الجواسيس يتسللون إلى العالم الخيالي لألعاب الإنترنت

ابتكار شخصيات خيالية من أجل التجسس وملاحقة الإرهابيين

تسلل الجواسيس الأميركيون والبريطانيون إلى العالم الخيالي لألعاب الفيديو لملاحقة المشبوهين
تسلل الجواسيس الأميركيون والبريطانيون إلى العالم الخيالي لألعاب الفيديو لملاحقة المشبوهين
TT

الجواسيس يتسللون إلى العالم الخيالي لألعاب الإنترنت

تسلل الجواسيس الأميركيون والبريطانيون إلى العالم الخيالي لألعاب الفيديو لملاحقة المشبوهين
تسلل الجواسيس الأميركيون والبريطانيون إلى العالم الخيالي لألعاب الفيديو لملاحقة المشبوهين

لم تقتصر أنشطتهم على العالم الدنيوي وحده فحسب، بل تسلل الجواسيس الأميركيون والبريطانيون إلى العالم الخيالي لألعاب وورلد أوف ووركرافت (World of Warcraft)، وهي لعبة فيديو من نوع ألعاب تقمص الأدوار على الإنترنت، وكذلك لعبة سيكند لايف (Second Life)، أو الحياة الثانية وهي لعبة عالم افتراضي (تخيلي) جرى إطلاقها بشكل ثلاثي الأبعاد على الإنترنت كحياة ثانية موازية للحياة البشرية. كان هذا ما أظهرته وثائق سرية جرى كشف النقاب عنها مؤخرا. ووفقا لما ورد بهذه الوثائق، نفذ الجواسيس عملية مراقبة وتجميع ورصد للبيانات المتعلقة بالألعاب الإلكترونية التي يلعبها ملايين الأشخاص في مختلف أرجاء العالم عبر الإنترنت.
وتوضح الوثائق أنه في ضوء الخوف من إمكانية استخدام شبكات عمل الإرهابيين أو المجرمين لتلك الألعاب بغرض التواصل سريا أو نقل أموال أو التخطيط لتنفيذ هجمات، فلقد دخل العاملون بالاستخبارات إلى هذا المجال المأهول بالكائنات الافتراضية الرقمية (الأفتار) عن طريق الدخول بهويات خيالية مثل الجان والأقزام وعارضي الأزياء المشهورين.
ووفقا للوثائق التي سربها إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي، ابتكر الجواسيس شخصيات خيالية من أجل التجسس ومحاولة تجنيد المبلغين، بالإضافة إلى تجميع بيانات ومحتويات الاتصالات بين اللاعبين. ونظرا لاعتماد المقاتلين غالبا على السمات الشائعة في ألعاب الفيديو - مثل الهويات المزيفة والدردشة الصوتية والنصية وطريقة إجراء التعاملات المالية - يساور القلق وكالتي الاستخبارات الأميركية والبريطانية بشأن احتمالية عمل المقاتلين وتخطيطهم داخل هذا العالم الافتراضي.
وفي عام 2008، حذرت وثيقة سرية للغاية لوكالة الأمن القومي من أن ألعاب الإنترنت قد تبدو غير ضارة، في حين أنه من المحتمل أن تكون تلك الألعاب عبارة عن «شبكات اتصال لضرب كثير من الأهداف» بما يسمح للمشتبه بهم لدى وكالة الاستخبارات بوجود «وسيلة للاختباء أمام أعين الجميع». وفي السياق نفسه، ذكرت وثيقة أخرى لوكالة الأمن القومي في عام 2008 أن الألعاب الافتراضية «تعتبر فرصة لهؤلاء المجرمين لتحقيق أهدافهم».
بيد أنه مع كل هذا التحمس، حيث كان هناك عدد كبير جدا من جواسيس وكالة المخابرات المركزية (C.I.A) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (F.B.I) والبنتاغون يواصلون البحث في البيانات المتعلقة بلعبة «سيكند لايف»، حسبما كشفت الوثيقة، من أجل «انتزاع» معلومات كانت مطلوبة بشأن جماعة معنية بهدف تجنب الصدام، فقد تكون وكالات الاستخبارات قد تكلفت وبالغت في هذا التهديد.
ولم تذكر الوثائق، التي حصلت عليها صحيفة «الغارديان» وأفصحت عنها وشاركتها مع «ذا نيويورك تايمز» و«برو ببليكا» (ProPublica)، أي حالات من عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة نتيجة لهذه المراقبة. وفي المقابل، قال المسؤولون الأميركيون السابقون بوكالات الاستخبارات والموظفون الحاليون والسابقون بشركة الألعاب والخبراء في مقابلات أجريت معهم أنهم لم يعرفوا سوى دلائل بسيطة بشأن استخدام الجماعات الإرهابية للألعاب كملاذ للتواصل والتخطيط للعمليات.
وفي نفس السياق، قال بيتر سينغر، من مؤسسة «بروكينغز» ومؤلف «الأمن الإلكتروني والحرب الإلكترونية: ما يحتاج الجميع إلى معرفته»، أن الألعاب «يجري إنشاؤها وتشغيلها من قبل الشركات التي تسعى لكسب المال، ولذلك يجري تتبع هوية ونشاط اللاعبين». وأضاف سينغر: «بالنسبة للجماعات الإرهابية التي تضع نصب أعينها الحفاظ على سرية اتصالاتها، فهناك كثير من الطرق الفاعلة والسهلة لفعل ذلك الأمر بدلا من إظهارها في شكل مخلوق خيالي مثل أفتار».
ومن الممكن أن تتسبب هذه المراقبة، التي تضمنت أيضا مراقبة خدمة «إكس بوكس لايف» (Microsoft’s Xbox Live)، في إثارة القلق فيما يتعلق بمسألة الخصوصية. ومن غير الواضح على وجه التحديد كيفية وصول الوكالات إلى بيانات اللاعبين أو اتصالاتهم أو عدد اللاعبين الذين قد يجرى رصدهم وما إذا كانت الاتصالات والأنشطة الخاصة بالأميركيين قد جرى الاستحواذ عليها أم لا.
وقالت الشركة الأميركية، مبتكرة لعبة «وورلد أوف ووركرافت»، أن وكالة الأمن القومي أو نظيرتها البريطانية، جهاز مركز قيادة الاتصالات الحكومية، لم يحصلا على أي تصريح لتجميع بيانات استخباراتية من خلال ألعابها. يكون كثير من اللاعبين أميركيين، ولذا فمن غير الممكن استهدافهم ومراقبتهم إلا بموجب موافقة محكمة مراقبة الاستخبارات السرية. وعلى الرغم من ذلك، هناك القليل من القيود المفروضة على وكالات التجسس فيما يتعلق بتجميع بيانات معينة أو مراقبة الاتصالات.
ومن جانبه قال المتحدث باسم شركة بليزارد إنترتينمنت (Blizzard Entertainment)، الكائن مقرها في مدينة إرفين بولاية كاليفورنيا والتي ابتكرت لعبة «وورلد أوف ووركرافت»: «لسنا على دراية بشأن وجود أي مراقبة، وفي حال وجود أي مراقبة من هذا القبيل، فإنها كانت تتم من دون علمنا أو تصريحنا بذلك».
وعلى الجانب الآخر، رفض المتحدث باسم «مايكروسوفت» التعقيب على الأمر. ورفض فيليب روزدال، مبتكر لعبة سيكند لايف والرئيس التنفيذي السابق بشركة ليندن لاب (Linden Lab) التي ابتكرت تلك اللعبة، التعليق على تسريبات التجسس التي جرى الإفصاح عنها. وفي نفس السياق، لم يرد المسؤولون التنفيذيون الحاليون بشركة ليندن لاب على الطلبات الخاصة بتعليقهم على هذا الأمر.
وعلى الجانب الآخر، لم يؤكد المتحدث باسم جهاز مركز قيادة الاتصالات الحكومية أي تورط للوكالة في مراقبة أي لعبة أو ينكر ذلك، بيد أنه قال إن عمل الوكالة يكون في «إطار قانوني دقيق باتباع سياسة حازمة» في ظل وجود إشراف صارم. ومن جانبها رفضت المتحدثة باسم وكالة الأمن القومي التعقيب على هذا الموضوع.

* خدمة «نيويورك تايمز»



«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».