أوروبا تنصح إسرائيل بـ«وقف التحريض»

سفيرها في تل أبيب يحذِّر من محاولات لشق صفوف الاتحاد

فلسطيني في مزرعته قرب الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني في مزرعته قرب الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تنصح إسرائيل بـ«وقف التحريض»

فلسطيني في مزرعته قرب الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني في مزرعته قرب الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة (أ.ف.ب)

توجه سفير الاتحاد الأوروبي الجديد في تل أبيب، الدبلوماسي الإيطالي عمانويل جوفريه، إلى الحكومة الإسرائيلية بطلب «وقف التحريض والإجراءات المعادية»، قائلاً إن النشاطات التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو لشق صفوف الاتحاد من خلال بعض الدول الأوروبية الشرقية تضر في نهاية المطاف بمصالح الدولة العبرية.
وكان جوفريه، يعقّب بذلك على عدد من المواقف الإسرائيلية المتراكمة ضد الأوروبيين في الآونة الأخيرة، وبينها الاتهامات التي نشرتها وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، وادعت فيها أن الاتحاد الأوروبي موّل بمبلغ يقدّر بـ5 ملايين يورو منظمات عالمية تدعم مقاطعتها. كما رد السفير الأوروبي على وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، الذي استخدم كلمات نابية ضد أوروبا بسبب مطلبها التحقيق في الاعتداء الدموي للشرطة على مظاهرة في حيفا، فقال: «بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يذهب إلى ألف ألف جحيم» و«الاتحاد الأوروبي يتملق الآن لإيران وسيساعدها ضد العقوبات الأميركية».
وقال السفير الأوروبي، رداً على ذلك، إنه يود أن يلفت نظر السياسيين الإسرائيليين إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل استراتيجية، وهي ضرورية وحيوية للطرفين. وذكّرهم بأن قيمة التبادل التجاري بين الطرفين بلغت في السنة الأخيرة 36 مليار دولار، وأن قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا ارتفعت هذه السنة بنسبة 20 في المائة. وتساءل: «ما هي المصلحة في المساس بمثل هذه العلاقة؟ فإذا كانوا يغضبون منا لأننا ننتقد بعض السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، فإننا نفعل ذلك ضمن حرصنا على بقاء إسرائيل دولة ديمقراطية. وإذا كانوا لا يحبون موقفنا الداعم لحل الدولتين، فإننا نفعل ذلك أولاً لأن هذا الحل هو من صنع الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، وثانياً لأننا لا نرى حلاً آخر مفيداً لإسرائيل ويحفظ لها أمنها».
واتهم السفير، الحكومة الإسرائيلية، بمحاولة «دق الأسافين وشق الصفوف» بين دول الاتحاد، بواسطة تحصيل مواقف من بعض دول أوروبا الشرقية للخروج عن مواقف الاتحاد الأوروبي في قضية العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين وقضية الاستيطان، قائلاً إن إسرائيل تعمل بذلك ضد مصلحتها. وقال إن مصلحة أوروبا أن تكون موحدة وكل من يعمل ضد وحدتها يسعى إلى ضرب مصلحتها. ولكن مصلحة إسرائيل أيضاً «تقتضي رؤية أوروبا موحدة وقوية»، بحسب ما قال.
يذكر أن تقريراً رسمياً أعدته وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، وعلى رأسها غلعاد إردان (ليكود)، هاجم الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، بحجة تمويله منظمات وأطراً إسرائيلية وفلسطينية تدعم «حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS)، وتدعم منظمات تدعم «نزع الشرعية عن إسرائيل». وبحسب التقرير، فإن أكثر من خمسة ملايين يورو قدمت من الاتحاد الأوروبي عام 2016 إلى تلك المنظمات، وملايين أخرى وصلت هذه المنظمات بشكل غير مباشر عن طريق طرف ثالث. ويقول التقرير إن «منظمة المساعدات الشعبية النرويجية» (NPA) تلقت عام 2016 تمويلاً من الاتحاد الأوروبي بقيمه 1.76 مليون يورو، وبعدها بعام نشرت تقريراً يدعو مؤسسات مالية لسحب استثماراتها من إسرائيل. واستهدف التقرير أيضاً جمعيات فلسطينية مستقلة تتلقى دعماً من الاتحاد الأوروبي، مثل: «مؤسسة الحق - القانون من أجل الإنسان» و«المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان».
وقد رد سفير الاتحاد الأوروبي على التقرير بقوله إن المقاطعة الأوروبية تقتصر على النشاطات الاستيطانية لأنها غير شرعية. وقال: «الاتحاد الأوروبي يحظر إقامة علاقات تجارية أو أكاديمية مع مؤسسات إسرائيلية لها فروع أو أنشطة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس. وفي عام 2015 أصدر (الاتحاد) قراراً يقضي بوسم منتجات المستوطنات المعروضة في المتاجر الأوروبية بملصقات توضح مصدرها».



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.