ليبيا تستعد لأول انتخابات رئاسية بعد رحيل القذافي في سبتمبر المقبل

اغتيال عنصر بتنظيم أنصار الشريعة في بنغازي

ناخبات ليبيات
ناخبات ليبيات
TT

ليبيا تستعد لأول انتخابات رئاسية بعد رحيل القذافي في سبتمبر المقبل

ناخبات ليبيات
ناخبات ليبيات

علمت «الشرق الأوسط» أن ليبيا تستعد لإجراء أول انتخابات رئاسية بعد مرور نحو أربع سنوات على الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، بينما تواجه السلطتان التشريعية والتنفيذية أزمة دستورية وسياسية خطيرة، لكنها غير معلنة، تتعلق بالجهة التي سيجري منحها الصلاحيات الكاملة لممارسة السلطة في البلاد. ويعني هذا، بحسب ما أبلغه مسؤول ليبي رفيع المستوى، لـ«الشرق الأوسط»، وضع مجلس النواب الليبي الجديد في معضلة كبيرة بسبب نزع بعض صلاحياته التقليدية في تولي السلطة خلفا للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) الحالي.
وقال عمر حميدان، الناطق الرسمي باسم «المؤتمر الوطني» الذي يستعد لتسليم السلطة إلى مجلس النواب الجديد، إن «مجلس النواب لن يتمتع بكل الصلاحيات التشريعية والسيادية التي كان يمارسها (المؤتمر) خلال السنتين الماضيين».
وأضاف حميدان لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس: «مجلس النواب سيحظى بالصلاحيات باعتباره صفة تشريعية فقط، لن تكون لديه صلاحيات (المؤتمر) الاعتيادية، لأننا قررنا في (المؤتمر) تقسيم الصلاحيات التي تخصه على جهتين». وتابع: «تركنا لمجلس النواب اختيار شكل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل تجري بشكل مباشر أو غير مباشر، والمجلس الجديد هو الذي سيحدد موعد الانتخابات الرئاسية خلال أول شهر من تاريخ انعقاده».
ومن المنتظر أن تجرى أول انتخابات رئاسية بليبيا في الرابع عشر من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد بعد نجاح الثورة التي قامت عام 2011 ودعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ضد نظام القذافي.
وأكد حميدان أن هذا «يعني أن تكون صلاحيات مجلس النواب الجديد معطلة وله سلطات تقليدية فقط، ولا يملك إعلان حالة السلم أو الحرب ولا يمثل القيادة العليا للجيش الليبي». وقال حميدان: «لا أحد يمكنه أن يعرف الجهة التي ستتولى ممارسة الصلاحيات كاملة وتمثيل الدولة الليبية، إذا استمر (المؤتمر الوطني) في تولي السلطة بوضعه الحالي فستصبح هناك مشكلة، لكن من الممكن تسليم السلطة جزئيا إلى مجلس النواب إذا كان هذا مقبولا من الشارع».
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت أنها ستحتاج إلى أسبوعين لفرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي ونشر النتائج النهائية.
وقال عماد السايح رئيس المفوضية، إنه يتوقع إعلان النتائج النهائية للانتخابات في منتصف شهر رمضان الذي بدأ أمس.
وانتخبت ليبيا برلمانا جديدا يوم الأربعاء الماضي في انتخابات شهدت إقبالا ضعيفا وشابتها أعمال عنف، حيث شارك أقل من نصف من يحق لهم الانتخاب على التصويت، مما يعكس خيبة الأمل من الفوضى التي سيطرت على البلاد منذ الإطاحة بالقذافي.
ودعا السايح المرشحين إلى ضرورة تقديم تقاريرهم المالية في موعد أقصاه خمسة عشر يوما من يوم الاقتراع، منوها إلى أن من يتخلف سوف يتعرض للمساءلة القانونية، بحسب مواد قانون الانتخاب. وحول استكمال عملية الانتخاب في الدوائر: الجميل والكفرة ودرنة، رأى أن الأسباب والعوامل التي أوقفت بسببها عملية الاقتراع ما زالت قائمة، ولا يمكن أن تنظم المفوضية خلال أسبوع انتخابات جديدة، وأفاد بأن مجلس المفوضية قد توجه بكتاب للمؤتمر الوطني العام للنظر في هذا الموضوع، الذي قد يحال إلى مجلس النواب بعد انعقاده.
ودعا السايح، في ختام المؤتمر، منظمات المجتمع المدني وأعيان القبائل إلى دعم المفوضية لتكمل مهمتها في إجراء عملية الانتخاب للمقاعد الشاغرة.
ونشرت المفوضية نتائج جزئية من بعض المدن، لكن السايح قال إن هناك حاجة لمزيد من الوقت لفرز الأصوات وتقديم نتائج دقيقة.
إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون أمس أحد عناصر تنظيم أنصار الشريعة المتطرف الذي يخوض منذ بضعة أسابيع مواجهات عسكرية ضد الجيش الوطني بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة بنغازي بشرق البلاد. ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن مصادر أن علي الصنعاني، الذي يبلغ من العمر 38 سنة وينتمي إلى تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، فارق الحياة نتيجة إصابته برصاصتين في الرأس، مشيرة إلى أنه جرى العثور على جثته في المصعد الكهربائي بالعمارة التي يسكن بها.



حملة في صنعاء لابتزاز مُصنِّعي الأكياس البلاستيكية

عناصر حوثيون يتجولون في أحد مصانع الأكياس البلاستيكية في صنعاء (إعلام حوثي)
عناصر حوثيون يتجولون في أحد مصانع الأكياس البلاستيكية في صنعاء (إعلام حوثي)
TT

حملة في صنعاء لابتزاز مُصنِّعي الأكياس البلاستيكية

عناصر حوثيون يتجولون في أحد مصانع الأكياس البلاستيكية في صنعاء (إعلام حوثي)
عناصر حوثيون يتجولون في أحد مصانع الأكياس البلاستيكية في صنعاء (إعلام حوثي)

لم تكد الجماعة الحوثية تنتهي من استهداف مصانع الدواء، والمياه المعدنية، والعصائر والمشروبات الغازية، حتى بدأت في صنعاء تنفيذ حملة ميدانية لاستهداف مصانع ومعامل الأكياس البلاستيكية، ضمن مساعيها المستمرة للتضييق على اليمنيين، وجباية مزيد من الأموال تحت مسميات غير قانونية.

أفصحت مصادر تجارية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إطلاق جماعة الحوثي حملة واسعة طالت بالتعسف والابتزاز والإغلاق عدداً من مصانع ومعامل الأكياس البلاستيكية في صنعاء، بذريعة تسجيل مخالفات وعدم الالتزام بالتعليمات.

عنصر حوثي أثناء إغلاقه مصنع أكياس بلاستيكية في صنعاء (إعلام حوثي)

وأغلقت الحملة، التي أشرفت عليها ما تسمى «الهيئة العامة لحماية البيئة» الخاضعة للجماعة، أكثر من 5 مصانع أكياس بلاستيكية في مديرية معين بصنعاء، مع الاستمرار في استهداف ما تبقى من المصانع ببقية المناطق والتي يزيد عددها على 48 مصنعاً ومعملاً.

وكانت حملات الجباية الحوثية دفعت الكثير من مُلاك الشركات والمصانع والتجار وأصحاب المهن المتوسطة والأصغر إلى التهديد بإغلاق متاجرهم ووقف أنشطتهم التجارية، احتجاجاً على السلوك الانقلابي الذي يطالهم في كل مرة لنهب أموالهم تحت ذرائع واهية.

وتحدث شهود في صنعاء عن مداهمة مشرفين حوثيين مسنودين بدوريات أمنية عدة منشآت تعمل بصناعة الأكياس البلاستيكية بصنعاء، حيث مارسوا أساليب استفزازية وابتزازية ضد مُلاك المصانع والعاملين فيها، بحجة وجود مخالفات.

وأقر الانقلابيون عبر وسائل إعلامهم بإغلاق 5 مصانع أكياس بلاستيكية، قبل أن يقوموا بأخذ ما أسموها عينات من الأكياس للتأكد من مدى مطابقتها للاشتراطات.

دفع إتاوات

في حين تَزْعُم الجماعة الحوثية بأن حملتها الاستهدافية لمصانع البلاستيك تأتي للحفاظ على البيئة من التلوث، يتحدث عدنان، اسم مستعار لمالك مصنع استهدفته الجماعة، عن أن عناصرها وافقوا بعد ساعات من إغلاق مصنعه على السماح بإعادة فتحه مقابل دفع مبلغ مالي.

ويؤكد عدنان أن الاستهداف الحوثي لمصنعه ليس له أي علاقة بالبيئة والتلوث، ويقول إن ذلك يندرج ضمن الأساليب والطرق التي اعتادت الجماعة على ابتكارها لتبرير جرائم الاقتحام والإغلاق.

معمل لتصنيع الأكياس البلاستيكية استهدفه الحوثيون بحملات الجباية (فيسبوك)

ويشير إلى أن الجماعة لا تتحدث عن إيجاد حلول لأي مخالفات أو اختلالات تزعم اكتشافها في المصانع، بل تركز بالدرجة الأولى على دفع الإتاوات مقابل إعادة فتح ما قامت بإغلاقه من تلك المصانع.

وعلى وقع تلك الانتهاكات وحملات التنكيل الحوثية المتواصلة، ندد ناشطون اقتصاديون في صنعاء بالتعسف الجديد ضد مُلاك المنشآت الصناعية الرامي إلى استكمال إحلال الجماعة طبقة تجار جديدة من عناصرها.

وحذر الناشطون من التضييق المستمر للجماعة ضد من تبقى من العاملين بمختلف القطاعات التجارية والصناعية والحرفية في صنعاء وبقية المناطق المختطفة، وهو ما سيفاقم معاناة اليمنيين ويزيد أسعار مختلف السلع والمنتجات بما فيها الأساسية.

وسبق لجماعة الحوثي أن ضاعفت خلال السنوات الماضية حجم الإتاوات والجبايات المفروضة على مُلاك المصانع والشركات، وسنَّت تشريعات غير قانونية رفعت بموجبها الرسوم الضريبية والجمركية والزكوية؛ بغية تغطية نفقات حروبها من جانب، بالإضافة إلى تكوين ثروات لقادتها ومشرفيها.