ليبرمان يصادق على آلاف البيوت في المستوطنات... ونتنياهو يبارك

فريدمان: خطة السلام لم تستكمل بعد وقد تقدم خلال أشهر

منظر عام لبيوت في مستوطنة شفوت راشيل القريبة من رام الله في الضفة الغربية (رويترز)
منظر عام لبيوت في مستوطنة شفوت راشيل القريبة من رام الله في الضفة الغربية (رويترز)
TT

ليبرمان يصادق على آلاف البيوت في المستوطنات... ونتنياهو يبارك

منظر عام لبيوت في مستوطنة شفوت راشيل القريبة من رام الله في الضفة الغربية (رويترز)
منظر عام لبيوت في مستوطنة شفوت راشيل القريبة من رام الله في الضفة الغربية (رويترز)

بعد ساعات قليلة من قيام وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بالمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، هاتف رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، رئيس بلدية «معاليه أدوميم» الاستيطانية (جنوبي القدس)، بيني كسريئيل، وهنأه بمناسبة حصوله على حصة الأسد من هذه المشروعات.
وقال نتنياهو لرئيس بلدية الاستيطان: «نحن نواصل المساعي لتطوير البلدات اليهودية في «يهودا والسامرة» (هكذا يسمي الاحتلال الضفة الغربية)، ونصادق على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة. أهنئ خاصة معاليه أدوميم التي ستبني مئات الوحدات السكنية الجديدة، بعد فترة طويلة قمنا، خلالها، بالإعداد لدفع مخطط البناء فيها».
وتمتد المستوطنات المركزية التي ستحظى بالخطط الجديدة للبناء على 30 مستعمرة في الضفة الغربية، بعضها تعتبر من الكتل الاستيطانية الكبيرة، وبعضها أيضاً في المستعمرات النائية، التي كانت تعتبر قابلة للإخلاء، أبرزها: ارئيل - 400 وحدة (على أراضي نابلس)، معاليه ادوميم 460 وحدة (على أراضي القدس الجنوبية وقضائها)، معاليه أفرايم 45 (غربي رام الله)، كريات أربع 150 (على أراضي الخليل)، الفي مناشيه 40 (على أراضي قلقيلية)، افني حيفتس 130 (على أراضي طولكرم)، حيننيت 80. حلميش 60، طلمون 180، نافيه دنييل 170، كفار عتسيون 160، تانا عومريم 130، وغيرها من المستعمرات المقامة جميعها على أراض فلسطينية محتلة.
وكتب ليبرمان عبر تغريدة له على موقعه في «تويتر»: «التزمنا بتسريع عمليات البناء في الضفة الغربية، وها نحن نفي بوعودنا. 2500 وحدة سكنية جديدة سنصادق عليها الأسبوع المقبل في مجلس التخطيط من أجل البناء الفوري في عام 2018. في الأشهر القريبة، سنتوصل للمصادقة على آلاف الوحدات الأخرى. سوف نستمر بتوطين وتطوير يهودا والسامرة عن طريق الأفعال».
وقال أحد مساعدي ليبرمان، إن هناك 1400 وحدة استيطانية أخرى سيتم تمريرها في الأسابيع المقبلة، ليصبح عدد الوحدات المصادق على بنائها، في هذه الموجة، 3900 وحدة.
من جانبها، عدت الحكومة الفلسطينية، عمليات الاستيطان هذه: «عدواناً جديداً تشنه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية»، بعد يومين من تقديم السلطة الفلسطينية، إحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن الاستيطان.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «إن قرار ليبرمان هو بمثابة رسالة إسرائيلية واضحة للعالم، ولمحكمة الجنايات الدولية، وللأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بأن إسرائيل ستفشل كل الجهود الدولية الرامية لإنقاذ العملية السياسية».
ويفترض أن تقدم الولايات المتحدة خطة سلام جديدة، لكن لا يوجد مؤشرات على أنها ستتضمن أي تجميد للاستيطان. ويرفض الفلسطينيون الخطة قبل أن تطرح لأنها تستثني القدس.
وقال ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، للقناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية، إن الخطة لم تستكمل بعد، وإنه يعتقد أنها ستقدم خلال أشهر.
ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية، صائب عريقات «المجلس القضائي للمحكمة الجنائية الدولية والمدعية العامة فاتو بن سودا، إلى فتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين حول القضايا المرفوعة أمامها، والتي تشمل الاستيطان الاستعماري والاعتداءات الإجرامية على قطاع غزة، والأسرى واعتقال الأطفال، والإعدامات الميدانية، والتطهير العرقي، ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، والحصار والإغلاق، وباقي العقوبات الجماعية التي تمارسها سلطة الاحتلال (إسرائيل) ضد أبناء الشعب الفلسطيني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.