«هيرميس» و«جيمس» يستثمران 300 مليون دولار في التعليم بمصر

TT

«هيرميس» و«جيمس» يستثمران 300 مليون دولار في التعليم بمصر

أعلن بنك الاستثمار المصري (المجموعة المالية «هيرميس»)، أمس، عن دخوله في شراكة مع مؤسسة ««جيمس» الدولية، لإطلاق مشروع للتعليم الأساسي في مصر، وبينما يتوسع القطاع الخاص في الاستثمار في مصر، ينتقد المجتمع المدني غياب الجهود الكافية لتطوير التعليم الحكومي المجاني المتاح للطبقات الأدنى دخلاً.
وقال «هيرميس» إنه بموجب شراكته مع ««جيمس للتعليم»، «سيقوم بتأسيس صندوق استثماري يديره قطاع الاستثمار المباشر التابع للشركة، لتمويل المشروعات التي تنفَّذ في إطار هذه الشراكة».
وأوضح البنك في بيان، أن شراكته مع مؤسسة «جيمس للتعليم» تهدف إلى إتاحة المجال لعملائه من المستثمرين للعمل في أكبر أسواق الخدمات التعليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ قوام قطاع التعليم الأساسي في مصر أكثر من 20 مليون طالب.
وقال كريم موسى، رئيس قطاعي إدارة الأصول والاستثمار المباشر في «هيرميس»، لوكالة «رويترز»، أمس، إن قيمة استثمارات المجموعة مع مؤسسة ««جيمس»، «خلال السنوات الخمسة المقبلة ستبلغ 300 مليون دولار».
وأضاف موسى للوكالة: «خلال الشهرين المقبلين سنقوم بأول استثمار لنا في التعليم بمصر... سنستحوذ على أربع أو خمس مدارس بنهاية سبتمبر (أيلول). هذا ما نخطط له».
وأوضح: «سنقوم بالاستحواذ على مدارس قائمة بالفعل بجانب إنشاء مدارس جديدة... سنركز في البداية على القاهرة والإسكندرية ثم ندخل إلى محافظات أخرى».
وتعد «جيمس للتعليم» من أكبر مزوّدي خدمات التعليم الخاص في العالم، من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر، وتأسست المجموعة في عام 1959 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتدير 47 مدرسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقدم خدماتها لأكثر من 115 ألف طالب.
بينما تحظى المجموعة المالية «هيرميس» بوجود مباشر في 11 دولة عبر 4 قارات، حيث نشأت الشركة في السوق المصرية وتوسعت على مدار على أكثر من 30 عاماً، وتتخصّص المجموعة في تقديم باقة من الخدمات المالية والاستثمارية، تتنوع بين الترويج وتغطية الاكتتاب وإدارة الأصول والوساطة في الأوراق المالية والبحوث والاستثمار المباشر. ولا يزال التعليم العام مهيمناً على النشاط الدراسي بمصر، حيث يلتحق أكثر من 80% من الطلبة بهذا النظام الذي يلتزم بمبدأ مجانية الخدمة التعليمية، لكنّ دراسةً حديثة صادرة عن المجتمع المدني في مصر أظهرت تزايد دور التعليم الخاص، حيث ارتفعت نسبة الطلبة الملتحقين به خلال السنوات العشر الأخيرة من 16% إلى نحو 20%.
وانتقدت الدراسة الصادرة عن المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومنصة العدالة الاجتماعية تراجع مستوى التعليم العام في ظل غياب الجهود الكافية لتطويره وضعف التمويل، حيث تقول الدراسة إنه خلال العقد الأخير وبينما كان إقبال الأسر المصرية يزداد على التعليم الخاص ذي الرسوم المرتفعة ارتفعت كثافة الطلبة في الفصول من متوسط 40.3 طالب إلى 44.3 طالب.
وتشير الدراسة إلى أنه خلال العقد الأخير استطاعت المدارس الخاصة أن تحافظ على نفس معدلات كثافة الطلبة في الفصول تقريباً، والتي تتراوح بين 31.7 و32.3 طالب، وهو ما يُظهر الحظ الأوفر للطلبة الملتحقين بالتعليم الخاص في الخدمة التعليمية.
وحذرت الدراسة الصادرة تحت اسم «المدارس والتفاوت الطبقي» من أن الكثافة المرتفعة للطلاب في المدارس الحكومية تؤثر على العملية التعليمية وحق الطبقات الأدنى دخلاً في الحصول على خدمة تعليمية، مشيرة إلى أن كثافة بعض الفصول الحكومية تصل إلى 100 و120 طالباً في الفصل.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.