تضارب حول حق البرلمان بإلغاء نتائج الانتخابات العراقية

TT

تضارب حول حق البرلمان بإلغاء نتائج الانتخابات العراقية

في وقت تواصل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات حواراتها الأولية بهدف تشكيل الكتلة الأكبر التي سترشح رئيس الوزراء المقبل، لا تزال الأطراف الخاسرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو (أيار) الحالي تسعى إلى عقد جلسة كاملة النصاب للبرلمان باتجاه اتخاذ قرارات خطيرة قد تذهب إلى حد إلغاء نتائج الانتخابات برمتها وتأجيلها إلى منتصف ديسمبر (كانون الأول) من خلال دمجها بانتخابات مجالس المحافظات.
وفيما أكد خبير قانوني امتلاك البرلمان بموجب المادة 102 من الدستور العراقي الحق في إلغاء نتائج الانتخابات عبر سلطته على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فإن النواب المؤيدين لاتخاذ إجراءات صارمة بحق المفوضية يؤكدون أن نيتهم لا تصل إلى حد إلغاء نتائج الانتخابات بالكامل خشية حصول الفوضى في البلاد. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الخبير القانوني أحمد العبادي إن «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ترتبط بموجب المادة 102 من الدستور بالبرلمان وبالتالي فإن البرلمان يملك الولاية العليا عليها ومن ثم السلطة لإقالتها في حال ثبوت فشلها». ويضيف العبادي أن «البرلمان العراقي سبق له أن أقال المفوضية السابقة وهو الذي صوت على المفوضية الحالية وحيث إن الحديث اليوم يجري عن حصول خروقات في مجمل العملية الانتخابية فإن للبرلمان الحق في إلغاء كل النتائج التي تترتب على عمل المفوضية في حال لم يكن سليما من النواحي القانونية على أن يتم ذلك بنصاب كامل وعن طريق الأغلبية ومن خلال قرار مسبب».
إلى ذلك، يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسته الاستثنائية الثالثة على التوالي لبحث النتائج والتداعيات الخاصة بالعملية الانتخابية. وفي وقت يصر النواب الخاسرون على إكمال عقد الجلسة من خلال تحقيق نصاب «لاتخاذ قرارات هامة»، مثلما تقول النائبة في البرلمان عن التيار المدني شروق العبايجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، فإن القضية، حسب النائبة : «لا تزال حتى الآن تتعلق بإكمال النصاب لكي نستمر في عقد الجلسة برغم أن الجلسة التي عقدت يوم السبت كانت كاملة النصاب لكن جرى الالتفاف عليها الأمر الذي أدى إلى الإخلال بالنصاب».
إلى ذلك تواصل الكتل السياسية مشاوراتها البينية تمهيدا لتشكيل وفودها التفاوضية بعد أن أجرت جولات من المشاورات مع الشركاء السياسيين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.