة تل صفوك الحدودية جنوب غربي سنجار وقد تم التأكد من الفيديو وهو عبارة عن هبوط ثلاث طائرات شينوك أميركية في تلك المنطقة قبل نحو خمسة أيام وكانت تقوم بإنزال وتحميل أناس هناك». ويضيف الهاشمي أنه «لدى سؤال الأميركيين عن حقيقة هذا الفيلم وهبوط تلك الطائرات أكدوا أن هذا جزء من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية إلى حلفائهم من قوات سوريا الديمقراطية». وبشأن ما إذا كان البغدادي وبعد كل هذه الإشارات عن مكان تواجده في مناطق باتت شبه معروفة بين العراق وسوريا يقول الهاشمي إن «المعلومات المتوفرة وشهادات من تم اعتقالهم مؤخرا تؤكد تواجده في هذه المناطق بالفعل، وهو ما أكده أحد قيادات «داعش» الذي اعتقل قبل مدة حيث أكد أن آخر لقاء جمعه بالبغدادي كان خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي في منطقة هي بين الصكارة والهجين بين العراق وسوريا». وأشار الهاشمي إلى أن «صيادي الجوائز وهم فرق من الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين متواجدون في إحدى القواعد الأميركية بالقرب من الحدود للانقضاض عليه في حال تم التأكد تماما». وكانت ترددت أنباء وشائعات على مدى السنوات الماضية عن إصابة البغدادي في قصف على معاقل التنظيم في العراق ومن حينها لم يظهر إلى العلن واكتفى بتوجيه أتباعه عبر كلمات صوتية مسجلة طيلة السنوات القليلة الماضية. وكان ظهوره الأول في الموصل. والبغدادي - واسمه إبراهيم السامرائي - مولود في العراق ونصب نفسه زعيما لـ«داعش» في عام 2014 وأعلن من مدينة الموصل قيام «خلافة» قبل انهيارها بعد ثلاث سنوات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.