انتخاب بري والفرزلي يقلّص الخلاف بين «أمل» و«الوطني الحر»

نائب رئيس المجلس سيكون «الجامع بين الطرفين»

إيلي الفرزلي يدلي بصوته خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه
إيلي الفرزلي يدلي بصوته خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه
TT

انتخاب بري والفرزلي يقلّص الخلاف بين «أمل» و«الوطني الحر»

إيلي الفرزلي يدلي بصوته خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه
إيلي الفرزلي يدلي بصوته خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه

قلّص انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه إيلي الفرزلي أمس، مساحة الخلاف التي تصاعدت بشكل غير مسبوق قبل الانتخابات النيابية بين «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر»، ومهّدت لمرحلة جديدة أجمع مسؤولون في الطرفين أنها ستتسم بالتعاون، في وقت تعهد الفرزلي بأن يكون «الجامع بين الطرفين». وتجاوز «التيار الوطني الحر» عقبات ماضية اعترت علاقته ببري، إذ انتخب بري بأغلبية 98 صوتاً، من ضمنها أصوات نواب في كتلة «لبنان القوي» التابعة للتيار، في وقت انتخب نواب «كتلة التحرير والتنمية» التي يرأسها بري، النائب إيلي الفرزلي لموقع نائب الرئيس، علما بأن الفرزلي هو صديق لبري أيضاً، وينتمي إلى كتلة «لبنان القوي» التي شكلها التيار مع حلفاء فازوا على لوائحه. وأبعدت عملية الانتخاب أمس مرشح «القوات» لمنصب نائب رئيس للمجلس، كما أبعدت اسطفان دويهي، عضو كتلة «المردة»، وهو حليف بري أيضاً، من موقع أمين سر هيئة مكتب المجلس النيابي.
ويبدو أن مفاعيل التوافق و«الإيجابية» ستنسحب على مرحلة ما بعد انتخابات هيئة مجلس النواب. ففي وقت تحدثت مصادر في كتلة «لبنان القوي» لـ«الشرق الأوسط» عن «صفحة إيجابية جديدة مع الرئيس بري» وعن «تعاون في المجلس النيابي الجديد»، أكد وزير المال علي حسن خليل أن البلاد «أمام فرصة كبيرة من أجل إعادة تنظيم الحياة السياسية»، مشددا على أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلته حريصون على التعاون مع الجميع ومد يدهم للفرقاء السياسيين في المرحلة المقبلة.
وأظهرت سلاسة الانتخابات أن هناك اتفاقات مسبقة، سرعان ما نفاها النائب آلان عون بالتأكيد أن «لا صفقات في انتخاب هيئة مكتب المجلس»، فيما أعلن رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل: «إننا وفّقنا بين الميثاقية والمبدئية وعكسنا نتائج الانتخابات النيابية بانتخابات المجلس على أمل أن نكون دخلنا عصراً أكثر إنتاجية في المجلس التشريعي».
ودقت مصادر «القوات اللبنانية» ناقوس الخطر، جراء عملية الانتخابات التي ألمحت إلى أنها قامت على اتفاقات مسبقة. وقالت إنّ «ما شاهده اللبنانيون أكثر من خدعة، لا بل مهزلة كبيرة»، موضحة في حديث لقناة «إم تي في» أن «النواب الـ80 الذين تكتلوا لانتخاب إيلي الفرزلي نائباً لرئيس مجلس النواب كانوا منذ أيام يترامون التهم والشتائم»، سائلاً: «هل هذا هو الاتفاق على بناء الدولة والمؤسسات التي وعدوا بها؟». ووصفت عملية التصويت داخل المجلس بـ«المشهدية الخطيرة لا سيّما على الاقتصاد اللبناني، بفعل الارتباط القوي للأكثرية مع حزب الله والنظام السوري ما يجعلنا ندقّ ناقوس الخطر».
وعلى صعيد تفعيل التقارب بين بري و«التيار الوطني الحر»، تعول الأطراف على دور مرتقب لنائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي في التقريب في وجهات النظر بين الطرفين، وهو ما لم ينفه الفرزلي، مؤكدا: «إنني سأكون الجامع بين التيار الوطني الحر والرئيس بري، وليس الوسيط بينهما».
وأكد الفرزلي بعد انتخابه أنه في «المرحلة المقبلة، نحن ذاهبون إلى صياغة اتفاق جديد ومرحلة جديدة»، متحدثاً عن إيجابية تحيط بالمرحلة المقبلة على صعيد التقريب بين الأفرقاء. وسيُختبر موضوع التقارب في التنافس على الحقائب الحكومية التي سيبدأ التفاوض عليها، بدءاً من الأسبوع المقبل، بعد تسمية رئيس جديد للحكومة خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.