الرومانسية والمجوهرات... القاسم المشترك بين الأمير هاري وإدوارد الثامن

هناك قواسم مشتركة كثيرة بين علاقة الأمير هاري بميغان ماركل، وإدوارد الثامن بواليس سيمبسون، ليس أقلها أن الرجلين أظهرا للعالم أجمع رومانسية لا مثيل لها. فالأمير هاري الذي تزوج في الأسبوع الماضي تحدى المؤسسة البريطانية بزواجه من ميغان ماركل، التي تكبره سناً ومطلقة. ليس هذا فحسب بل أيضاً من أصول مختلطة عرقياً.
قبله بأكثر من 72 عاماً، عاش العالم القصة نفسها لكن بنهاية مختلفة تماماً. كان ذلك في عام 1936 عندما أعلن إدوارد الثامن رغبته في الزواج من واليس سيمسبون، وهي أميركية ومطلقة. حينها رفضت المؤسسة البريطانية طلبه رفضاً قاطعاً، وخيرته بين العرش والحب. اختار الحب وكانت النتيجة نفيه وعزلته إلى أواخر حياته. لكن شتان بين الماضي والحاضر... فبينما لم يتقبل المجتمع البريطاني زواجه من امرأة تكبره ومطلقة، يتغزل جيل آخر من المجتمع نفسه في شجاعة هاري، ولا يزال يتغنى برومانسيته. أما بالنسبة للعائلة المالكة، فإنه كان دائماً الابن الشقي الذي تحبه الملكة إليزابيث، وتخصص له مكانة خاصة في قلبها، حسب قول المقربين منها. إضافة إلى كل هذا، فإنه يأتي في المرتبة السادسة في الترتيب الملكي، الأمر الذي يعني أنه لن يكون ملكاً. ثم لا ننسى أن كل أبناء الملكة إليزابيث الثانية، باستثناء الابن الأصغر إدوارد، مطلقون بمن فيهم ولي العهد الأمير تشارلز الذي انفصل عن الأميرة الراحلة ديانا، والدة الأمير هاري.
بيد أن هاري أكد في يوم السبت الماضي تشابهاً آخر بينه وبين إدوارد الثامن، تشابهاً لا يقل أهمية عن الحب والرومانسية. فمثله وقع في حب دار «كارتييه» للمجوهرات. باختياره السوار وأقراط الأذن التي أهداها لعروسه في يوم عرسها من الدار الفرنسية كان واضحاً أن العلاقة بينهما قد بدأت، ولا بشك ستتوطد أكثر. كما كان واضحاً أنه اختارها بعناية لكي تتناسق مع تصميم التاج الذي استعارته عروسه من خزانة جدته، الملكة إليزابيث الثانية.
جدير بالذكر أن إدوارد الثامن هو من أعطى «كارتييه» لقب «صائغ الملوك وملك الصاغة» الذي لا يزال لصيقاً بها إلى حد الآن. فبعد اضطراره إلى التنازل عن عرشه وتم نفيه من بريطانيا، حاول دائماً تعويض واليس سيمسبون عن عدم وفائه بوعده لها بأن يجعلها ملكة متوجة. طريقته كانت كرماً طائياً فيما يتعلق بالمجوهرات. لم يكن يقتني كل ما تميز منها فحسب، بل كان يصممها بنفسه في بعض الأحيان، ثم يطلب من دور المجوهرات الكبيرة، وعلى رأسها «كارتييه»، صياغتها له. في عام 1948 مثلاً طلب «بروشا» يمثل نمراً ثلاثي الأبعاد رُصع بزفير كشمير، ولم يمر سوى وقت وجيز حتى أهداها «بروشا» يجسد طائر الفلامنكو، وهلم جرا من القطع التي تؤكد مدى حبه لواليس سيمسبون. وقد جمعت هذه الأخيرة على مر السنوات مجموعة هائلة لا تزال تظهر بين الفينة والأخرى في المزادات العالمية، رغم أن الملكة الراحلة ماري، والدة الملكة إليزابيث الثانية، التي يتساوى شغفها بالمجوهرات مع شغفها بالتقاليد الملكية، أعادت شراء الزمرد الخاص بالعائلة من زوجة شقيقها بعد وفاته.
مثل إدوارد الثامن أيضاً، لا يريد هاري أن يبخل على زوجته بالغالي والنفيس. فحتى خاتم الزفاف البسيط جاء مصنوعاً من الكتلة الذهبية الخام من ويلز، التي يتردد أنه تم استخدامها لصنع خاتم كيت أيضاً. وكانت الملكة إليزابيث الثانية قد حصلت على هذه الكتلة في عيد ميلادها الـ60 عام 1986 من جمعية «رويال بريتش ليجن»، التي ترعاها الملكة. مصدر الكتلة الذهبية هو منجم ذهب سانت ديفيد في نورث ويلز، الذي تمتلكه الآن شركة «كلوجاو جولد»، ويعتبر من أغلى أنواع الذهب في العالم. ويرجع ذلك بصورة أساسية لندرته، ويمكن أن تقدر قيمته بأنها أعلى بواقع 30 مرة مقارنة بالذهب في أي مكان آخر.
وتزن الكتلة الذهبية التي تمتلكها الأسرة الملكية نحو كيلوغرام، وهو ما يكفي لتصنيع الكثير من الخواتم، بالنظر إلى أن الخاتم الواحد يزن نحو 10 غرامات فقط. وبما أن المفروض أن يكون خاتم الزواج بسيطاً بالمقارنة مع خاتم الخطوبة، فإن الأمير سبق وقدم لها خاتماً قام هو بتصميمه، باستخدام ماستين صغيرتين من المجموعة الخاصة بوالدته الأميرة ديانا تتوسطهما ماسة عيار ثلاثة إلى خمسة قيراط من مناجم بوتسوانا.