4 أحزاب تنتقد استئثار «جبهة التحرير» بحملة ترشيح بوتفليقة للرئاسة

TT

4 أحزاب تنتقد استئثار «جبهة التحرير» بحملة ترشيح بوتفليقة للرئاسة

تبدي أربعة أحزاب جزائرية، تنتمي لما يعرف بـ«كتلة الموالاة» التي تدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسياساته، تحفظاً على ما سمّته «الاصطفاف» وراء «جبهة التحرير الوطني»، وأمينها العام جمال ولد عباس، الذي يريد «الاستئثار» بحملة الترويج لترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وفي غضون ذلك يرجح أن تشهد رئاسية 2019، ولأول مرة، ترشح ثلاث نساء.
وكان أول المعترضين على أن يكون تابعاً لولد عباس، هو حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيى «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي ابتعد عن الخوض في قضية «الولاية الخامسة»، ما لم يعلن صاحب الشأن (بوتفليقة) أنه يريدها. إذ قال قيادي بـ«التجمع»، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن «السيد ولد عباس يستبق الأحداث، ويبحث عن تابعين ينفذون رؤيته لما ينبغي أن تكون عليه الحملة المفترضة للرئيس بوتفلية، وهذا لا نقبله، إذ جرت العادة عشية المواعيد الانتخابية أن يلتقي الموالون للرئيس لبحث خطة الإشهار لترشحه. لكن في الوقت الحالي، الرئيس لم يصرح بأنه يرغب بالتمديد. ومن الطبيعي من جبهة التحرير، التي هي حزب الرئيس، أن تناشده الترشح، ولكننا لسنا تابعين لها».
يشار إلى أن ولد عباس جمع في الأسابيع الأخيرة تنظيمات وجمعيات كثيرة، بغرض تشكيل «قاعدة شعبية»، ستكون جاهزة للحملة بمجرد أن يقول بوتفليقة إنه يريد «الخامسة». وصرَّح ولد عباس أن بين يديه 700 ألف توقيع لجزائريين، يريدون من الرئيس أن يستمر في الحكم. وقال أيضاً: «سنكون سعداء لو نزل فخامة الرئيس عند رغبتنا وترشح».
ومن أكثر الأحزاب استياء من «الحركة»، التي يقودها ولد عباس، «الحركة الشعبية الجزائرية»، بقيادة وزير التجارة سابقاً عمارة بن يونس، الذي قال في تجمع لمناضلي حزبه، منتقداً بشدة ولد عباس: «في حدود علمي، بوتفليقة هو رئيس كل الجزائريين، وليس رئيس جبهة التحرير وحدها، وانتخب رئيساً أربع مرات متتالية، وكان مساندا من عدة أحزاب وليس حزب جبهة التحرير وحده». وقد غضب ولد عباس من موقف بن يونس، ووصفه بـ«كلام ساقط» في مؤتمر صحافي.
أما الحزبان الآخران اللذان يعتبران غير متحمسين ليكونا تابعين لولد عباس فهما «تجمع أمل الجزائر»، برئاسة عمر غول وزير الأشغال العمومية سابقاً، و«التحالف الوطني الجمهوري» بقيادة بلقاسم ساحلي وزير مكلف الجالية الجزائرية بالخارج سابقاً.
يشار إلى أن الرئيس بوتفليقة زار موقعين دينيين الثلاثاء الماضي بالعاصمة هما «الزاوية البلقايدية العلوية لتعليم القرآن»، ومشروع بناء «الجامع الأعظم». وقد ظهر الرئيس فوق كرسيه المتحرك صامتاً، وهو يتابع كلام مسؤول التشريفات بالرئاسة مختار رقيق خلال تقديم شرح عن الهيكلين الدينيين. وكان ذلك خروجه الثاني إلى الميدان في ظرف شهر فقط، بعد زيارته لمترو أنفاق العاصمة، وجامع «كتشاوة» الذي يعود إلى العهد العثماني. لكن في المناسبتين عاد الجدل مجدداً حول قدرته على الاستمرار في الحكم. والسيناريو المرتقب، والأقرب إلى الحقيقة حسب بعض المتابعين، هو أن يعلن بوتفليقة أنه «ما كان يريد عهدة جديدة بسبب المرض، لكن إلحاح الجزائريين الشديد يدفعه إلى النزول عند رغبتهم».
ويُنتظر مشاركة ثلاث نساء في سادس انتخابات رئاسية تعددية. فإلى جانب زعيمة «حزب العمال» اليساري لويزة حنون، التي لم تتغيب عن أي اقتراع رئاسي منذ 2004، أعلن الناشط السياسي الإسلامي محمد صالحي أن زوجته نعيمة صالحي، البرلمانية ورئيسة «حزب العدل والبيان»، تنوي الترشح. وقال لـ«الشرق الأوسط» بهذا الخصوص: «نملك رصيداً شعبياً كبيراً من التضامن والتعاطف، نريد أن نستغله في الانتخابات، بعد الحملة التي تعرضنا لها بسبب موقفنا من تدريس الأمازيغية بالحرف اللاتيني»، في إشارة إلى معارك عبر وسائل الإعلام وعلى المنصات الاجتماعية الرقمية، تخوضها صالحي المعروفة بتوجهها العروبي الإسلامي ضد قطاع واسع من منطقة القبائل (شرق)، ممن يمارسون ضغطا على السلطات، بغرض تدريس الأمازيغية في مناهج التعليم بالحرف اللاتيني، على خلفية الاعتراف بها دستورياً كلغة رسمية بجنب العربية. كما ينتظر أن تخوض المنافسة، زبيدة عسول، رئيسة حزب صغير يسمى «الاتحاد من أجل التغيير»، وهي قاضية سابقاً وزوجة محامٍ معروف، لها حضور لافت في الإعلام، وتتميز بتوجهها العلماني.
تجدر الإشارة إلى أن أول من أعلن ترشحه للرئاسة، وهو الوحيد لحد الساعة، فتحي غراس، المتحدث باسم «الحركة الديمقراطية والاجتماعية»، الحزب الشيوعي الجزائري سابقاً.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».