المنسق الإسرائيلي الجديد يدعم خططاً سابقة لتسهيلات واسعة في غزة

تل أبيب تريد تطبيق «خطة مارشال» قائمة على دعم دولي إنساني

فلسطينيون يردون على إلقاء جنود الاحتلال قنابل غاز عند الحدود شرق مدينة غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يردون على إلقاء جنود الاحتلال قنابل غاز عند الحدود شرق مدينة غزة (إ.ب.أ)
TT

المنسق الإسرائيلي الجديد يدعم خططاً سابقة لتسهيلات واسعة في غزة

فلسطينيون يردون على إلقاء جنود الاحتلال قنابل غاز عند الحدود شرق مدينة غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يردون على إلقاء جنود الاحتلال قنابل غاز عند الحدود شرق مدينة غزة (إ.ب.أ)

قدَّم منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية الجديد، كميل أبو ركن، اقتراحاً لحكومته بضرورة تقديم تسهيلات واسعة للسكان في قطاع غزة، في ظل الظروف الحالية الصعبة والمعقدة.
وقالت قناة «ريشت كان» الإسرائيلية، إن أبو ركن، الذي خلف حديثاً الجنرال يؤاف مردخاي، طلب إدخال تسهيلات تشمل فتح المعابر أمام دخول العمال من قطاع غزة إلى إسرائيل، وتوسيع مساحة الصيد البحري، ومنح رخص تتعلق بإنشاء المزيد من محطات المياه والكهرباء، ومشاريع بنى تحتية، إضافة إلى ضخ المزيد من الوقود للقطاع.
وهذه ليست أول مرة تتحدث فيها إسرائيل عن اقتراحات وحلول وخطط للتخفيف عن غزة، لكن الوضع المعيشي المتدهور وانفجار السكان نحو «مظاهرات العودة» على حدود القطاع، يعطي هذه الاقتراحات، في الوقت الحالي، أهمية أكبر.
وتحتاج اقتراحات أبو ركن، وهو من قرية عسفيا العربية في الشمال، موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاءت الاقتراحات في الوقت الذي سربت فيه مصادر إسرائيلية عدة، تقارير حول مباحثات إقليمية من أجل تخفيف الأزمة في قطاع غزة.
وتحدث الخبير العسكري رون بين يشاي في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، في وقت سابق، عن توجه قوي لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، لإيجاد حلول إنسانية للمشكلة القائمة في غزة، تحت ضغط تجنب احتمال مواجهة عسكرية جديدة. وحسب بن يشاي، تتطلع المؤسسة العسكرية لإيجاد حلول عملية لمشاكل المياه والصرف الصحي والصحة والكهرباء، وإمكانية إنعاش الاقتصاد.
وقال بن يشاي، إن تفاصيل خطة إنسانية نُوقشت خلال الأسابيع الأخيرة في واشنطن، وتشمل إقامة مشاريع ومصانع لتحلية المياه، وأخرى لتوفير الطاقة والكهرباء، وقائمة طويلة من المشاريع المدنية الاقتصادية. وبحسبه، فإن الاجتماعات ناقشت توزيع حصص كل دولة، من أجل تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة، لتخفيض معدلات العنف الذي قد يشهده القطاع في أي لحظة.
ويدور الحديث عن خطة قديمة على غرار خطة مارشال كان دعا لها المنسق السابق يؤاف مردخاي، من أجل تحسين الوضع في قطاع غزة، ومنع أي تصعيد عسكري جديد.
وطالب مردخاي، العام الماضي، المجتمع الدولي، بضخ الأموال لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة، مؤكداً وجود عوامل مشتركة بين الوضعين الاقتصادي والأمني في القطاع، وأن استمرار التوتر من شأنه أن يعجل من خطر التصعيد العسكري. وأوصى مردخاي بأن تدعم إسرائيل عملية إنسانية واسعة النطاق، من شأنها أن تغير الأوضاع في غزة وتحسن من ظروف حياة سكانه.
وقال مردخاي آنذاك، إن «هناك جيلاً جديداً ينشأ في غزة، ما بين 15 إلى 30 عاماً، يعيش أبناؤه في حالة إحباط، ويجدون صعوبات في العثور على عمل بسبب الوضع الاقتصادي. وإنهم يحاولون الآن التسلل إلى إسرائيل من أجل اعتقالهم وتلقي الأموال».
وحمَّل مردخاي حركة حماس المسؤولية عن تدهور الأوضاع في غزة، وازدياد نسب الفقر والبطالة، محذراً من استمرار حالة اليأس في أوساط سكان غزة، وتسريعها انتشار التطرف، وإمكانية أن يتسبب ذلك في صعوده والسيطرة على الحكم.
وطلب مردخاي تفعيل «خطة مارشال» من أجل وضع برنامج معونات اقتصادي عاجل، يساعد على بناء مناطق صناعية وسياحية، وإعادة بناء البنية التحتية في غزة، على أن يشمل ذلك وجود ترتيبات أمنية للحد من قوة «حماس» عسكرياُ، وحل مشكلة «المفقودين» الإسرائيليين في غزة.
لكن كثيراً من الخطط الإسرائيلية والإقليمية تصطدم برفض السلطة لها، لتعاطيها مع غزة وكأنها مشكلة إنسانية بحتة.
وزاد الوضع في غزة سوءاً بعد اتخاذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأشهر الأخيرة، إجراءات تمثلت في قطع رواتب وإحالة موظفين إلى التقاعد والخصم من رواتب آخرين، إلى جانب التوقف عن تزويد الوقود والكهرباء، وإلغاء إعفاءات ضريبية وفرض أخرى.
وتشترط السلطة تسليمها قطاع غزة كاملاً من قبل «حماس»، من أجل رفع الإجراءات، والعمل على إعادة إعمار القطاع وإنعاشه، ورفضت «حماس» مطالب السلطة، واتهمتها بالمساعدة على حصار غزة.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.