تونس تعرض على البنك الدولي برنامجاً للتعاون ودعم ميزانية الدولة

مركز تسوق في العاصمة التونسية (رويترز)
مركز تسوق في العاصمة التونسية (رويترز)
TT

تونس تعرض على البنك الدولي برنامجاً للتعاون ودعم ميزانية الدولة

مركز تسوق في العاصمة التونسية (رويترز)
مركز تسوق في العاصمة التونسية (رويترز)

عرض زياد العذاري الوزير التونسي للتنمية والاستثمار والتعاون الدولي، على ممثلي البنك الدولي في تونس، برنامجاً للتعاون المالي القائم بين الطرفين يمتد على سنتي 2018 و2019، وتضمن البرنامج مجموعة من مشاريع التنمية في عدد من المجالات الحيوية، إضافةً إلى برنامج لدعم الميزانية التونسية.
وحضر اللقاء كل من ماري فرنسواز نيلي مديرة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، وجورج غرة الممثل المقيم للمؤسسة المالية الدولية، وطوني فاهايجان، الممثل المقيم للبنك الدولي بتونس.
وقدم العذاري لممثلي البنك الدولي عرضاً حول تطور الوضع الاقتصادي في تونس ومدى تقدم الإصلاحات التي تم إقرارها بهدف زيادة نسق النمو وخلق الثروة وتوفير فرص العمل أمام العاطلين.
ويقدر حجم المبالغ المالية التي وعد البنك الدولي بتوفيرها بنحو 500 مليون دولار، وهي على ارتباط بتقدم نسق الإصلاحات الاقتصادية التي أقرّتها تونس، وهي تقريباً التوصيات نفسها التي اشترطها صندوق النقد الدولي لمواصلة تمويل الاقتصاد التونسي.
وخلال هذا الاجتماع، تمت متابعة التقدم المحرز لمنتدى الاستثمار في المشاريع الكبرى والشراكة بين القطاعين العام والخاص المزمع تنظيمه نهاية يونيو (حزيران) المقبل، وهو المنتدى الذي ينتظم بدعم من مجموعة البنك الدولي.
وإثر سلسلة من الاجتماعات الثنائية، اتفق الطرفان على عرض برنامج لدعم ميزانية تونس، وذلك خلال اجتماع مجلس إدارة البنك الدولي في شهر يونيو المقبل. وتشمل مشاريع التعاون المزمع تمويلها من قبل البنك الدولي عدداً من البرامج في قطاعات الطاقة والماء والتكنولوجيا ودعم المبادرة الخاصة والبنية التحتية.
وأكدت ماري فرنسواز نيلي، أن زيارة ممثلي البنك الدولي هذه تندرج في إطار مواصلة التشاور حول السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين البنك الدولي وتونس، والاطلاع عن كثب على تطور الأوضاع الاقتصادية والمالية للبلاد، ومدى تقدم الإصلاحات الاقتصادية. وجددت التزام البنك بمواصلة دعم تونس في إنجاز برامجها ومشاريعها التنموية.
يذكر أن برنامج التعاون بين تونس والبنك الدولي خلال السنة الحالية، يتضمن مجموعة من المشاريع منها بالخصوص تكثيف الفلاحة السقوية في أربع ولايات في الشمال الغربي التونسي، وتتمثل في باجة وبنزرت وجندوبة وسليانة، ويدعم البنكُ الدولي المشروعَ الرامي إلى التقليص من الفوارق في النفاذ إلى التعليم في سن ما قبل الدراسة في القطاع التربوي، علاوة على تحسين ظروف التعليم في المدارس الابتدائية في عدد من المناطق التونسية.
ومن المنتظر أن يموّل البنك الدولي المشروع النموذجي الهادف إلى تحسين الظروف البيئية من خلال مد قنوات التطهير في عدد من المناطق الواقعة في أحياء شعبية شمال العاصمة التونسية وفي عدد من مناطق الجنوب التونسي.
وتندرج هذه المشاريع في إطار الدعم المالي المقدَّر بـ350 مليون دولار الذي يوفره البنك الدولي للدولة التونسية لتمويل مشاريع التنمية في الجهات خلال السنوات الخمس المقبلة. كما سيخصص جزء من هذه التمويلات يقدر بـ60 مليون دولار لتنفيذ مشاريع تشغيل الشباب في المناطق المهمشة والأقل حظاً على مستوى مؤشرات التنمية.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».