كوريان شماليان يفران إلى الجنوب

ذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية، نقلاً عن مصدر حكومي، أن كوريين شماليين فرّا إلى كوريا الجنوبية عبر البحر الأصفر أمس.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، إنه «تم رصد سفينة صغيرة في المياه بشمال باينيونغ» الجزيرة الواقعة بالقرب من الحدود البحرية بين الكوريتين، «على متنها كوريان شماليان أعربا عن رغبتهما في الفرار»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذُكر في وقت سابق أن أحدهما ضابط في الجيش الكوري الشمالي يرافقه مدني، لكن «يونهاب» أوضحت لاحقاً أن المصدر الحكومي صحح ما أورده قائلاً إن الشخصين مدنيان. وأكد مصدر في خفر السواحل أن تحقيقاً يجري، من دون أن يضيف أي تفاصيل.
وهي المرة الأولى التي يفر فيها كوري شمالي منذ القمة التاريخية التي عقدت بين الكوريتين في أبريل (نيسان)، وتعهد فيها البلدان إخلاء شبه الجزيرة بالكامل من الأسلحة النووية، والكف عن أي نشاط عدائي.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، فرّ جندي كوري شمالي إلى الجنوب بعدما أصيب بنيران الجنود الكوريين الشماليين أثناء هروبه. وفي يونيو (حزيران)، رفض اثنان من طاقم سفينة صيد كورية شمالية يضم أربعة أشخاص العودة، وسمح لهما بالإقامة في الجنوب. وبعد شهر، قام خمسة أشخاص على متن سفينة أخرى بخطوة مماثلة.
في سياق متصل، رفضت كوريا الشمالية الموافقة على قائمة من الصحافيين الجنوبيين كانوا يأملون في مشاهدة إغلاق موقعها المخصص للتجارب النووية، مما أثار تساؤلات جديدة عن التزام بيونغ يانغ بالحد من التوترات.
ودعت كوريا الشمالية عدداً محدوداً من الصحافيين من كوريا الجنوبية ودول أخرى ليشهدوا ما قالت إنه سيكون إغلاقاً لموقع لتجارب الأسلحة النووية الوحيد لديها، والواقع في بونغي ري الأسبوع المقبل.
ويعتبر عرض بيونغ يانغ إغلاق موقع التجارب تنازلاً كبيراً خلال شهور شهدت تخفيفاً للتوتر بينها وبين كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
لكن يبدو أن التقدم قد توقف في الأيام القليلة الماضية مع الشكوك التي أثارتها كوريا الشمالية بشأن قمة غير مسبوقة، يفترض أن تعقد في سنغافورة يوم 12 من يونيو بين الزعيم كيم جونغ أون وبين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومع وقفها المحادثات مع الجنوب.
وقالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، المسؤولة عن التعامل مع الشمال، الجمعة، إن بيونغ يانغ «امتنعت عن قبول» قائمة الصحافيين التي قدمتها سيول لحضور تفكيك موقع التجارب، كما ذكرت وكالة «رويترز».
ولم تعلن الوزارة مزيداً من التفاصيل، لكن قرار بيونغ يانغ سيثير شكوكاً على الأغلب بشأن خطتها الخاصة بموقع التجارب. وسعى ترمب الخميس لاسترضاء كوريا الشمالية بعد تهديدها بإلغاء قمة يونيو، وقال إن سلامة كيم ستكون مكفولة في أي اتفاق، وإن كوريا الشمالية لن تواجه مصيراً كمصير ليبيا بعد رحيل زعيمها معمر القذافي، إلا إذا تعذر إبرام ذلك الاتفاق.
وقالت بيونغ يانغ، الأربعاء، إنها قد تنسحب من قمة سنغافورة إذا استمرت واشنطن في مطالبتها بالتخلي من جانب واحد عن ترسانتها النووية التي طورتها متحدية قرارات مجلس الأمن الدولي، لمواجهة ما تعتبره «عدائية» من جانب الولايات المتحدة.
واتهم كبير مفاوضي كوريا الشمالية أول من أمس، كوريا الجنوبية، بالجهل وعدم الكفاءة، وأدان التدريبات الجوية المشتركة بين واشنطن وسيول، كما هدّد بوقف كل المحادثات مع الجنوب. وقال ترمب، في تصريحات أدلى بها في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إن القمة مع كيم لا تزال مزمعة على حد علمه لكن الزعيم الكوري الشمالي ربما تأثر ببكين. لكنه شدد أيضاً على ضرورة أن تتخلى بيونغ يانغ عن أسلحتها النووية، وحذر من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد «تهلك» كوريا الشمالية مثل ليبيا أو العراق.
من جانبها، قالت الصين أول من أمس إنها تدعم الاستقرار والسلام في شبه الجزيرة الكورية، كما تدعم حل الخلافات المتعلقة بتطوير الأسلحة عبر المحادثات، وذلك رداً على قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الصين ربما تؤثر على كوريا الشمالية مما يجعلها تتخذ هذا الموقف الجديد المتشدد.
ورداً على سؤال بشأن تصريحات ترمب، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية لو كانغ إن موقف الصين لم يتغير، وجدد دعمها لهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وأضاف لو، في إفادة صحافية اعتيادية في بكين: «ندعم كل الأطراف المعنية باستمرار لحل قضية شبه الجزيرة من خلال المشاورات السياسية والوسائل السلمية».