نتنياهو: لن نسمح بنقل الأسلحة الفتاكة من سوريا إلى لبنان

TT

نتنياهو: لن نسمح بنقل الأسلحة الفتاكة من سوريا إلى لبنان

سحبت الحكومة الإسرائيلية في جلستها العادية، أمس الأحد، صلاحيات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لاتخاذ قرار بالحرب بشكل منفرد وبالتشاور فقط مع وزير الدفاع. وقررت إعادة هذه الصلاحيات، كما في الماضي، إلى سابق عهدها، بيد المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة، والمؤلف من 12 وزيراً.
وجاءت هذه الخطوة صفعة لنتنياهو، الذي يحاول منذ عدة أسابيع إثارة زوبعة حربية، استمرت حتى جلسة أمس، حيث أعلن أن «الحرب ضد إيران في أوجها». وقال إنه يعمل «من أجل منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، وفي موازاة ذلك نعمل ضد التموضع العسكري الإيراني في سوريا الموجه ضدنا. ونعمل أيضاً على إحباط تحويل الأسلحة الفتاكة من سوريا إلى لبنان أو إنتاجها في لبنان. هذه الأسلحة موجهة ضد دولة إسرائيل، وفي إطار حقنا في تقرير المصير، يحق لنا إحباط إنتاجها أو تحويلها قرب حدودنا».
وهدد نتنياهو بقوله: «لن نتسامح مع شن اعتداءات علينا من قطاع غزة أيضاً. سلاح الجو أغار أمس على أهداف تابعة للتنظيمات الإرهابية في عمق قطاع غزة. واليوم، بعد أن حيّدت قواتنا عبوة ناسفة زرعت على الجدار الحدودي، عملت مرة أخرى ضد أهداف تابعة لـ(حماس) على خط التماس. قوات جيش الدفاع والأجهزة الأمنية تعمل دون هوادة ليلاً ونهاراً من أجل الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها وحدودها».
وأشاد نتنياهو بالدعم الأميركي قائلاً: «تحدثت خلال نهاية الأسبوع مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وقلت له إنني أثمن كثيراً الموقف الحازم الذي تبديه الإدارة الأميركية بأكملها ضد الاتفاقية النووية التي أُبرمت مع إيران وضد العدوان الإيراني في منطقتنا. النظام في طهران هو الطرف الرئيسي الذي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، والحملة التي تُدار ضد عدوانه لم تنتهِ بعد، وما زلنا في أوجها».
وتثير تصريحات نتنياهو مخاوف عديدة في إسرائيل، إذ يعتبرها البعض «عمليات تخويف لا ضرورة لها». وقال المؤرخ الإسرائيلي البارز، البروفسور يحيَعام فايتس، أمس، إن الدعاية الحكومية اليوم تشبه الدعاية التي بثها «المعراخ» (حزب العمل الإسرائيلي اليوم)، خلال معركته الانتخابية عشية حرب أكتوبر (تشرين الأول) العام 1973 «التي ما زالت إخفاقات إسرائيل خلالها ماثلة حتى اليوم».
وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية، في جلستها الأسبوعية، أمس الأحد، على الاقتراح الذي ينص على الإبقاء على صلاحيات إعلان الحرب بيد المجلس الوزاري المصغر لشؤون الخارجية والأمن (الكابينيت)، وذلك بعد أيام من منحها لرئيس الحكومة ووزير الأمن. وينص القرار الجديد على تفويض «الكابينيت» بصلاحية البدء بعملية عسكرية قد تؤدي إلى حرب، أو القيام بعمل عسكري كبير يمكن أن يؤدي إلى حرب، حتى لو كان في الحالات القصوى والطوارئ ودون الرجوع إلى الحكومة، حتى لو كان نصاب الأعضاء بـ«الكابينيت» بالحد الأدنى.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.