جبريل: ليبيا ستواجه خطر التقسيم إذا عجلت بالانتخابات

TT

جبريل: ليبيا ستواجه خطر التقسيم إذا عجلت بالانتخابات

قال رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل أمس، إن ليبيا باتت منقسمة لدرجة لا تسمح بإجراء انتخابات، وإنها ستواجه خطر التقسيم إذا مضت قدما بإجراء انتخابات، دون ضمانات أمنية، وتوافق وطني على بناء الدولة. وأضاف جبريل، الذي قاد المجلس الوطني الانتقالي خلال الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي بعد أكثر من أربعة عقود في السلطة، في مقابلة أجريت معه في مقر إقامته بالقاهرة، أن الهدف الذي تنشده الأمم المتحدة لإجراء انتخابات عامة بحلول نهاية العام غير واقعي. مضيفا أن «الدولة لا تزال غير مستعدة. فالأمر يتطلب المزيد من الوحدة والمزيد من التوافق... ونحن نعرض الدولة لتقسيم حقيقي إذا مضينا قدما في إجراء الانتخابات، في وقت تشهد فيه الدولة انقساما كبيرا».
وترأس جبريل (65 عاما) هيئة للإصلاح الاقتصادي سنة 2007 خلال حكم القذافي، لكنه انضم للمعارضة في انتفاضة 2011، كما شغل منصب رئيس الوزراء المؤقت لنحو سبعة أشهر، وكان له دور في حملة جوية شنها حلف شمال الأطلسي على ليبيا، التي قدمت للمعارضة المسلحة دعما حيويا.
وأوضح جبريل لوكالة «رويترز» للأنباء أن الجماعات المسلحة، التي تمتلك القوة الحقيقية في طرابلس منذ اندلاع الانتفاضة، أفسدت النجاح الذي حققه تحالف القوى الوطنية برئاسته في الانتخابات، حيث اقتحمت الأبنية الحكومية وخطفت مسؤولين لفرض إرادتها. وفي عام 2012 فاز ائتلاف القوى الوطنية بمعظم الأصوات، رغم أن جبريل خسر منافسة برلمانية ليصبح رئيسا للوزراء. وفي الانتخابات الجديدة، التي أجريت بعد ذلك بعامين تم حظر قوائم الحزب، والتشكيك في نتائج التصويت، ما أدى إلى ظهور برلمانيين وحكومتين متناحرتين في طرابلس والشرق.
وأكد جبريل أنه قبل المضي قدما في إجراء انتخابات جديدة، يتعين الحصول على تعهدات مكتوبة بقبول نتائج الانتخابات، مشددا على أن السلطات الليبية والدولية مطالبة بأن تظهر أن بمقدورها ضمان احترام نتائج الانتخابات، وهو أمر مستحيل في الوقت الراهن بسبب عدم وجود قوات للأمن الوطني، أو هيئة قضائية فعالة. وقال بهذا الخصوص: «إذا لم تلب هذه الشروط فلا أعتقد أن بوسعنا المشاركة لأن ذلك يعني أننا نعرض أنفسنا لجولة ثالثة من خيبة الأمل، وجولة ثالثة من الأحلام الزائفة». كما أوضح جبريل أن الأعداد الواردة في الجولة الأخيرة من عملية تسجيل الأصوات كبيرة جدا، لكونها احتوت على أسماء وهمية. وقال إنه يتعين أيضا التعامل مع هذه المخالفات بشكل عاجل.
ولم يقدم جبريل أدلة على ذلك، لكنه قال إن الأمر يحتاج إلى «تغييرات اقتصادية هيكلية كبيرة جدا»، بما في ذلك خفض فاتورة الرواتب العامة الضخمة بالبلاد.
وجاءت تصريحات جبريل بعد يوم من إبلاغ مبعوث الأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة مجلس الأمن بأنه تخلى عن محاولة تعديل اتفاق السلام المعطل، المبرم عام 2015. وأنه يركز بدلا من ذلك على إجراء انتخابات هذا العام. ويروج سلامة لسلسلة اجتماعات في محاولة لدعم النقاش السياسي، والتوافق الذي قال جبريل إنه قد يفضي إلى ميثاق وطني من أجل إعادة وحدة البلاد، وإعادة بناء دولة تعمل على نحو فعال.
وحذرت الدول المجاورة لليبيا أمس من زيادة تدهور الوضع الأمني هناك في ظل عدم إحراز أي تقدم نحو التوصل لحل سياسي.
وقال وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس في بيان مشترك، إن أي تأخير في حل الأزمة الليبية قد يفتح الطريق أمام مزيد من التصعيد والعنف والإرهاب والصراعات.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.