مقاتلو «داعش» يغادرون دمشق إلى البادية

أحرقوا مكاتبهم في جيب اليرموك

عناصر من قوات النظام أمام حافلة تقل مقاتلين في اليرموك (رويترز)
عناصر من قوات النظام أمام حافلة تقل مقاتلين في اليرموك (رويترز)
TT

مقاتلو «داعش» يغادرون دمشق إلى البادية

عناصر من قوات النظام أمام حافلة تقل مقاتلين في اليرموك (رويترز)
عناصر من قوات النظام أمام حافلة تقل مقاتلين في اليرموك (رويترز)

أجْلَت حافلاتٌ مسلحينَ من تنظيم داعش من جيب، جنوب دمشق، أمس، يُعَدُّ المعقل الأخير للتنظيم في مخيم اليرموك وحي مجاور له، تطبيقاً لاتفاق انسحاب، بينما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن متشددي التنظيم أحرقوا مكاتبهم في جيب اليرموك.
وذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ست حافلات تقل مقاتلي التنظيم وعائلاتهم، غادرت مخيم اليرموك وحي التضامن. وأوضح عبد الرحمن أن الحافلات توجهت شرقاً نحو البادية السورية، حيث لا يزال التنظيم يسيطر على بعض المناطق فيها. ولم يتمكن «المرصد» من تحديد أعداد المغادرين على متن الحافلات، لكنه أشار إلى أن أغلبهم من أقارب المقاتلين وغير مسلحين.
وتقاتل قوات النظام السوري وحلفاؤها لاستعادة السيطرة على الجيب الواقع جنوب دمشق، منذ تغلبها على مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية قرب العاصمة في أبريل (نيسان) الماضي. وتتركز المنطقة التي يقع فيها الجيب حول الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور.
من جهته، أكد أمين سر الفصائل الفلسطينية في دمشق خالد عبد المجيد، أن اتفاق مخيم اليرموك لخروج مسلحي «داعش»، هو أقرب ما يكون إلى الاستسلام، لافتاً إلى أنهم طلبوا من الجيش الروسي التوسط لخروجهم من أحياء جنوب دمشق إلى شرق سوريا.
وقدَّر عبد المجيد عدد المسلحين وعائلاتهم بنحو 1500 شخص، وقام هؤلاء اليوم بحرق مقراتهم ووثائقهم في مخيمي اليرموك والحجر الأسود، وتوقفت جميع العمليات العسكرية منذ ظهر أول من أمس السبت.
ونفى عبد المجيد لوكالة الأنباء الألمانية «وجود أي تواصل بين الجيش السوري وبين مسلحي (داعش) حول ترتيب خروجهم من أحياء جنوب دمشق»، قائلاً إن «كل العملية جرت تحت إشراف الجيش الروسي بعد طلب مسلحي (داعش) منهم تأمين خروجهم وحمايتهم حتى وصولهم إلى البادية السورية في تدمر ودير الزور».
وفي بث مباشر قال مراسل التلفزيون السوري الرسمي، إن عمليات الجيش السوري في منطقة الحجر الأسود تشارف على نهايتها مع انهيار خطوط المسلحين، فيما تصاعدت أعمدة من الدخان من المنطقة الظاهرة خلفه.
إلى ذلك، قال قيادي فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «أغلب المدنيين الفلسطينيين والسوريين، الذين كان عددهم يقدر بنحو خمسة آلاف شخص في مخيم اليرموك تركوا المخيم، واتجهوا إلى بلدة يلدا، وحالياً لا يتجاوز عدد المدنيين بالعشرات».
وأكد القيادي أن «الجيش السوري والفصائل الفلسطينية يسيطرون على أكثر من 85 في المائة من مساحة مخيم اليرموك، حيث تجاوزت شارع فلسطين وشارع الجزيرة ومشحم عامر الذي يتقاطع مع حي التضامن».
إلى ذلك، قالت مصادر فلسطينية إن أكثر من 20 حافلة دخلت صباح أمس الأحد، إلى أحياء جنوب دمشق لنقل مسلحي «داعش». وأكدت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، أن «20 حافلة، هي الدفعة الأولى من الحافلات، وصلت إلى حي الزاهرة شمال مخيم اليرموك لنقل مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم من أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن لمنطقة البادية السورية في ريف دير الزور».
وقال «المرصد»، في وقت سابق، إن حافلات دخلت الجيب بعد منتصف الليل لنقل المقاتلين وأسرهم. وأضاف أن الحافلات غادرت باتجاه منطقة البادية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، التي تقع إلى الشرق من العاصمة، والتي تمتد إلى الحدود مع الأردن والعراق.
وشاعت عمليات الانسحاب بعد التفاوض في الحرب السورية في السنوات الماضية مع استعادة الحكومة بالتدريج السيطرة على المناطق بمساعدة الجيش الروسي وقوات مدعومة من إيران.
وبموجب أغلب اتفاقات الانسحاب، منحت الحكومة لمقاتلي المعارضة وأسرهم ممراً آمناً لشمال غربي سوريا. وقالت الأمم المتحدة إن 110 آلاف شخص تم إجلاؤهم لشمال غربي سوريا ومناطق تسيطر عليها المعارضة شمال حلب في الشهرين الماضيين فقط.
وتصف المعارضة سياسة إبرام تلك الاتفاقات بأنها تهجير قسري يصل إلى حد التغيير الديموغرافي لطرد معارضي الأسد. ويقول النظام إنه لا يجبر أحداً على المغادرة، وإن على من يبقون القبول بحكم الدولة.
وفيما تعهد الأسد باستعادة كل شبر من الأراضي السورية، تشير خريطة الصراع إلى أن تلك مهمة ستزداد تعقيداً من الآن فصاعداً. فهناك قوات أميركية في الشرق والشمال الشرقي، وهي مناطق تسيطر عليها جماعات كردية تريد حكماً ذاتياً من دمشق، واستخدمت القوة للدفاع عن مناطقها من القوات الموالية للأسد.
وأرسلت تركيا قواتها إلى شمال غربي سوريا لمواجهة الجماعات الكردية ذاتها، لتشكل منطقة عازلة على حدودها أعاد فيها مقاتلون معارضون للأسد ترتيب صفوفهم.
وفي الجنوب الغربي، حيث تسيطر المعارضة المسلحة على أراضٍ واقعة على الحدود مع إسرائيل والأردن، تواجه قوات الأسد خطر الدخول في صراع مع إسرائيل التي تريد إبعاد حلفاء دمشق الإيرانيين عن حدودها، وشنت ضربات جوية على سوريا لاستهدافهم.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.