الموسيقى الأندلسية المغربية تفتتح مهرجان مدينة تونس

أمتعت فرقة «جوق شباب الأندلس» المغربية، الحاضرين بباقة متنوعة من التراث الموسيقي المغربي والموشحات الأندلسية والأغاني الصوفية، وحظيت بمتابعة هامة من جمهور من تونس ومن المغرب. وتعيش مدينة تونس منذ أيام على وقع الدورة 36 من مهرجان المدينة وبرمجت 24 عرضا فنيا خلال شهر رمضان الحالي ومثلت السهرة الأولى التي أمنتها فرقة «جوق شباب الأندلس» المغربية أفضل دعاية للمهرجان، إذ كشفت عن مخزون فني هائل لهذه الفرقة التي تجد لها مثيلا في موسيقى «المالوف» التونسي.
وخلال حفل الافتتاح، اختارت فرقة «جوق شباب الأندلس»، وهي أوّل مجموعة موسيقية مغربية مختصة في المالوف تسجّل حضورها في هذه التظاهرة الرمضانية، باقة متنوعة من التراث الموسيقي المغربي، استهلّتها بشذرات من نوبة «رمل الماية»، فتغنت فيها بالخصال النبوية، ثم تلتها بقصيدة ذات طابع صوفي نثرت الخشوع بين الحاضرين.
كما شدت بمجموعة متنوعة من الموشحات الأندلسية المغربية والنوبات ذات الطابع الصوفي، أدّاها الجوق على آلات وترية كـ«الطار» والعود والقانون والكمنجة، إلى جانب آلات إيقاعية مثل الدربوكة والدف، وصاحبتها أصوات المنشدين هشام البلغيثي ومجيدة سباعي وسعيد الله المخطوبي.
وتشهد الدورة الجديدة لمهرجان مدينة تونس مشاركة عدد من الفرق الشبابية سواء من الجنوب التونسي أو من فرنسا إضافة إلى مشاركة الفنان التونسي الفاضل الجزيري بعرض جديد يحمل عنوان «الحضرة 3»، وهو عبارة عن مجموعة من الأغاني الشعبية التي تتغنّى بالأولياء الصالحين وبأقطاب المتصوفة في المغرب العربي.
وتضمنت البرمجة الرمضانية لهذه التظاهرة التي ارتبط اسمها بشهر رمضان، سهرة لفرقة نادي الأصيل للطرب من صفاقس (تونس)، في حين تقدم سيرين بن موسى الفنانة التونسية المقيمة بفرنسا عرضا يحمل عنوان «الموروث الأندلسي من بلدان المغرب العربي»، علاوة على عرض لسلاطين الطرب من سوريا بمشاركة الفنانة نادية المنفوخ.
وتتوزع السهرات الفنية الرمضانية على فضاءات المسرح البلدي ومدينة الثقافة ودار حسين ودار الأصرم، وكلاهما وسط المدينة العتيقة. ويعتبر مهرجان مدينة تونس فرصة هامة لاكتشاف الطاقات الشبابية في عدة مجالات أهمها الغناء والتمثيل والعروض الفرجوية. ويكون الاختتام في سهرة 10 يونيو (حزيران) المقبل بعرض «هاملين» وهو عبارة عن عرض موسيقى شبابي يمزج بين الموسيقى الشعبية وموسيقى الروك في أسلوب فني جديد.