«الدراما» الخليجية تجسد الواقع وتكتسح في سباق رمضان

مسلسل «العاصوف» السعودي يعتلي المنصة

«العاصوف» قصة السبعينات وملحمة تاريخية اجتماعية
«العاصوف» قصة السبعينات وملحمة تاريخية اجتماعية
TT

«الدراما» الخليجية تجسد الواقع وتكتسح في سباق رمضان

«العاصوف» قصة السبعينات وملحمة تاريخية اجتماعية
«العاصوف» قصة السبعينات وملحمة تاريخية اجتماعية

في وسط زخم وطفرة المسلسلات الرمضانية، تضج الدراما الخليجية لهذا العام بأحداث تحمل صبغة واقعية تنم عن حيثيات الحياة اليومية سواء في حقبة زمنية حالية أم غابرة. ويعتلي منصة المسلسلات لهذا العام المسلسل السعودي «العاصوف» الذي يعرض عبر شاشة «إم بي سي»، من سيناريو الكاتب الراحل عبد الرحمن الوابلي، وبطولة وإشراف الممثل السعودي ناصر القصبي بدور أكثر جدية من أدواره السابقة وإن كان يمرر إسقاطات كوميدية مبطنة. ويجسد المسلسل حقبة السبعينات بدءاً من عام 1390هـ (1970)، حيث النمط البسيط للحياة من علاقات أسرية وعاطفية مختلسة، في فترة كان يعيش السعوديون بأريحية أكثر سواء عبر التزاور أو المهن التي كانوا يزاولونها، أو حتى مشاهدتهم للأفلام المصرية في السينما.
وقد أثار المسلسل بدءاً من حلقته الأولى صخباً حيال طريقة استقراء تلك المرحلة الحياتية، إلا أنه يصف بتدرج مدى تأثير الحركات السياسية القادمة من الخارج بأسلوب ذكي غير مباشر بانسيابية ودون تنظير لا حاجة فيه. ويؤجج من ذلك المؤثرات البصرية المستخدمة والتلاعب بالإضاءات والألوان الباهتة من جهة، والثياب التقليدية المختارة للرجال والنساء القاطنين في بيوت وحواري شعبية بسيطة، فيما يوحي بأن ذلك هو الطابع العام وأجواء فترة السبعينات. فيما تتسلل إلى الحبكة الدرامية الحركات الدينية والسياسية القادمة من الخارج، سواء من خلال ظهور الشيخ ذي اللكنة السورية في الحلقة الأولى من المسلسل وهو يخرج من المسجد ليشرع بالحديث مع الآخرين، ويناقش فيما بعد القضية الفلسطينية بحماسة مفرطة، فيما ينسج الآخر رسالة عاطفية في حجرة تحمل صورة جمال عبد الناصر. في إيحاء لمدى تأثر السعودية بالتوجهات القادمة من الخارج من خلال الأساتذة والوعاظ مثل ما حدث مع حركة الإخوان المسلمين والناصرية. الأمر الذي يشي بحدوث هزة أو «عاصوف» يغير من الطبيعية الحياتية للمجتمع آنذاك.
من جهة أخرى تستمر الممثلة الكويتية المخضرمة حياة الفهد في تجسيد المجتمع الكويتي والتأزم المجتمعاتي من خلال مسلسلها بقالبه المختلف «مع حصة قلم» من كتابة علي الدوحان، والذي يبث عبر شاشة دبي، لتبدأ أحداثه ببداية سوداوية تغمغم فيها من داخل زنزانة تعكس مدى شقائها بأن «حتى الحبر جف»، وهي تعبر عن امتعاضها لاحتباسها على الرغم من براءتها ورغبتها في استرجاع تفاصيلها الحياتية من خلال كتابتها. الكتابة التي اعتادت عليها في قصاصات ملونة وصفتها بأنها لولاها لباتت حياتها بيضاء خالية من أي أحداث ذات أهمية، ليتضح فيما بعد اضطرارها للكتابة من أجل التذكر بعد أن أصيبت بما يبدو بأنه «ألزهايمر». مثل هذا الاستقراء للأحداث القادمة حمل طابع التأزم الوجودي للشخصية المحورية «حصة» كامرأة يحفها البؤس والضياع، وتنجح حياة الفهد في تقمص شخصية حصة واستنطاقها، دون تصنع أو تقتير في التعبير عن الشخصية المحورية. وتتناثر مسلسلات خليجية أخرى مثل «محطة انتظار» و«عطر الروح» لتسترسل في التطرق في تجسيد الهم الاجتماعي الخليجي والعلاقات الأسرية المتناقضة التي ترفل بالتقاليد والأعباء الناتجة عن طبيعة المجتمع الخليجي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.