مؤتمر فرنسا حول اليمن يبحث آليات واضحة لوصول المساعدات

فرق إغاثية سعودية إلى جزيرة سقطرى لتقييم الأضرار

جنود سعوديون يعيدون بناء طريق تضرر من الإعصار الذي ضرب سقطرى (رويترز)
جنود سعوديون يعيدون بناء طريق تضرر من الإعصار الذي ضرب سقطرى (رويترز)
TT

مؤتمر فرنسا حول اليمن يبحث آليات واضحة لوصول المساعدات

جنود سعوديون يعيدون بناء طريق تضرر من الإعصار الذي ضرب سقطرى (رويترز)
جنود سعوديون يعيدون بناء طريق تضرر من الإعصار الذي ضرب سقطرى (رويترز)

أكد عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة باليمن، أن مؤتمر إعادة الإعمار الذي من المزمع عقده في فرنسا سيشهد عرض آليات واضحة لكيفية وصول المساعدة الإنسانية إلى الأراضي اليمنية كافة، وفقاً لما جرى الإعلان عنه في مؤتمر وزراء خارجية دول تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأضاف فتح لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة اليمنية لديها توجهات محددة عرضتها خلال مؤتمر جنيف الذي عقد في شهر أبريل (نيسان) الماضي وركّز بصورة رئيسية على الانتقال من عملية الإغاثة العاجلة إلى الإغاثة المرتبطة بسبل العيش وبحياة الناس، وتؤدي إلى تعزيز الاستقرار وإيجاد قدر كبير من مصادر الدخل لأبناء الشعب اليمني.
ولفت إلى أن الإغاثة العاجلة ستظل مهمة حتى ما بعد توقف الحرب، إلا أنه أكد أهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وتطرق إلى أن التحالف أعلن عن وجود 22 منفذاً آمناً يتم من خلالها إدخال المساعدات الإنسانية لليمن، مشيراً إلى أن المؤتمر سيركز على العمليات المرتبطة بالجوانب الإغاثية وسهولة الوصول إلى المناطق المستهدفة، كما سيشهد إطلاق دعوة للمنظمات الإنسانية كافة خصوصاً المنظمات الأممية للعمل الفاعل من خلال لا مركزية العمل الإغاثي، إضافة إلى تحسين كفاءة استخدام الأموال وفاعلية إنجاز الأهداف الموضوعة وأهداف العملية الإنسانية.
وذكر فتح أن الحكومة اليمنية تعول على هذا المؤتمر بشكل كبير، كونه سيسهم في إعادة الإعمار في البلاد بعد أن دمرتها الميليشيا الحوثية، متطلعاً أن يلعب المؤتمر دوراً فاعلاً في الإسهام في عمليات إغاثية فاعلة تنهي المأساة الإنسانية التي تسببت بها الميليشيا الحوثية التي خرجت عن الإجماع اليمني والإجماع العربي وعلى الشرعية في البلاد، ولم تلتفت للمبادرة الخليجية ولا لمخرجات الحوار الوطني ولم تلتزم بالقرارات الأممية الصادرة من مجلس الأمن ومنها القرار 2216، مؤكداً أن الحكومة تتبع أسلوب الإغاثة الإنسانية وتستهدف المواطن اليمني أينما وجد.
إلى ذلك، قال سامر الجطيلي المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لـ«الشرق الأوسط»، إن فريقاً إغاثياً غادر السعودية متوجهاً إلى سقطرى للقيام بأعمال إغاثية، مشيراً إلى أن زيارة سبقت وصول العاصفة المدارية إلى جزيرة سقطرى، وتم توصيل 20 طناً من المساعدات الإغاثية أمّنت مخزوناً وافراً وكبيراً للمساعدات الإنسانية وتوصيل المساعدات الإغاثية إلى نحو 150 ألف أسرة.
وأضاف أن القوات المشتركة أوصلت آلاف الأطنان إلى جزيرة سقطرى، كما تم فتح الطرق التي توصل الميناء بالمطار، إضافة إلى بعض الطرق الرئيسية في الجزيرة لتسهيل انتقال السكان في المدينة، كما تم فتح الطريق الرئيسية الرابطة بين المطار والمدينة.
ولفت الجطيلي إلى إمكانية وصول الزوارق البحرية في حال هدوء العاصفة من أجل تقييم الأضرار التي لحقت بالسكان، مشيراً إلى أنه بالنظر إلى قوة الإعصار وأعداد المتوفين، فإنه تم تحييد خطورة الإعصار بنجاح.
وفي سياق إغاثي آخر، دشنت رابطة العالم الإسلامي حملتها الثانية ضمن سلسلة برنامجها الإغاثي العاجل لمساعدة الأشقاء اليمنيين، تفاعلاً مع خطة الاستجابة الإنسانية 2018 التي أطلقتها الأمم المتحدة، ودعت فيها إلى جمع 2.96 مليار دولار خلال العام الجاري، لمساعدة اليمنيين على تخطي الأزمة الإنسانية التي يعيشونها.
واجتمع الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام للرابطة، منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي مع أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، واستعرضا معاً الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها الدور الإنساني العالمي للرابطة ومشاركاتها الفاعلة في غوث ضحايا الأزمات والكوارث بمختلف دول العالم من مختلف الانتماءات.
وتأتي هذا الحملة ضمن البرنامج الإغاثي الذي وجه الشيخ العيسى بإطلاقه، عبر الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية، للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، وتغطية حاجات النازحين في خمس محافظات بالداخل اليمني وتشمل «الجوف، حجة، مأرب، شبوة، أبين»، وشملت الحملة توزيع 15.200 سلة غذائية استفاد منها أكثر من 75 ألف شخص.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز سرحان الأمين العام للهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية المكلف، أن الحملة بدأت بتأمين خمسة آلاف سلة غذائية للنازحين في محافظة حجة، بالتعاون مع مؤسسة البركة التنموية الخيرية باليمن، التي أشرفت على عملية توزيعها، مشيراً إلى أن الحملة ستنتقل إلى بقية المحافظات الأربع، حيث سيتم توزيع ثلاثة آلاف سلة غذائية في كل من محافظات مأرب وشبوة وأبين، فيما سيتم توزيع 1200 سلة في محافظة الجوف.
ونوه الدكتور سرحان بأن رابطة العالم الإسلامي قدمت ولا تزال تقدم للشعب اليمني مساعدات في مختلف المجالات الإغاثية والصحية والاجتماعية، ومنها توفير مياه الشرب النقية وكفالة الأيتام بكلفة بلغت 102,855,293 ريالا، استفاد منها 2,361,398 يمنيا، مؤكداً أن الرابطة ستواصل دعمها للشعب اليمني بمختلف فئاته وفي كل المحافظات اليمنية، حتى يتخطى أزمته الإنسانية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.