الجيش الليبي يتهم حكومة السراج بالعمل مع «القاعدة»

أصوليو درنة يفجِّرون جسراً... ووحدة مكافحة الإرهاب تفكك عبوتين ناسفتين

آمر القوات الخاصة (الصاعقة) اللواء ونيس بوخمادة بين قواته
آمر القوات الخاصة (الصاعقة) اللواء ونيس بوخمادة بين قواته
TT

الجيش الليبي يتهم حكومة السراج بالعمل مع «القاعدة»

آمر القوات الخاصة (الصاعقة) اللواء ونيس بوخمادة بين قواته
آمر القوات الخاصة (الصاعقة) اللواء ونيس بوخمادة بين قواته

تجاهل الجيش الوطني الليبي الدعوات المطالبة بوقف تحركاته العسكرية لتحرير درنة، وواصل قصف تمركزات «الجماعات المتطرفة» بالمحور الغربي لوادي «تمسكت»، وأطلق على العملية اسم «الشهيد علي الدرناوي»، متهماً في الوقت ذاته حكومة الوفاق الوطني، التابعة للمجلس الرئاسي الذي يقوده فائز السراج، بالعمل مع مسلحي تنظيم «القاعدة»، وتجنيد الشباب للدفع بهم لمحاربة الجيش.
وجاءت اتهامات القوات المسلحة للحكومة، التي تمارس مهامها من طرابلس العاصمة، رداً على ما وُصف بموقف السراج المعارض لاقتحام درنة، وقال العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش، في الذكرى الأولى للهجوم الذي استهدف قاعدة براك الشاطئ الجوية (جنوب)، إن «مجموعة مسلحة من تنظيم القاعدة هاجمت المكان تحت راية وبقرار من وزارة الدفاع في (ما تسمى) حكومة الوفاق، وذلك في عملية سمتها «عملية تحرير قاعدة براك».
وأضاف المسماري على صفحته عبر «فيسبوك» مساء أول من أمس، أن «التنظيم الذي وجد في حكومة الوفاق كياناً يعمل تحته، وبدعم من أعضاء في الحكومة، يسعى منذ فترة لاستقطاب وتدريب الشباب لنيل الشرعية من الوفاق، وذلك بهدف جرّهم إلى حرب مع القوات المسلحة».
وذهب المسماري إلى أن القيادة العامة «تدعو القضاء الليبي العادل إلى تحقيق العدالة لـ148 شهيداً بين مدنيين وعسكريين»، لافتاً إلى مرور عام كامل على الحادث، دون الوصول إلى أي نتائج، رغم وجود كل الدلائل على تورط أشخاص بعينهم في «المجزرة»، قبل أن يثمّن موقف أهالي الجنوب «الذين رفضوا وجود ميليشيات (القاعدة) تحت أي مسمى، ووقفوا لها بالمرصاد».
وسبق للسراج آنذاك إصدار قرار بوقف وزير دفاعه العقيد المهدي البرغثي عن العمل، في محاولة اعتبرها البعض مجرد محاولة لامتصاص غضب أهالي الجنوب، لكنه أعاده ثانية لمباشرة عمله، بينما لم تكشف لجنة التحقيق عن نتائج بحثها في تفاصيل وملابسات المجزرة.
ميدانياً، نبّهت القوات المسلحة مواطني درنة إلى «عمليات اعتقال تمارسها عصابات إرهابية في المدينة، مستخدمة سيارات تحمل شعارات وحدات القوات المسلحة، ويرتدون بذلات عسكرية». وأعقب هذا التحذير تفجير عناصر ما يسمى «مجلس شورى مجاهدي درنة» جسر الشلال وإسقاطه، بالإضافة إلى إطلاق قذائف عدة وسط المدينة في محاولة لإعاقة تقدم الجيش، لكن القيادي بالمجلس يحيى الأسطى اتهم عبر فضائية «التناصح»، الموالية لـ«الإخوان»، قوات الجيش بتفجيره، وقال: «نحن نعيش أوضاعاً مأساوية بسبب حصار الجيش للمدينة».
ودافع نواب من الشرق الليبي عن عملية الجيش في درنة، إذ رد الدكتور صالح هاشم إسماعيل، النائب عن مدينة طبرق (شرق) على الأصوات، التي تطالب القوات المسلحة بالتراجع، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش منح الإرهابيين في درنة مهلة ثلاث مرات لتسليم أنفسهم في فترات سابقة، لكنهم لم يفعلوا، وبالتالي لا مجال للتراجع الآن»، وأضاف موضحاً: «نطالب قواتنا المسلحة بألاّ تظلم أحداً، وأن تتبع السلوك الإسلامي في التعامل مع المدنيين، وألا تأخذهم رأفة بالإرهابيين». كما تمنى إسماعيل أن «يفيق المغرر بهم من تلك العناصر، ويسلموا أنفسهم، وألا ينجرفوا وراء المخربين».
من جهته، أعلن اللواء ونيس بوخمادة، آمر القوات الخاصة (الصاعقة)، إطلاق اسم «الشهيد علي الدرناوي» على عمليات القوات في درنة.
وقال بوخمادة في كلمة لقواته على جهاز اللاسلكي، تناقلتها وسائل إعلام محلية، إن هذه العملية «هدية لكل شهداء الجيش».
وكان الدرناوي قد قضى في معارك القوات الخاصة ضد تنظيم داعش في محور بوصنيب بمدينة بنغازي.
وفي سياق متصل، دعت منظمات محسوبة على تيار الإسلام السياسي في العاصمة الليبية إلى التظاهر أمام مقر بعثة الأمم المتحدة، اليوم (الأحد)، للتنديد بالعملية العسكرية على درنة. وقال بيان وزعته تلك المنظمات إن المظاهرة المقررة بعد ظهر اليوم تستهدف أيضاً تخفيف الحصار على المدينة.
إلى ذلك، فككت وحدة مكافحة الإرهاب بالأمن المركزي، التابعة لداخلية الوفاق، عبوتين ناسفتين معدَّتين للتفجير عن بُعد. وقالت الوحدة في بيان، أمس، إن العبوتين زُرعتا في طريق السريع بمنطقة أبوسليم، «من قبل بعض الجبناء».
في شأن آخر، أعلن ديوان المحاسبة عن أسماء شخصيات وشركات محلية وأجنبية متورطة في تهريب العملة الصعبة، وقال إنهم جميعاً أضروا باقتصاد البلاد.
ونشر ديوان المحاسبة أسماء الشركات والأشخاص في كشوف شملت 44 شركة محلية، و24 أجنبية، مطالباً في خطاب رسمي إلى محافظ المصرف المركزي، أمس، بوقف التصرف في الحسابات المصرفية التابعة «للمتورطين»، وعدم التعامل معهم أو مع أي شركات أخرى يمتلكونها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.