مفوضية اللاجئين تطلق مبادرة «الزكاة» لمساعدة 60 ألف عائلة في لبنان والأردن

TT

مفوضية اللاجئين تطلق مبادرة «الزكاة» لمساعدة 60 ألف عائلة في لبنان والأردن

قال مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن المفوضية ستُخصص جميع الأموال المحصلة من مبادرة الزكاة التي أطلقتها مؤخراً لمساعدة نحو 60 ألف عائلة لاجئة تعيش تحت خط الفقر المدقع في لبنان والأردن، والتي تتضمن عائلات أرامل وأيتاما من غير معيل.
وبين حسام شاهين مسؤول علاقات القطاع الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية اللاجئين أن تحويل أموال الزكاة سيتم عن طريق برنامج المفوضية للمساعدات النقدية، وذلك من خلال تخصيص مبالغ محددة تستلمها العائلات اللاجئة المحتاجة بشكل شهري عبر أجهزة الصراف الآلي، الأمر الذي يمنح هذه العائلات حبلاً للنجاة والاستمرار إلى حين تتمكن هذه العائلات، بمساعدة المفوضية، من إيجاد طرق مستدامة أخرى للاعتماد على أنفسهم.
وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مبادرة الزكاة توفّر مساراً موثوقاً وفعالاً لأداء زكاة المال وضمان وصول كامل هذه الأموال إلى مستحقيها من العائلات اللاجئة الأشدّ عوزاً وحاجة في كلّ من الأردن ولبنان.
وأشار شاهين إلى أن المبادرة المتوافقة كليّاً مع الأحكام الشرعية للزكاة، تحظى بدعم فتاوى صادرة عن أبرز علماء المسلمين ودور الفتوى الإسلامية، حيث تخضع لمعايير حوكمة صارمة تضمن شفافيتها في كلّ خطوة، بدءاً من تخصيص أموال الزكاة من قبل المزكين وانتهاءً بتوزيعها على مستحقيها من العائلات اللاجئة، وتضمن مفوضية اللاجئين الوصول الكامل والمباشر لأموال الزكاة إلى مستحقيها من اللاجئين دون اقتطاع أي مبلغ منها.
ولفت إلى أن المفوضية تستجيب لعدد متزايد من حالات اللجوء والنزوح الداخلي في المنطقة والعالم، كاللاجئين السوريين والنازحين العراقيين ولاجئي الروهينغا وغيرهم، الأعداد كبيرة، كذلك هي الاحتياجات الأساسية لمساعدة هؤلاء اللاجئين والنازحين في البقاء على قيد الحياة.
وقال على هامش إطلاق مبادرة زكاة «يخضع مستحقو الزكاة للتدقيق من قبل المفوضية، والهدف من مبادرة الزكاة هو مساعدة اللاجئين على إعالة أنفسهم، ونعرف من سنوات خبرتنا في إدارة البرامج الإنسانية، لا سيما برامج المساعدات النقدية، أن اللاجئين المستحقين ينفقون المال على الأساسيات كالإيجار والطعام والرعاية الصحية وسداد الديون. وما زالت الكثير من الأسر اللاجئة المحتاجة تحظى بدعم برنامجنا للمساعدات النقدية الشهرية، إلى أن تساعدها المفوضية على إيجاد سبل مستدامة أخرى للاعتماد على الذات».
وحول الحاجة الشهرية لتغطية متطلبات اللاجئين قال شاهين «وفقاً لعمليات لتقييم والرصد التي تجريها المفوضية بشكل دوري، ينفق اللاجئون في الأردن المساعدات النقدية لتسديد بدل الإيجار بنسبة 64 في المائة، وتأمين الغذاء 11 في المائة، يليها فواتير الكهرباء والماء 9 في المائة، وتكاليف الاستشفاء 7 في المائة، وسداد الديون 3 في المائة، بينما ينفق اللاجئون في لبنان أكبر نسبة من المساعدات النقدية على تكاليف الغذاء بنسبة 33 في المائة، يليها تكاليف الإيجار بنسبة 26 في المائة، والاستشفاء 18 في المائة، وسداد الديون 13 في المائة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.