البرلمانية رلى الطبش: خيارات الحريري حمت لبنان

قانون الجنسية لأولاد المرأة المتزوجة من أجنبي يتصدر اهتماماتها

رلى الطبش (أ.ف.ب)
رلى الطبش (أ.ف.ب)
TT

البرلمانية رلى الطبش: خيارات الحريري حمت لبنان

رلى الطبش (أ.ف.ب)
رلى الطبش (أ.ف.ب)

بدءاً من حق المرأة المتزوجة من أجنبي في منح الجنسية اللبنانية لأولادها، إلى قانون التوقيع الإلكتروني وتحديث قوانين التجارة وحماية المعلومات، وصولاً إلى التشريعات التي تتلاءم مع تطلعات الشباب، كل هذه القضايا وضبتها النائب المنتخبة عن بيروت رلى الطبش في حقيبتها النيابية، لتطرحها على مجلس النواب مشاريع قوانين لإقرارها. وتتلازم هذه الملفات مع دورها السياسي ضمن كتلة «المستقبل» النيابية، ودفاعها عن الخيارات التي اعتمدها رئيس الحكومة سعد الحريري وأدت إلى حماية لبنان، انطلاقاً من تسوية انتخاب رئيس للجمهورية، مروراً بقانون الانتخابات وصولاً إلى ورشة المحاسبة التي أطلقها الحريري داخل تياره، وهي تعبر عن ارتياحها لاستقرار داخلي رغم الحروب التي تعصف بالمنطقة، وترى أن البلاد مقبلة على مرحلة من الازدهار.
ولا تجد النائبة رلى الطبش في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، فارقاً بين مهنتها في المحاماة والدفاع عن حقوق الناس، وبين دورها التشريعي في البرلمان، لأنها ليست بعيدة عن هذا الميدان، فقد عملت لسنوات عضواً في اللجان الفرعية المنبثقة عن لجنة الإدارة والعدل في مجلس النواب. وتقول، إن «دخولي البرلمان سيجمع بين عملي الحقوقي ودوري التشريعي، وسيكون صوتي أقوى في تكريس حقوق المرأة بوجود سيدات يشرعن لها حقوقها عبر قوانين فاعلة، أهمها حق المرأة المتزوجة من غير لبناني، بإعطاء الجنسية لأولادها».
وإزاء تغييب دور النساء عن الحياة العامة تذكر الطبش بأن المرأة «تمثل أكثر من نصف المجتمع، وقد أثبتت جدارتها في كل الميادين، ويجب أن تلعب دوراً أكبر، عبر التمثيل النيابي والحكومي». وترى أنه «من حقها أن تصل إلى أعلى المناصب العامة، كما الرجل»، مشيرة إلى أن «(كتلة المستقبل) ضمت أكبر عدد من النساء، رغم أن طموحها كان بأن تتمثل بأكثر من ذلك بكثير».
وتزدحم حقيبة المحامية رلى الطبش بمشاريع القوانين التي تعتبرها أولوية وتستعجل إقرارها بالسرعة الممكنة، وتؤكد أن لديها «الكثير من العمل التشريعي، بما يخص تطوير وتحديث القوانين اللبنانية، التي تتلاقى وتطلعات الشباب، انطلاقاً من قاعدة قانونية سليمة، وأهمها قوانين التجارة وشركة الشخص الواحد والقوانين المصرفية وقوانين الأعمال، وقانون التوقيع الإلكتروني وقانون حماية المعلومات، وحماية الأحداث وصولاً إلى قانون السير». وتشدد على أن «النيابة ستعطيها قاعدة للانطلاق بشكل أقوى وإيصال صوت الناس بشكل أسرع، وهذا يتقاطع مع العمل السياسي لتيار المستقبل».
والى جانب الحقل التشريعي، ثمة برنامج سياسي لتيار «المستقبل» ستحارب الطبش لتحقيقه إلى جانب زملائها في الكتلة، وتشير إلى أن «مشروع (المستقبل) واضح جداً، وهو يصب في مصلحة حماية البلد، وخلق توازن سياسي يحيّد لبنان عن نزاعات المنطقة». لا تتخوف من تراجع عدد نواب تيار «المستقبل»، وحرمانه من التنوع بعد خسارته النواب الشيعة وبعض المسيحيين، وتجزم بأن «(المستقبل) هو التيار الوحيد العابر للطوائف والمناطق، وهو تيار التنوع». وتضيف: «صحيح أن القانون الانتخابي حرمنا بعض النواب، لكننا منفتحون على الجميع ومتحالفون مع تيارات وأحزاب تتلاقى مع مشروعنا السيادي، ومحاطون بكل المكونات الوطنية الأخرى».
وكما في خبرتها كونها محامية بالاستئناف في الدفاع عن حقوق موكليها في المحاكم والدوائر القضائية، لا تتردد في الدفاع عن الخيارات السياسية التي أبرمها الحريري، وأدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتؤكد بأن «التسويات التي أنجزها الرئيس سعد الحريري حمت البلد، وهو ماضٍ بمسيرته التوافقية، ونأمل أن تستكمل هذه المسيرة بتسهيل تأليف حكومة جديدة تحظى بثقة الجميع».
ورغم الغيوم الملبدة في سماء لبنان، والتجاذب السياسي الدولي، تشدد الطبش على أن لبنان «سيبقى محيداً عن صراعات المنطقة؛ لأن الاستقرار في لبنان مصلحة لجميع دول المنطقة وللعالم».
وتوقعت النائب المنتخبة عن بيروت «مرحلة ازدهار مع تطبيق مقررات مؤتمر (سيدر)، الذي حظي بترحيب كل الأطراف». ولا تخشى إفشاله لأن «لا أحد لديه النية لعرقلة مؤتمر بهذا الحجم والأهمية، ويؤمّن فرص نهوض بلبنان قد لا تتكرر في مراحل لاحقة، والجميع يدرك أن الرئيس الحريري لا يريد من وراء المؤتمرات الدولية إلا مصلحة لبنان وحماية استقراره السياسي والاقتصادي والأمني».
ولا تنكر الطبش التقصير الذي لحق بأبناء بيروت في المرحلة السابقة، وترى أن العاصمة «تحتاج إلى كثير من المشاريع الإنمائية، وإعادة هيكلة المؤسسة البيروتية»، مشيرة إلى أن الرئيس سعد الحريري «اعترف بوجود أخطاء حصلت نتيجة غيابه القسري عن البلد، وقد وعد بمحاسبة المقصرين، وبدأ في تنفيذ وعوده، بعد أن سمع صوت الناس، وهو بدأ محاسبة داخلية وعكس ثورة التصحيح التي يتوق إليها جمهور (المستقبل)»، لافتة إلى أن «(تيار المستقبل) لديه خطة متكاملة عما تحتاج إليه بيروت من خدمات وإنماء ومراعاة وحق أبنائها في الوظائف، وحماية حقوق البيارتة كاملة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.