قوات النظام تُسرِّح بعض أفرادها بعد 7 سنوات

TT

قوات النظام تُسرِّح بعض أفرادها بعد 7 سنوات

أصدرت قوات النظام السوري قراراً بتسريح دورة عسكرية التحق أفرادها بالخدمة الإلزامية في العام 2010، وقاتلوا في صفوفها طيلة سنوات النزاع الذي بدأ عامه الثامن، وفق ما أفادت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات.
وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني «صدور قرار بتسريح صف الضباط والاحتياطيين في الدورة 102 اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران) 2018».
يأتي صدور هذا القرار متزامناً مع التقدم الميداني الذي أحرزته وحدات الجيش في العامين الأخيرين على جبهات عدة، آخرها في الغوطة الشرقية التي كانت تعد معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وفي جنوب العاصمة بعد طرد تنظيم داعش من آخر جيب تحصن فيه.
ويقول محمد (27 عاماً) وهو رقيب في الجيش من مدينة حلب (شمال)، التحق بالخدمة الإلزامية مطلع شهر مايو (أيار) 2010 ويشمله قرار التسريح: «شعوري شعور مقاتل انتصر في حرب كبيرة، ربما تكون أضخم حرب أشهدها في حياتي».
وتلزم السلطات السورية الشبان عند بلوغهم سن الـ18 تأدية الخدمة الإلزامية في الجيش، لمدة تتراوح بين عام ونصف عام وعامين. وبعد أدائه الخدمة الإلزامية، يُمنح كل شاب رقماً في الاحتياط، ويمكن للسلطات أن تستدعيه في أي وقت للالتحاق بصفوف الجيش، خصوصاً في حالات الطوارئ.
ويوضح محمد أنه فور تبلغه الخبر: «اتصلت بعائلتي صباحاً وقلت لأمي: باركي لي لقد تسرحت من الجيش. تفاجأت ولم تعرف ماذا تقول».
على غرار محمد، الذي كان يفترض أن يتسرح في العام 2012 لولا اندلاع النزاع، يقول رائد (30 عاماً) «حين تأكدت من الخبر، خرجت من قطعتي في ريف درعا (جنوب)، وأطلقت النار في الهواء».
ويضيف الشاب، الذي قاتل على جبهات عدة في الغوطة الشرقية وريف دمشق: «ارتجفت أصابعي وأنا أقرأ الخبر»، معرباً عن الأمل بأن يتمكن من متابعة حياته بعد تسريحه.
ويتابع: «ربما حان الوقت المناسب لأتزوج وأكوّن عائلة».
ولم ينقل الإعلام السوري الرسمي أي بيان للجيش بهذا الصدد.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، إن «قرابة 15 ألف جندي واحتياطي يشملهم القرار، بعدما قتل وانشق وفرَّ عشرات الآلاف منذ التحاقهم بالدورة المعنية بالقرار في العام 2010».
ومنذ بدء النزاع في 2011، خسر الجيش عدداً كبيراً من جنوده، جراء مقتلهم في المعارك أو إصاباتهم أو فرارهم وسفرهم إلى الخارج. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نهاية العام تزامناً مع معارك مدينة حلب، إن الجيش تكبد «خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح»، مضيفاً: «لدينا الكثير من الجرحى الذين خرجوا عن إطار العمل العسكري، بسبب عدم قدرتهم الآن على القيام بمثل هذه الأعمال».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.